Skip to main content

قتل النساء رسالة تهديد بان لا حرية للراي ولا امان

مقالات الأحد 30 أيلول 2018 الساعة 16:00 مساءً (عدد المشاهدات 4095)

بقلم: د. ندى الجبوري - نائبة سابقة

دور المجتمع المدني فى الرقابة والمشاركة فى صنع القرار، حدث من اهم معطيات هذه المرحلة. ان التقارير والاجتماعات لمنظمة المراة والمستقبل العراقية، تحذر وتعلن انذار عن حوادث العنف المفرط التي تتعرض له النساء، وبأشكال مختلفة تصل الى القتل العلني فى الشارع وفي وضح النهار .

ان وأد النساء في العراق له هدف سياسى لاثارة الرعب، يتزامن مع بداية دوام الجامعات والمدارس، وتشكيل الحكومة، وما قتل الناشطة المدنية فى البصرة الا رسالة تهديد سلبية لكل المدافعات عن حقوق الانسان بان لا حرية للراي ولا امان، مما عرض المدافعين عن حقوق الانسان والناشطات فى المجتمع المدنى والكثير من السيدات اللواتي يعملن بالفن والازياء والاطباء واساتذة الجامعات الى حوادث قتلٍ متكررة عبر السنوات .

كانت وما تزال البصرة تعاني من غياب الخدمات، والبطالة، وبنية تحتية محطمة، وامية متفشية بين الاطفال، ومن اعلى نسب قتل النساء او انتحارهن وهو قتل ايضا وليس انتحار . كذلك اليوم تم اغتيال معاون طبي في الشارع فى محافظة البصرة .

ان التدابير الامنية لم تعد كافية بمجتمعنا دون برامج لمعالجة كل هذه الامور، وتقديم الخدمات، ومكافحة الفكر المتطرف للشباب، ومنع بيع المخدرات، ورفع دخل الفرد وتنشيط دور المجتمع المدنى ودعمه بميزانيات ووضع البرامج المشتركة مع الوزارات المعنية .

على المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والامم المتحدة ان تعمل ببرامج خمسية المدى، لحماية الفتيات من الانحراف وتشجيعهم على الدراسة، ووضع شبكة حماية لهم من العنف المجتمعى، والعمل على تمرير تشريعات بهذا الاتجاه .

اذ ان القروض الميسرة للشباب والشابات، واعطاء فرص عمل لهم والحد من البطالة تقلل من نسبة الجريمة بالمجتمعات، كما لدور المؤسسة الدينية بخلق وعي بين الشباب على احترام النساء وموقف الاديان من المرأة ، فى وطن تعمل به كل المنظمات على المساواة التامة بين الجنسين وتطبيق قرار مجلس الامن 1325 والقرارات التي كانت قبله من اجل المشاركة الواسعة للنساء بصنع القرار وبناء السلم لم يلاقي ارادة سياسية عند الحكومات المتوالية .

ان اهمية وجود المرأة فى صنع القرار التنفيذى، ودورها الفاعل بتحقيق المتطلبات الخاصة للنساء والفتيات، العراقيون يحاولون ان يضمدوا جراحهم من احتلال داعش والقتل والخطف الذي تعرضت له الازيديات والمسيحييات وكذلك الزواج الشكلى للفتيات المسلمات الصغيرات والزواج الغير الموثق والزواج تحت قوة السلاح .

المافيات التي صُنعت بسبب ضعف الدولة خلال سنوات التغيير ووجود الارهاب ودخول داعش على مجتمعاتنا فى الموصل، والانبار، وصلاح الدين، وكركوك، وديالى، ومناطق من بغداد ايضا.
بعد تحرير المناطق طلبنا من الاتحاد الاوربى والامم المتحدة بان تكون هناك مشاريع على غرار خطة مارشال لانقاذ هذه المناطق، بسبب النزوح وغياب المعيل وحالات غسل العار ،الفقر، الترمل، اليتم ،الحالات النفسية عند الشباب، الاعاقة الجسدية المتسربين من التابعين الى داعش من الشباب، وكذلك العائديم من صفوف القتال والحرب على داعش، لم نجد أي برنامج تأهيلية لكل هذه الشرائح واعادة دمجهم بالمجتعات .

ان مقتل تارة فارس والناشطة سعاد العلى وقبلهم الدكتورة رفيف رشا الحسن هو حالة ستستمر وتتطور الى استهداف اكبر للأمن المجتمعي والسلم الأهلي .فالامن المجتمعى لا يتحقق بتقاسم الوزارات والتكالب على السلطة وانما بالاسراع والعمل الفورى على نزع السلاح الذى خارج الدولة ومعاقبة المقصرين وتطبيق اقصى العقوبات بكل من اعتدى على امراة ابتداءٍ بالتحرش الجنسى انتهاءٍ بالقتل .

الدور المشترك لبث الوعي عن طريق الاعلام لاحترام المراة والفتاة ودور مشترك بين الاعلام والمؤسسة الدينية ومنظمات المجتمع المدنى والشرطة والمؤسسات التربوية لحماية النساء بالعراق .

فى الوقت الذى تتوجه الكتل السياسية الى الاحتراب على تشكيل الحكومة والصراع الواسع وضعف التشكيلة بسبب المحاصصة وفقدان الثقة بين المواطنين والحكومة القادمة بسبب ضعف التمثيل للانتخابات المزورة كلها عوامل تزيد من عدم الاستقرار الداخلى وتعطى فرصة للعصابات والاجندات للتدخل بالشان العراقى الداخلى وتمزيق المجتمع .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة