بغداد/ حسن الشمري:
"نحن زوجان من بغداد حاولت مرارا (الحديث) مع زوجتي لإقناعها في فكرة تبادل الزوجات وكانت ترفض، لكنها وافقت بعد صعوبة كبيرة، قد يصدم من يقرأ هذا في الوهلة الأولى، لكن "ملك الرومانسية" يعد واحداً من عشرات الأشخاص الذين يسعون لتبادل زوجاتهم.
"للجادين فقط" نور علي من بغداد للتعارف مطلقة عمري (24 سنة) ونسة من العمر لا تفوتكم بكارت 10 كورك ***********، وأخرى تضع على بروفايلها "هلو اني سارة من بغداد أريد بنات فقط الشباب لا تزحفون الجادة تتصل هذا رقمي *********** والله جادة"،
لكن "حمودي الأنيق" يقف بالعكس منها ويعلن "هلو شباب اني حمودي عمري 22 سنة من بغداد الشاب الي يحب "البدلي" يدخل خاص"، وإعلاناتٌ كثيرة انتشرت منذ فترة ليست بالقليلة على أحد برامج التواصل الاجتماعي "الكوكو"، البرنامج الذي وصفه العديد من الناشطين والصحفيين بـ"ببرنامج تفكك التقاليد وهدم الأعراف"، بحسب تعبيرهم.
مجتمعاتنا محافظة
هل ستتمكن المجتمعات في العاصمة بغداد وبقية المحافظات على الحفاظ على "مناعتها" ضد الظواهر التي لا تمت إلى تقاليدها وعاداتها بصلة بعدما ضنت أنها حصينة بسبب الأعراف الدينية الراسخة؟؟ مقداد الحسناوي ذو الـ(24 عاماً) أراد أن يبدأ حديثه بتساؤل مشروع، مضيفاً "أنا لا أؤمن بالعلاقة التي تحصل بين الولد والبنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي "الكوكو".
ويعزو ذلك "لأن هذا مجتمع افتراضي وليس فيه نوع من الصدق تقريبا"، واصفاً "العلاقة بين الشباب فيما بينهم وممارسة اللواط بأنه فعل يدل على انفصام الشخصية.
الصحفي الشاب علي صفاء الحديث يقول لـ"سكاي برس"، إن "مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر من الأهم والأكثر استخداما في الوقت الحالي بين جميع فئات المجتمع والشباب تحديدا، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح لهذه المواقع تأثير كبير على النساء والرجال وأصبح يستخدم في الأمور غير الأخلاقية والمتعلقة بالشذوذ الجنسي الذي يحصل عندما يتكلم شخص مع آخر لا يعرف جنسه مقابل مبلغ مالي".
غياب الرقابة
أما الزميل حسن الشنون فيوضح لـ"سكاي برس"، إن "الفساد الأخلاقي أصبح ينخر المجتمع بشكل مخيف حتى وصل الحال لإنشاء كروبات تواصل للإشهار بالجنس وتبادل الزوجات واللواط والسحاق نتيجة غياب الدور الرقابي على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام والتي أصبحت أداة تستغل لتلبية الشهوات والرغبات الجنسية على الخلاف الهدف الذي نشأت على أساسه تلك المواقع".
ويضيف "في وقت سابق صوت مجلس النواب العراقي على قرار غلق المواقع الإباحية وبحسب المعلومات المسربة أن وزارة الاتصالات تعاقدت مع إحدى الشركات على هذا الأساس بقيمة 4 مليارات دولار.. لكن إلى أن لم نشهد تطبيق فعلي وحقيقي للقرار بالتالي هذا يدل على أن القرار والعقد وقع لسرقة الأموال بالمقابل هناك شعب محتار بالمؤخرات وبالإصدار الإباحية".
محمد جهادي يبين أن "برنامج الكوكو المعروف عنه برنامج شات لتبادل الصور والرسائل، مستدركاً "هناك مجاميع خاصة للصور والمقاطع الإباحية".
مجاميع طائفية
ويلفت جهادي (27 عاماً) إلى أن "سلبيات البرنامج أكثر من ايجابياته وأيضا، فهناك مجاميع طائفية فيه، ولكن لا أحد من ذوي الجهات المختصة يعالج هذا الموضوع"، معتبراً أن "استخدام البرنامج قد يكون كارثي ومهلك للفرد ولمجتمعه بأسره".
ويتابع محمد (خريج كلية الإعلام جامعة بغداد) ن المستخدم لهذا البرنامج لا ينشر سواء الصور والمقاطع الإباحية .. وهناك مجاميع للشتم والسب .. مجاميع طائفية"، مشيراً إلى "وجود سلبيات تتعلق بالتنصل من أدب الحوار والنقاشات الحادة والعقيمة المجردة من الأدب والاحترام والانتصار للذات والرأي وإن كان مخالفًا".
ويوضح جهادي أن "هذا الجدل يعد سرقة للوقت دون فائدة، مما ينعكس سلبًا على المستخدم وعلى أسرته ومجتمعه، بانتقال تلك النقاشات والجدل العقيم من مواقع التواصل إلى المجالس الأسرية والعامة".
تبادل الأزواج في الجاهلية
وليس ثمة شك أن العرب كانوا يتبادلون الأزواج في الجاهلية بشكل مؤقت، وورد في تاريخ العرب أن زواج البدل كان لغرض المتعة والتغيير دون الحاجة إلى إعلان طلاق أو عقد، وورد في حديث أبو هريرة أن البدل في الجاهلية هو أن يقول الرجل للرجل: "أنزل لي عن امرأتك وأنزل لكَ عن امرأتي".
العربي الذي هو كائن حي يتقاسم حياته مع أناس آخرين وحيوانات أخرى، وهو في ذلك يبتكر ما يحتاجه إلى سد جوعه المادي والروحي والجنسي من الطبيعة شأن البشر الآخرين. ولم يكن فردًا نزيهًا في يوم ما عن الحاجة الإنسانية، مثلما لم يكن هناك زمن مقدس وآخر عاهر، وما فعله السلف بالأمس يفعله الأحفاد اليوم إذا دعت الحاجة النزوع إليه، كما ابتكر الأجداد حاجاتهم في زمنهم الذي عاشوه.
وأول الوقائع، حيث لم يعد خافيًا ما نشرته الصحافة من أن لبنانيتين في البرازيل تبادلتا الأزواج بعد فشل كل منهما في زواجها الأول. وكان اتفاقًا بالتراضي لتفادي الفضيحة، والحفاظ على حياة زوجية مع الرجل المناسب.
وعلى الرغم من أن الأمر نادر الحدوث، لكنه يعطي الدليل على أن اندماج العربي مع العادات الاجتماعية والممارسات الجنسية التي كانت غريبة على المجتمع العربي بات ممكنًا طالما أن الأمر يستدعي ذلك.