سكاي برس/ بغداد
نافذة أمل خاطفة بالرجوع إلى لبنان فُتحت أمام أحمد فيصل، اللاجئ القاطن في محافظة بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد، بعد إعلان الاتفاق على وقف الإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. لكن النافذة أوصدت سريعا بسبب وضع غير متوقع: اندلاع معارك عسكرية في سوريا.
كل ذلك حدث في يومين بين السادس والعشرين من نوفمبر، تاريخ إعلان الهدنة في لبنان، ويوم الثامن والعشرين حين اندلعت أولى المعارك بين النظام السوري والمعارضة.
يقول أحمد إن عودة اللبانين اللائذين في العراق برا إلى بلدهم تأجلت بسبب الأوضاع في سوريا التي تمر عبرها قوافل اللاجئين، مشيرا إلى أن قرار العودة ما زال قائما لكن هذه المرة سيكون عن طريق الرحلات الجوية المجانية التي وجه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بتسييرها إلى بيروت لنقل الراغبين بالعودة الى لبنان.
قبل ذلك، كانت أعداد اللاجئين اللبنانيين العائدين من العراق إلى بلدهم برا عبر الأراضي السورية بلغت نحو أربعة آلاف لاجئ، أثناء الأيام التي تلت الإعلان عن الهدنة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 26 من نوفمبر.
العودة الصعبة
قرار العودة الذي اتخذه أحمد وعائلته جاء بالرغم من تعرض منزلهم إلى أضرار كبيرة بسبب القصف، وهو حال العديد من منازل المواطنين في الجنوب اللبناني.
ويشير أحمد إلى أن غالبية اللاجئين الذين تركوا مناطقهم تضررت منازلهم وتعرضت أخرى إلى الهدم بالكامل، فضلا عن توقف الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وغيرها. وعبر أحمد عن أمله في عودة الحياة الطبيعية والاستقرار الكامل إلى بلاده. ويبلغ عدد اللاجئين اللبنانيين في العراق أكثر من ستة آلاف عائلة استقرت في مدن جنوب ووسط وشمال العراق، وتقدم لهم الحكومة العراقية المواد الغذائية والمساعدات الانسانية منذ اليوم الأول لدخولهم الى العراق، بحسب ما أفاد به، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس، مشيرا إلى استمرار تقديم الدعم والمساعدة لهم منذ اليوم الأول لدخولهم الى العراق و"إلى حين عودتهم بشكل طوعي وحسب رغبتهم".
وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قد دعا إلى منح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والصحية لهم. وأشاد اللاجئ عادل رضا، الذي يقطن مع عائلته في محافظة النجف، بالتسهيلات التي أعلنتها السلطات الحكومية العراقية لتمكينهم من العودة جوا إلى بيروت، لكنه تراجع عن قرار العودة وفضل التريث في أعقاب المناوشات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله والغارات التي تشنها إسرائيل على الجنوب اللبناني. واضطر اللبنانيون إلى ترك بلادهم والنزوح إلى مناطق آمنة في لبنان واللجوء إلى دول أخرى تاركين وراءهم الدمار الذي لحق بالدور والمباني العامة بسبب الحرب.
بين البقاء أو المغادرة
وكشف البنك الدولي في تقرير أصدره منتصف شهر نوفمبر الماضي عن أضرار وخسائر بقيمة 8.5 مليار دولار طالت لبنان بسبب الحرب. واعتبر البنك الدولي قطاع الإسكان الأكثر تضرراً، مع خسائر مقدرة بنحو 2.8 مليار دولار تضرر أكثر من 99 ألف منزل بشكل جزئي أو مهدم بالكامل.
ويستبعد اللاجئ اللبناني عبد الجبار حسين، الذي يقطن محافظ كربلاء، العودة حتى استقرار الأوضاع بشكل كامل في بلاده وضمان حصوله على التعويضات ليتمكن من إعادة بناء منزله الذي تهدم إثر القصف الذي خلف أيضا أضرارا كبيرة بمنازل جيرانه وأقربائه في قريته الواقعة بسهل البقاع وانه لا يستطيع العيش بمنزل مدمر.
وأضاف "أفضل البقاء في العراق حتى تتضح الصورة أكثر وضمان عدم اندلاع الحرب مجددا بعد انتهاء وقف إطلاق النار وسأنتظر لما تبقى من أيام الهدنة واقرر حينها، ولدينا تجربة سابقة في عام 2006 تم إعادة إعمار المنازل المدمرة وتعويض أصحابها، كما أن أغلبية اللاجئين اللبنانيين لديهم النية للعودة حال توفر ذلك وندعو الجهات الحكومية في لبنان والمجتمع الدولي إلى دعم إعادة بناء من دمرته الحرب".
ويتمركز غالبية اللاجئين اللبنانيين في محافظتي النجف وكربلاء ويتلقون الدعم والمساعدة من العتبات المقدسة وهي مؤسسة دينية تنشط في المجال الإغاثي.