Skip to main content

هل تحولت الحرب الباردة الى ساخنة

مقالات الاثنين 12 تشرين أول 2015 الساعة 20:25 مساءً (عدد المشاهدات 489)

بقلم علي البشارة

 تتسارع الاحداث وتتسابق القوى العظمى فيما بينها لاستعراض قدراتها  في منطقة الصراعات الكبرى في الوقت الحالي وهي منطقة الشرق الاوسط . 

أمريكا من أجل مصالحها اﻹستراتيحية العميقة في المنطقة , ومن أجل حرصها على حليفها(كيان اليهود) . وروسيا من أجل مصلحتها وإثبات وجودها في المنطقة كمُنافس لأمريكا ، ومن أجل مُحاولة استعادة فرض نفسها كقوة عظمى من جديد بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي , وسعياً ﻹستعراض القوة في المنطقة الخارجة عن نفوذها ، بإعتبارها منطقة نفوذ أمريكية بامتياز . أجمع الشهود من الخبراء على أن روسيا بدخولها المعركة في سوريا أصبحت تمثل خطرًا متزايدًا على الولايات المتحدة ونفوذها ومصالحها وأمن منطقة الشرق الأوسط.ووصف البعض ما يحدث بالخطر وأن روسيا لم تفعلها وتقاتل خارج مناطق نفوذها حتى إبان الحرب الباردة . 

والحقيقة أن الخسائر الأميركية أكبر من ذلك . فالسياسة الأميركية الحالية دفعت حتى حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر والإمارات والكويت إلى توقيع عقود عسكرية مع موسكو . وهو تدنٍ لا مثيل له في العلاقات . والسبب أن هذه الدول اضطرت لمهادنة موسكو بعد أن أظهرت واشنطن عدم اهتمامها بها. خصوصا بعد الاتفاق النووي الاخير والذي اعتبره العديد من حلفاء امريكا تغيرا كبيرا في سيايتها  الخارجية  . وهذا ما أثار حفيظة الخليجيين,وجعلهم يهبون فزعين حرصاً على عروشهم من (المد الشيعي) ، خاصة بعد أن أصبحت قوات الحوثي تنتشرعلى الحدود السعودية ، وبعد ان أخذت ايران تُصرح بأطماعها علناً في المنطقة ونيتها الوصول الى مكة .

ولكن لأن لا شيئ يبقى على ما هو عليه ، ولأن الأوضاع الساخنة في المنطقة والصراعات التي نعيشها يصعب السيطرة عليها ، أصبح اللعب في المنطقة المحظورة على روسيا قديماً ، ممكناً اﻷن بعد أن مُنعت من الاقتراب منها بعد الحرب العالمية الثانية , وكل ذلك يأتي بعد ظهور إيران بقوتها الطاغية على السطح . 

ففي مؤتمر يالطا في المنطقة السوفيتية على البحر الاسود ، حيث تم تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ تُسيطرعليها الدول المُنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية إلى معسكرين وهما:

1-مُعسكر شرقي يقوده الاتحاد السوفيتي مع دول أوروبية شرقية.

2ـ مُعسكرغربي تقوده الولايات المتحدة اﻷميركية مع دول أوروبية غربية.

     جعل المنطقة العربية ومُحيطها منطقة نفوذ أمريكية التصرف والسيادة بإمتياز،تُحكم أمريكا السيطرة عليها من خلال أذنابها في المنطقة ، الذين تُحقق من خلالهم مصالحها ومصالح الكيان اليهودي ، وأوروبا .

لجنة استماع حول الشؤون العسكرية والسياسية في مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي كشفت كيف أن نشاط روسيا العسكري تجرأ على ارتكاب مئات الاختراقات للأجواء الأوروبية في العام الماضي . وهو الآن يخرق أجواء تركيا , الدولة العضو في حلف الناتو , وقد لا يكون الدخول الروسي العسكري إلى منطقة الشرق الأوسط.

بعد احتلاله القرم . نهاية السيناريو المقلق للغرب . ربما هو بدايته . ومن الواضح أن شهية موسكو للانتشار والتمدد وفرض موقفها وتوسيع علاقاتها هو على حساب الولايات المتحدة التي أظهرت خلال السنوات الست الماضية سياسة انكفاء متعمدة . خاصة في العراق والخليج ومصر ..

في كثير من الأحيان يأخذ الحماس البعض وهم يؤكدون أن الوضع الحالي هو نتيجة تقاعس الغرب وتقهقر الولايات المتحدة في لحظات حرجة في صراع لا يمكن السيطرة عليه تتحول أبعاده بسرعة من الاقليمية إلى العالمية.

وليس هناك في الشرق الأوسط من يعول على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إذ تخيم على الغالبية توقعات قاتمة بأن الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص على الأقل وشردت نصف الشعب السوري على وشك أن تزداد تدهورا.

ويتابع حلفاء الولايات المتحدة التقليديون في مختلف أنحاء الشرق الأوسط غير مصدقين استعراضا للقوة من جانب روسيا وايران في سوريا ويتساءلون كيف سينتهي الأمر.

فقد فوجئ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لتهديد الجهاديين المتمثل في تنظيم داعش في سوريا والعراق بالمقاتلات الروسية تقصف مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وبتدفق قوات إيرانية.

والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: هل ستتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الأوروبية والسنية بالمنطقة لمنع الرئيس فلاديمير بوتين من إفساد المكاسب التي حققتها جماعات المعارضة السورية غير الجهادية بعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب؟

هذه التساؤلات دفعت بالجانب الامريكي للتسارع في الاعلان عن العديد من الانتصارات على ارض المعركة وتكثيف الجهود من اجل الحفاظ على ماء الوجه خصوصا بعد تزايد اعداد القتلى الارهابيين من جراء الغارات الروسية الامر الذي لم تتمكن امريكا وتحالفها من فعله خلال الاشهر الماضية . 

فتوالت الاخبار عن الانتصارات في الانبار وقرب الاعلان عن تحريرها نهائيا . والتزايد الملحوظ في الغارات والاستهداف المتكرر لمناطق تواجد هذه العصابات الى ان تم الاعلان اخيرا عن استهداف موكب زعيم التنظيم الارهابي ابو بكر البغدادي وامكانية اصابته . الخبر الذي اعده العديد محاولة امريكية لابراز جديتها في محاربة التنظيم بعد ان اثيرت العديد من الشكوك حول هذا الامر .                              

استعراض العضلات هذا والتسابق لاخذ دور الكبير والمنقذ قد يؤدي في نهاية الامر الى تصادم حقيقي بين الدولتين النوويتين الامر الذي قد يؤدي بدوره لحرب عالمية ثالثة . خصوصا بعد الاتهامات التي وجهتها امريكا لموسكو بدفعها بهذا الاتجاه بعد تعزيز الاخيرة لترسانتها النووية في سواحل البحر المتوسط .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك