Skip to main content

الشروگية" و الشراگوة"

مقالات الخميس 28 نيسان 2016 الساعة 17:42 مساءً (عدد المشاهدات 10755)

بقلم:نور الشطري...

يذكر الدكتور على الوردي في كتابه طبيعة المجتمع العراقي في الصفحه 161 , يقول بأن قبائل الفرات الأوسط كانت تتفاخر بأنها اكثر حمية وأشد في نزعتها الثورية وعندما قامت ثورة العشرين وانتشرت في الفرات الأوسط بقت قبائل دجلة ( الأهوار ) هادئة ومؤيدة للحكومة . ومنذ ذلك الوقت بدأت نظرة الاحتقار والتصغيير لقبائل الأهوار لتعم النظرة فيما بعد الى كل سكان الجنوب .

ويؤكد الوردي و"ان قبائل الفرات الاوسط تنظر الى المعدان مثل نظرتها االى الشروقيين" (ص. ١٦١)..يبدو ان قبائل الفرات الاوسط لها بعض الحق في احتقار المعدان .. فالمعدان لم يستطيعوا ان يحافظوا على القيم البدوية" ويضيف مستشهداً بالكاتب البريطاني ثيسيغر ان "لهم سمعة واسعة باللصوصية" (ص. ١٦٢).

لست هنا بصدد الانتقاص من الشروكَية ولا الاستخفاف بهم لكن قد يتفق  الكثير معي وهم  ممن يتفق على ان سلوكياتهم مزعجة بالنسبة لابناء المدن  ،

فبعد ان كان المزاج الطقوسي في العاصمة بغداديا "اصيلا" ومليء بالبحبوحه التي يمتلكها ابناء المدن من ثقافة عربية واوربية استوطنت عاصمة العراق بغداد في فترة ما وراء الحرب العالمية الثانية ابناء الجنوب وتحيدا عندما غزى ابناء العمارة بغداد كيد عاملة رخيصه ،

هاربين من جور الاقطاع وجشعهم . علاوة على تسخير شيوخ القبائل لهم كعبيد رق وما عانوه من اسى وظلم على اسيادهم الاقطاعيين. وهذا ما دعاهم الى الهرب من الريف الى مناطق حول بغداد والمدن الرئيسية الاخرى في تجمعات سكنية معدمة وغير نظامية واغلبهم 

في مناطق مثل الصرافية والشاكرية في بيوت واكواخ من طين وخوص. حيث بنوا لهم البيوت البسيطة عشوائية دون موافقات اصولية .

 في البداية لم يكونوا يمثلون اي  مشكلة وذالك  لانعزالهم بعيدا عن اعين المدينة.

 حياتهم الفقيره في صرائف باليه  تعلوها رايات ملونه تمثل عقيدتهم الدينية او اصلهم العشائري .لم تلتفت اليهم اي مرجعية دينية لانهم لايمثلون للمرجعية شي رغم انتمائهم للمذهب الشيعي.

 لم يولدوا في بغداد وبالتالي هم ليسوا بغدادين اصليين لانهم لايملكون تعدادا عام 1957 - 

كما يتميزون بالفقر والبعد عن الثقافة والتمدن, اصبحوا في مفترق طرق لم يتمكنوا من الانصار في المدينة ولم يرجعوا الى مدنهم نقلوا تقاليد الريف الى المدينة وبالتالي لا هم هنا ولا هم هناك.

ارتبط تاريخ الشروكية في بغداد بمدينة الثورة حتى انها اصبحت وسيطا بين العاصمة ومحافظات الجنوب لا يشعر الوافد اليها بالاغتراب ، هذه المدينة التي تتحول اسماؤها باستمرار بتحول الاوضاع السياسية ، تأسست في الاصل على هامش مدينة بغداد ،

ولا اعرف لاي سبب حصرهم عبد الكريم قاسم بين قناة الجيش والسدة وكانهم في طمر صحي 

او في عزل وقائي خوفاً من نيلقلوا العدو الى العاصمة بغداد .

لكن بعد كل هذه السنين هل لازل الشروكَيون هم نفسهم منذ قدومهم بغداد لم تغيرهم الايام ولا الدهور.

في سياق تصريح للسيد مشعان الجبوري ومتذمرا من بطء اصلاحات رئيس الوزراء ومحذرا من مغبة عدم  الاستماع للمتظاهرين قائلا وبملء الفم هسه يعبرون عليكم ابناء الثورة والشعلة . وكانه يصف اناس لا يعرفون للانسانية من شي

وبالامس وفي جلسة البرلمان قال السيد حاكم الزاملي مهددا رئيس البرلمان واعضاء (هسه يدخلون عليكم باشارة وحدة)وكان من اعتصم من اهالي مدينة الثورة هم اكلي لحوم البشر

مما لا شك فيه ان لفظة الشروك أو الشروكيين , كثيرا ما تستخدم للاحتقار والانتقاص من أهل الجنوب , ولابد من تغير وجهة النظر هذه واثبات العكس.

لكن حتى يثبت العكس ما عساهم ان يقدموا؟

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة