نادية مراد من قبضة داعش الى احضان العالم الآمنة
بقلم : علي كاظم البشارة
نادية مراد , المرأة الضحية , والتي تمكنت بأعجوبة عجز عنها الغير من الهروب من قبضة داعش واجرامه . اسمها هو الاكثر تداولا هذه الايام عبر وكالات الانباء العالمية والعربية , فهي الضيفة التي تتجول بين الدول وتتنقل للحديث وفضح ممارسات داعش وما تعرضت له هي وابناء الاقليات على يد الارهاب . كلنا نتعاطف معها ونستنكر ماجرى لها, ونطالب بالقصاص من مرتكبي هذه الجرائم التي تعرض ويتعرض لها الجميع من ابناء العراق دون تحديد دينهم او مذهبهم او قوميتهم فالارهاب هو الارهاب لايعرف حدودا ولا مقامات فالجميع هدف بالنسبة له .
لا يختلف اثنان على مظلومية الطائفة الايزيدية في سنجار وماتعرض له اهل المنطقة من جرائم قتل واغتصاب وتهجير. الا اننا نتعجب من ظهور احدى هؤلاء الضحايا فجأة وبدون سابق حديث ونراه جالسا في الامم المتحدة ليتحدث امام العالم اجمع عن معاناته وابناء طائفته ومدينته من جراء الارهاب . كيف وصلت الى هكذا محفل عالمي بدون علم حكومة بلادها او وزارة خارجيتها وهو ما اعتاد عليه العالم عندما تقدم اي دولة طلبا رسميا لدى الامم المتحدة لاستضافة الشهود ونقل مشاهداتهم للعالم .
سلسلة لقاءات وزيارات لزعماء سياسيين ودينيين ومقابلات اعلامية تحتاج لجهد جهيد من التحضيرات المسبقة وتحديد المواعيد والبروتوكولات , هذا ماتفعله نادية مراد اليوم . فمن وراء كل ذلك وكيف جرى بهذه الصورة المفاجئة وأين دور الحكومة العراقية وما مدى علمها بالموضوع .
ان حديث نادية في الامم المتحدة يبدو كأنه خطاب اعد من قبل مختصين وليس افادة ضحية قادمة من منطقة ريفية عانت ما عانت على ايدي الارهابيين , وهذا الامر تحدث عنه كل من شاهد تلك الجلسة التي شهدها مبنى الامم المتحدة , واندهشوا من سياق حديثها . واكد بعض منهم ان كلامها موجه ومعد خلف الكواليس .
ماذا وراء كل ذلك وكيف يمكن لفتاة هربت من قبضة ارهابيين ومن فك الموت ان تجوب هذا العدد من الدول وتجري لقاءات رفيعة المستوى كلقاءها برئيس الجامعة العربية و الرئيس المصري السيسي وامام الأزهر وعددا من الشخصيات , وتستعد في المستقبل لمواصلة زياراتها في دول الخليج وعدد من الدول العربية ولقاء العاهل السعودي وحاكم دبي وغيرهم . اذن هذا الامرمعد له مسبقا . ولكن ما المقصود منه ؟ خصوصا وان البعض تحدث عن سعيها لتعريف العالم بـ(السبي الاسلامي) وكيف يطبقه الارهابيون .
تاريخيا فان امريكا استثمرت ابفادات بعض الشهود في الامم المتحدة ودفعتهم للحديث من اجل ان تختلق الذريعة لتمرير اجندات مخابراتها على غرار ماحصل مع العراق وافادة الشاهدة الكويتية التي
تحدثت امام مرأى ومسمع العالم عن معاناة بلادها من جراء غزو صدام حسين لها . وما عقب ذلك من تمديد للعقوبات الاقتصادية .
هل ستستثمر ايفادات الضحية نادية لغرض تقسيم العراق بحجة ان الاقليات تتعرض للظلم والاضطهاد على يد المسلمين ؟ أم انها تهدف لكشف وحشية داعش لغرض كسب دعم العالم العربي والاسلامي بضرورة انهاء وجوده وافراغ الساحة للتحالف الاسلامي الجديد الذي تقوده السعودية . وهو ماتسعى امريكا وحلفاؤها لفعله عن طريق اناطة مهمة محاربة داعش للتحالف الاسلامي ودعمه للقضاء على داعش لاظهاره امام العالم بالبطل المنقذ والمحارب الفذ امام التحديات التي يواجهها العالم .
هنالك خطة معدة ومدبرة من جهة معينة تهدف لكسب تأييد عالمي لعمل ما سيتم تنفيذه في القادم من الايام , خصوصا مع كل ماتلقته الضحية الايزيدية من عروض منح الجنسية والاقامة والتي تعبر عن مدى تعاطف العالم معها, رغم أن ما تعرضت له كان قد حصل للكثير من المسلمات وغيرهن في العراق وسوريا ويحصل كل يوم, فلماذا نادية ؟؟ ومن هي الدولة او الجهة المخططة ؟؟ وإلام تسعى من خطتها هذه ؟؟ هذا ما نتمنى الكشف عنه .