Skip to main content

ثورة 8 شباط أرملة ألماضي وتركة ألحاضر؟

مقالات الثلاثاء 09 شباط 2016 الساعة 12:29 مساءً (عدد المشاهدات 3633)

بقلم:سمير الربيعي

يحتاج القارىء فى بعض الأحيان حينما يحاول فهم واقع معقد  وشائك مثل  الوضع الذي يعيشه  العراق الآن أن يعود لبعض أحداث التاريخ المشابهة، لاسيما إذا كانت فى الظروف والبيئة والأشخاص، ليستعين بها على فهم الواقع وتوقع مآلاته اليه الامور وما سارت به الاحداث ، وقد وجدت فى انقلاب شباط/فبراير 1963 لم يأتِ أي انقلاب مثله ولم تشهده أي دولة عربية أو أجنبية من وطة للموت إلى أن الانقلابات العسكرية التي تحدث بالبلدان العربية مصيبة على الأمم وتؤدي إلى تراجعها سنوات عديدة للخلف. او لربما توقفه مكانه.

لكن يبقى انقلاب 8 شباط  بداية تيار دموي مستمر، على طول الانقلابات التي مرت بالبلاد،

وعموم المنطقة..

عزلة الزعيم...

تداخلت مجموعة من العوامل الداخلية والإقليمية وهيأت الظروف المناسبة للإطاحة برئيس الوزراء العميد عبد الكريم قاسم وأركان حكمه، فيرى بعض المؤرخين ان هناك قناعات  راسخة من قبل المؤيدين للإطاحة بعبد الكريم قاسم والمنفذين  بأن سياسة العراق في عهده عزلت العراق عن محيطة الإقليمي العربي بسبب عدم إيمانه بالوحدة العربية ووقوفه ضد الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة بعد زيارة وفد من التنظيمات الشعبية للجمهورية العربية المتحدة برئاسة أعضاء من حزب البعث للتهنئة بالثورة ودعوة قيادة العراق للانظمام للوحدة، كما شكلت محاولته بضم الكويت عسكريا عام 1961 بعيدا عن التنسيق الوحدوي أثرا سلبيا على علاقاته العربية التي ازدادت سوءا بقطع العراق لعلاقاته الدبلوماسية مع العديد من الدول العربية مثل مصر وسوريا والكويت والسعودية والأردن، وانتهى به الأمر إلى الغاء عضوية العراق من الجامعة العربية أواخر عام 1961.

الاضافة انتقادات من المراجع الدينية المحافظة التي لم تكن مع بعض القرارات التي كانت تُعتبر تغيرات جذرية سريعة نحو العلمانية في دولة لا تزال تتمسك بالعرف الديني والعشائري ومن أشهر هذه القرارات قانون الأحوال الشخصية التي ضمنت للمرأة حقوق واسعة بعيدة عن التشريع الإسلامي ومستوحاة من الفكر الماركسي والتي أصدرت المراجع الدينية الشيعية، بضمنها الحوزات الدينية الشيعية، والمراجع السنية بيانات شجبها ومنافاتها للشريعة الإسلامية.

وقانون الإصلاح الزراعي حيث انتزع الأراضي العقارية التي كانت للملاكين وشيوخ العشائر والاقطاعيين ووزعها على الفلاحين والنازحين من الجنوب الجائع.

علاوةً على تصرحات قاسم المتكررة عن دعمه للعميد السوري عبد الكريم النحلاوي وللعقيد موفق عصاصة، بغية القيام بانقلاب لغرض انفصال الشطر السوري الذي كان متوحداً مع مصر في إطار الجمهورية العربية المتحدة. كما أن لعبة السياسة الدولية ومصالحها كان لها دور في تشجيع أو تأييد الخصوم أو جني ثمار نزاعات الأطراف المتصارعة، حيث رأت الدول الكبرى وإسرائيل أن تصرفات عبد الكريم قاسم لا تخدم استراتيجياتها في المنطقة التي كانت تحاول إحكام الطوق على الإتحاد السوفيتي ومنظومة حلف وارسو بعدد من الدول المؤيدة لسياساتها، فكان قاسم يطمح للتقرب من الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو حبا بالتجربة الاشتراكية وعقد معاهدة دفاع استراتيجي مشترك معه مما سيسبب وفقا للإستراتيجية الأميركية والعالم الغربي بتقرب الإتحاد السوفيتي مما اصطلح عليه "بالتقرب من المياه الدافئة" أي مياه الخليج العربي الغني بالثروة والتقرب من الشرق الأوسط المثقل بالمشاكل والصراعات التي خلفتها دول الاستعمار القديم، فرنسا وبريطانيا،

كل هذه الامور عجلت بنهاية الثورة الفتية ثورة 58ومقتل زعيمها.

انقلاب على الزعيم... لحظة إشتعال الفتيل البعثي؛

في صبيحة ذلك التاريخ الجنائزي المشؤوم في ٨ شباط المصادف للرابع عشر من رمضان ،

اختار انقلابيوه الساعة التاسعة من يوم جمعة قارس وبارد من عام 1963، وكانت لهم حساباتهم في اختيار ذلك اليوم؛ وتلك الساعة؟

هذا اليوم كان بداية تيار دموي مستمر، على طول الانقلابات التي مرت بالبلاد، والتي عصفت بمستقبله.

ف لا يتذكر العراقيون وهم يسترجعون الكوارث التي مرت بهم أو التعبير عن أهوالها غير

صبيحة يوم شباط.ذالك اليوم الغائم بسحائب الدم الاسود المملوة برائحة البارود.

فقد اختار انقلابيوذالك اليوم بحسابات دقيقة.

 فيوم الجمعة يوم عطلة ويوم استراحة للضباط والمراتب وسكون الشوارع من الناس  ولا يتواجد في المعسكرات سوى الضباط الخفر وقد رتبوا مسبقا خفارة الضباط المتآمرين في ذلك اليوم ليسهل عليهم عملية تنفيذ الانقلاب،وتسير الامور. والاهم من ذالك يمكن تحرك القطع العسكرية بسهولة،وتنقل سياراتهم بيسر واصدار الاوامر من غير ضوضاء او صخب.

 إذ أن قيام الانقلاب في الساعة التاسعة صباحا أمر غير متوقع،ولم يكن بالحسبان  إذ جرت العادة بوقوع الانقلابات العسكرية في الساعات الاولى من الفجر، وعلى الرغم من وصول إشارة إلى وزارة الدفاع قبل ساعة ونصف من وقوع الانقلاب، إلا أن آمر الانضباط العسكري الزعيم الركن عبد الكريم الجدة لم يأخذ ذلك على محمل الجد واعتقد ان ذلك نوع من الخيال لمصادفته منتصف رمضان ولم يسبق ان وقع انقلاب عسكري في وضح النهار. ليكون الوطن قد وقع في بركة دم ومسلخ بشري، وصراعات مديدة ومدمرة متناسلة لم تتوقف عند حد حتى اليوم.و ما زال العراق يدفع ثمنها حتى هذه اللحظة.

كان اغتيال قائد القوة الجوية جلال الأوقاتي بمثابة ساعة الصفر، إذ رصد البعثيون حركته، إذ اعتاد صباح كل يوم جمعة أن يخرج لشراء الفطور لعائلته بنفسه وترصدوا له ذلك اليوم وهو خارج وبصحبته ولده، إذ أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا في الحال وجرى اتصال بقادة الانقلاب  وتم إبلاغهم باغتيال الأوقاتي وعند ذلك تحرك المتآمرون وقاموا بقطع البث من مرسلات الإذاعة في ابي غريب وتركيب تحويل في مرسلات الإذاعة وبدأ البث فيها من هناك قبل استيلائهم على دار الاذاعة.

وفي الوقت نفسه قام منذر الونداوي بطائرته من قاعدة الحبانية وحردان عبد الغفار التكريتي من القاعدة الجوية في كركوك بقصف مدرج مطار الرشيد العسكري وتم حرثه بالقنابل لشل أي تحرك للطيارين الموالين للزعيم عبد الكريم قاسم وبعد أن تم لهم ذلك بادروا الى قصف وزارة الدفاع.

في تقييمه لرجال تلك المرحلة يشير الفقيد قاسم الجنابي مرافق الزعيم عبدالكريم قاسم ان العراق خسر في 8 شباط 1963 شخصيتين عسكريتين مهمتين هما طه الشيخ احمد وجلال الاوقاتي وان قذى احذيتهم افضل من كل الذين جاءوا بعدهم.

لان هذه الشخصيات بقيت مخلصة  لزعيمها وهم من الضباط القاسميين

 مثل الزعيم عبدالكريم الجدة بقي مخلصة للنهاية لقاسم ولثورة تموز ودفعت حياتها ثمناً لهذا الموقف. لعبت هذه الشخصيات ادواراً هامة وكان ابرزها الزعيم طه الشيخ أحمد ، خاصة في السنة الاولى من الثورة فإضافة لكونه مدير الخطط الحربية العام كان ( يقوم بواجبات المستشار الشخصي للزعيم عبد الكريم قاسم وموضع ثقته ويقوم بمهمة تنفيذ اوامره المتعلقة بقضايا الامن الداخلي وجمع المعلومات الخاصة ذات الطابع المؤثر والخطير على كيان الجمهوريةالفتية.

وفي غضون ذلك سمع الزعيم عبد الكريم قاسم أصوات انفجارات باتجاه معسكر الرشيد فبادر على الفور بالذهاب الى وزارة الدفاع وتحصن فيها، ولربما اعتقد الزعيم ان وجوده في مقر وزارة الدفاع المحصنة يمكنه من الاتصال بالوحدات العسكرية الموالية له.

توجه عبدالسلام عارف الى معسكر ابي غريب، إذ وصل الى مقر كتيبة الدبابات الرابعة، وانضم إليها أحمد حسن البكر، واستقلا إحدى الدبابات، وتوجها الى دار الإذاعة، وبصحبتهما دبابة أخرى، وساعدهما حرس الإذاعة المساهمون في الانقلاب على السيطرة عليها ثم التحق بهم كل من حازم جواد، وطالب شبيب، وهناء العمري - خطيبة علي صالح السعدي - أمين سر حزب البعث الفاشي، أما خالد مكي الهاشمي، فقد اندفع بدباباته صوب بغداد، رافعا صور عبدالكريم قاسم لخداع جماهير الشعب التي ملأت شوارع بغداد لتدافع عن الثورة وقيادتها.

وفي الوقت نفسه، وصل العقيد عبدالغني الراوي الى مقر لواء المشاة الآلي الثامن في الحبانية، وتمكن بمساعدة أعوانه من الانقلابيين من السيطرة على اللواء المذكور، وتحرك به صوب بغداد، وفي غضون ذلك، نزل المئات من أفراد الحرس القومي على طول الطريق بين الحبانية وابي غريب، حاملين أسلحتهم، وقد وضعوا خرقا خضراء على أذرعهم، وتقدمت قوات الانقلابيين بقيادة المقدم المتقاعد عبدالكريم مصطفى نصرت، وأحاطت بوزارة الدفاع، وفي الوقت نفسه، تقدمت قوة أخرى من الطرف الثاني لنهر دجلة، مقابل وزارة الدفاع، وتجحفلت مقابل وزارة الدفاع، وبدأت بقصف الوزارة بالمدفعية الثقيلة...

في مقال نشرته جريدة الزمان العدد 1963 في 25 تشرين الثاني 2004 أن انشطاراً في الرأي كان يشق البعثيين في موقفهم من الزعيم عبد الكريم قاسم.. كان فريق منهم يشترط قيام الجبهة القومية لتحقيق النجاح لإسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم، وكانت القلة منهم ترفض التعامل مع القوميين بسبب ضحالة تفكيرهم وسطحيته، ولذا فإن الاعتماد على الحزب وحده يفرض ذاته لاسقاط عبد الكريم قاسم.. ففي ليلة الخميس » الجمعة ليلة الانقلاب قدم المقدم الركن جابر علي كاظم، وهو أحد البعثيين الموثوق بهم، وكان ينتسب الى مديرية الاستخبارات العسكرية تقريراً الى الزعيم عبد الكريم قاسم وكتب فيه أنه سيقوم انقلاب عسكري يوم الجمعة 8 شباط 1963 وذكر كافة المشتركين في الانقلاب ووصل التقرير الى الزعيم بالساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً وهو متأهب بالنزول لانتهاء الدوام الرسمي ومحاط بكافة هيئة ركنه ومرافقيه، وبدأ يقرأ التقرير بصوت عال ليسمع هيئة ركنه والمرافقين فأمسك بسماعة التلفون ليطلب من الزعيم عبد الكريم الجدة اعتقال من ورد اسمهم في ذلك التقرير.. اعترض عليه أحد الضباط الواقفين الى جواره قائلاً.. يا سيدي هل يعقل إن انقلاباً يقع يوم الجمعة؟ ألا تنتظر الى يوم السبت فتحقق بالموضوع وتتخذ الاجراءات ن كان ذلك صحيحاً.. قال له الزعيم بعد أن عقص التقرير ووضعه بين سماعة التلفون والجهازقائلاً لمعترضه ادلل.. هذه هم الخاطرك.. لم يعترض عليه أحد قائلاً. التقرير يقول يوم الجمعة سيقوم انقلاب فما قيمة يوم السبت؟.

مقتل الزعيم...

انسحب الزعيم عبد الكريم قاسم مع رفاقه من مبنى وزارة الدفاع الى قاعة الشعب القريبة من الوزارة،وكان بصحبته كل من فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة، والعميد الركن طه الشيخ أحمد، مدير الحركات العسكرية، وقاسم الجنابي السكرتير الصحفي الخاص، والملازم كنعان حداد، مرافقه. ومن هناك  اتصل عبد الكريم  بعبد السلام عارف طالبا منه السماح له بمغادرة العراق، أو إجراء محاكمة عادلة له،

 وفي صباح 9 شباط توسط يونس الطائي صاحب صحيفة الثورة، بين قادة الانقلاب والزعيم عبد الكريم قاسم لقاء وعد بالحفاظ على حياته، وتسفيره الى تركيا، وهكذا انتهت الوساطة بخروج الزعيم ومعه المهداوي وطه الشيخ احمد وكنعان حداد، وكانت بانتظارهم ناقلتان مصفحتان عند باب القاعة الشعب في الساعة الثانية عشرة ظهراً ونصف.

وحين دخل الزعيم عبد الكريم دار الإذاعة انهال عليه علي صالح السعدي وعبد السلام عارف بالشتائم المخجلة وحاول عبد السلام دون جدوى انتزاع اعتراف من عبد الكريم قاسم، بأن عبد السلام هو الذي وضع البيان الأول للثورة، إلا أن الزعيم قاسم أصرَّ على أنه هو الذي وضع بيان الثورة بنفسه، وطلب الزعيم ايضا أن يوفروا له محاكمة عادلة ونزيهة وعلنية، تنقل عبر الإذاعة والتلفزيون ليطلع عليها الشعب. 

قام العقيد عبد الغني الراوي بإبلاغه ورفاقه بقرار الإعدام للجميع، وحسبما ذكر الزعيم قاسم لم يفقد رباطة جأشه وشجاعته، ولم ينهر أمام الانقلابيين، وعند الساعة الواحدة والنصف من ظهر ذلك اليوم المشؤوم، 9 شباط 1963، اقتيد قاسم ورفاقه الى استديو التلفزيون، وتقدم عبد الغني الراوي والنقيب منعم حديد، والنقيب عبد الحق، ونفذوا جريمتهم النكراء بقتل الزعيم ورفاقه.وقد رفضو عصب اعينهم.

وبعد جدل من قبل قادة الحركة حول عرض صورة رئيس الوزراء من خلال شاشة التلفزيون اتفقوا على عرضها بغية قطع الشك باليقين حول مصيره ومصير أركان حكمه أمام الجماهير المترقبة للتطور المتسارع للأحداث.

تشير جميع الوثائق من محاضر جلسات ولقاءات صحفية ومقابلات مسؤولين محايدين بأن حادث إعدام رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم أبان حركة 8 فبراير 1963 كانت بقرار من قيادة التيار المتشدد داخل حزب البعث الذي تزعمه علي صالح السعدي الذي كان له الدور الفاعل في تغيير نظام الحكم وذلك من خلال المحكمة العاجلة التي تشكلت بعد يوم من الحركة في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع حيث مقر عمل قاسم.وميول السعدي هذا وتوجهاته معروفة.

لكن المحصلة النهائية لتجربة الثورة، كشفت عن خلل قاتل لدى الطبقة العسكرية الانقلابية يتمثل في نمو نزعة الديكتاتورية الفردية، ثم الفئوية، بمديات واسعة وخطيرة،

يصف الكاتب الاستاذ عبد المنعم الأعسم احداث ايام شباط 63

من زاوية تحليلية تطبيقية يمكن اعتبار انقلاب شباط العام 1963، بشعاراته وهوس القتل الذي رافقه، بمثابة انتصار مبكر لطلائع مشروع الارهاب في البيئة السياسية العراقية،

لكن مناسبة سقوط ثورة 14 تموز تحت بساطيل انقلابيي شباط ينبغي ان توضع، وحدها، تحت بصيرة التحليل والمراجعة، فلا ينبغي هنا ان نتردد امام السؤال: ما الذي اضاع الجمهورية الاولى، ومن الذي قدمها لقمة سائغة للانقلابيين المهووسين بإباحة القتل وشعارات الثورة والجهاد ؟ فالمراجعة النقدية  لما حدث اكثر من ضرورية، الآن وفي المستقبل؟ 

لعبة الغرب...

لعبت المخابرات الأجنبية، وخاصة البريطانية والأمريكية، دوراً كبيراً وبالأخص الـ CIA، حيث ظهر فيما بعد أن العقيد صالح مهدي عماش، أحد قادة الانقلاب المشؤوم، كان عميلهم منذ أن كان ملحقاً عسكرياً في السفارة العراقية في واشنطن قبيل ثورة 14 تموز. ويشهد بذلك هاني الفكيكي (عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك) في كتابه (أوكار الهزيمة) أن عماش كان على علاقة مع ويليام ليكلاند معاون الملحق العسكري الأمريكي في بغداد، ويلتقي به أسبوعياً، والذي وصفه عبدالناصر بأنه مهندس الانقلابات. وفي مكان آخر من مذكراته يضيف الفكيكي: "وفي جناح قاسم عثروا على إضبارة تخص الدكتور زغيب، الأستاذ اللبناني المنتدب للتدريس في جامعة بغداد، وبتوصية وتزكية من ميشيل عفلق، والقيادة القومية، استخدمنا الدكتور زغيب لسنوات في نقل بعض الرسائل بيننا وبين القيادة القومية. وكان طالب شبيب هو صلة الوصل به في بغداد. وحين دراستنا للملف وجدناه مليئاً بتقارير مديرية الأمن العامة والإستخبارات الأمريكية (CIA) وتعاونه مع حزب البعث، وتطلب إلى قاسم الموافقة على إعتقاله وإبعاده عن العراق، غير إن قاسم كتب على بعضها أمره بإبقائه ومراقبته بدقة".

وفي غاية في الخطورة تلك الشهادة التي ادلابها  العاهل الأردني، الملك حسين لمحمد حسنين هيكل، ما نصه: ".. اسمح لي أن أقول لك إن ما جرى في العراق في 8 شباط (فبراير) قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية. ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الأمر ولكني أعرف الحقيقة. لقد عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية، وعقد أهمها في الكويت. أتعرف أن… محطة إذاعة سرية تبث إلى العراق كانت تزود يوم 8 شباط (فبراير) رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم وإعدامهم." 

---------------------------------------------------------------------------

------------------------------------------------------------------------------

المصادر----------------

1 - البعثيون الفاشيون خططوا له منذ العام 1959د. عبد الله حميد العتابي.

2 - 8 شباط 1963 .. «داعش» كان هناك – الا ستاذ عبد المنعم الأعسم.

3 - ( برنامج مهمة عراقية- الزعيم عبدالكريم قاسم – قناة العراقية). 

4- بمناسبة ذكرى 8 شباط الاسود:أفكار عن محاولة البحث الثاقب عن اضطراب قيادة ثورة تموز.-د. أحمد الشيخ أحمد ربيعة.

5 - دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي:موقع الاستاذ عبد الخالق حسين.

6 - (أسرار ثورة 14 تموز). إسماعيل العارف.

7 - تاريخ العراق، ج3،: حنا بطاطو.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة