Skip to main content

(وطن في المزاد) هناك اناس سمعوا ان الوطن غالي ..فباعوه

مقالات الأربعاء 03 شباط 2016 الساعة 16:44 مساءً (عدد المشاهدات 6572)

بقلم:مراد الغضبان

افتحوا المزاد  يا سادة ...وبلا تردد ..بععوه؟

فالوطن ملك لكم إلى الأبد...وهو ملككم منذ الازل.

ولأنكم لستم من هذا الوطن ولم تعيشو فيه فيحق لكم بيعه؟فلازال له سوق.

لايستحق هذا الوطن ان تسكنوه...فبيعوه.

بدمعات القلب قبل دمعات العين نبكيك يا وطننا ...

يا اجمل الأوطان يا خير بلاد تشرق عليها الشمس وينيرها القمر وتزينها النجوم...

لقد باعو شمسك وسرقو قمرك وتزينو بنجومك وركبو سحابك.ولم يتركو لنا غير غيوما ملبدة بزخاتا من رصاص بريقها يعمي العين وصوتها يصم الاسماع وراحتها تزكم الانوف.

للمرة الألف نقول لمن في آذانهم صمم...الوطن معروض للبيع ...

بيعوا هذا الوطن البائس بآماله ...هو وشعبه المرتجف الأوصال.

فكيف يدعي حبّ الوطن من لا تراه إلا منتقصا منه..ذاما له، لا تقع عيناه إلا على اهاته  وعورته وجروحه،والامه ونكباته.

 كيف يدّعي حب الوطن من لا تراه أبدا مثنيا على الوطن أو مادحا له...فكيف يكون مضحيا من اجله..او حتى حزينا عليه.

 كيف يدّعي حب الوطن من لا يربطه بالوطن إلا الوظيفة أو مكتسب العيش،واللقمة الطيبة.

 كيف يدّعي حب الوطن من يريد أن يجر الوطن إلى الفتنة،وقد جره بكل ما اوتي من قوة.

 كيف يدّعي حب الوطن من يعمل على زعزعة أمنه واستقراره وسرقة امواله ورغيف خبزه.

 كيف يدّعي حب الوطن من يريد أن يكوي وطنه بنارالعصبية والطائفية.

لكل وطن خصوصيته، وخصوصية هذا الوطن تختلف عن أي وطن اخر،

خصوصيته بسراقه...ولانهم ليسوا مثل باقي السراق..فقد اكتسب هذه الخصوصية؟

 إنّ الوطن يفدى بالمهج، وتسترخص الأرواح في سبيله، حين يضن اللئام بها،

ولكن كيف نفديه والئلام تريد بيعه.

من يحميه من الئلامه قبل اعدائه...فهذا يريد بيعه وذا يريد قتله.

اما كان حري بهم ان يجدوا ملاذا لهم في داخل الوطن، 

ايها السادة اللئام الم تعلموا ان حبّ الوطن أجمل من قصيدة عصماء.. 

حبّ الوطن أطول من يوم يتيم.. الم تعلموا ان حبّ الوطن أعمق من شعور عابر.. لا سيما عندما يكون الوطن، قد رويت تربته بدماء الشهداء الزاكية، 

 عندما يكون الوطن قد قدمت المهج قربى في سبيل كبريائه، ومات في سبيل عزته أكثر ممن عاش . وان ما في باطن ارضه اكثر بكثير ممن هو على ظهره.

كان الوطن واقفا على قدميه، وبدأ ابناؤه الابطال ينهشون جسد الغازي، 

ولكن واسفا علينا نحن من مددنا ايدينا  لهؤلاء الصغار من الخونة،

 لنجعل منهم امثولة لمصير كل السراق، فضاقت الدنيا في وجوهنا،

 واخذت الارض تنظر الينا  بشزر،وننظر اليهم بقرف.

 وهي تعدهم بمصيرهم المحتوم، فلم يجدوا ارضا تسعهم ولا مأوى لهم، لأن الاوطان تلفظ خونتها، ولا تسعد بسير اقدامهم على اديم ارضها.

تنام الأزمات، ويبقى الوطن يقظا عصيا على أطماع السراق،

 فكل الأوطان لها أقدام تدعس بها على أعناق أحلام الاوغاد، والمرتشين.

ويباع الوطن ويقف السراق لقتسام الغنيمة يهمسون فيما بينهم...

 (فانبعه...باي سعر...فحقائبنا موجودة وامتعتنا محزومة  وطائرتنا بانتظارنا)

فالينادي مناديك يارئيس فيصح بعلو صوته ...فانبعه ونتهي...وباي ثمن...لاننا لم نبقي له شي.

ولايوجد به شي يستحق السرقة.او يستحق البقاء.

اذ  بالمنادى يقول : فتح المزاد ..

وطن للبيع... وطن للبيع...

به أرض , وسماء , ونهر , وزرع , وعبيد .. من يشترى وطن .بكلل ما فيه.

 نخيله وتمره...دلاله وفناجينه...مساجده واضرحته؟ سهوله وجباله .هوره وبواديه .

وطن ﻻ يشبه اﻻوطان وﻻ يشبه اﻻماكن و ﻻ اﻻسماء ،هو وطن الأمنيات المستحيلة.

وطنا للبيع هل من مشتري.فتح المزاد..

حدوده على امتداد الشمس من لحظة الغروب الى الشروق..شروقه سحر وغروبه سحر.

من يزيد... تتلون سماؤه كظلمة الليل الابهى  سوداء تنيره نجوما زرقاء.. كانها الالى اللامعة.

مياه طاهرة  كدماء الانبياء ..فهل من مشتري

وطيب هواء..مثل عطر الاوصياء..فهل من مزايد

من يشتري...ومن يزيد؟من يريد.من يطلب....بسعر التراب.

واذا بصوت من احد السراق يارئيس قل لهم خزائنه لاتنتهي مهما سرق منها...

ويعلو الصوت...

خزائنه اكثر  خزائن الارض .مملوءة من كل شي.وفيها كل شي.اكبر من مغارة علي بابا.

روابيه... كسهول الجنة الخضراء.. وثماره كثمار الجنة المعطا.

موقعه : اقرب من القلب الى الروح...من يشتري.من يزيد؟

يقع في داخل الروح و في قلب هو النفس ولا نزيد. من يزيد. 

هو وطن الأمنيات و أمنيات الوطن ..هو مثوى الصالحين...والشهداء ..

سكانه :... كألوان الطيف البهي و قوس قزح منير..وناسه كحبات الهيل متناثرة هنا وهناك...

فـ تفرطُ قلوبهم سعادة , و تذوي أرواحهم ألفة.ومحبة..

يجمعهم حب هذه الارض...وهم اطهر من مسبحت الف عابد والف زاهد... الاتشترون...فتح المزاد...وبدء الكلام ..وتعالت الاصوات.

ولازال اسياد الوطن...في عهرهم وفسقهم وفجورهم... يصيحون وامتعتهم لازالت في المطار.

لا أجد دموعا أثكبها حزنا عليك ياوطن ,فقد جفت الدموع كما جفت الدماء  , جفت الدموع كما جفت الخيرات .

لقد لبسنا  عليك الحداد ايها الوطن الشهيد ..حتى قبل موتك ..لان الحداد ليس فيما نرتديه بل فيما نراه ...والفناه.وعشناه.فهل من مزيد . 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة