سكاي برس/ بغداد
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بغداد طرحت ورقة "شاملة" حول خطة العمل بشأن مستقبل سوريا.
وأضاف حسين في مؤتمر صحفي مشترك على هامش الاجتماع الوزاري الذي عقد في مدينة العقبة الأردنية، "أن الاستقرار الأمني والسياسي في سوريا هو جزء لا يتجزأ من الاستقرار في العراق".
فإن وزير الخارجية العراقي أكد خلال الاجتماع "بأننا لا نريد ليبيا ثانية في المنطقة"، مشددا على ضرورة أن يكون النظام في سوريا شاملاً لجميع المكونات ويحترم حقوق الإنسان والمرأة.
الدكتور إياد العنبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد قال إن المواقف العراقية الرسمية أصبحت "أكثر وضوحا" بشأن طريقة التعامل مع الأزمة السورية من خلال رسائل عدة منها "الإبقاء على سفارتها مفتوحة والترحيب بقادة الحكم الجديد".
الرسالة الثانية، بحسب العنبر، تمثلت بالحراك المكثف الذي يقوم به رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للتأكيد على دور العراق المهم في الفترة المقبلة "وأن يكون حاضرا في رسم خريطة طريق تجنب المنطقة التوتر والعنف في مرحلة ما بعد الأسد".
وتحدث العنبر عن رسالة أميركية كانت مهمة غداة زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لبغداد الجمعة وهي "التزام الولايات المتحدة بأمن العراق".
أما الرسالة الأبرز، يضيف أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، هي رغبة العراق في أن يكون حاضرا في المساهمة في عملية الانتقال السياسي في سوريا وأن يقول للعالم "إن ليس له علاقة بما ترتب له إيران حول تعاطيها مع نموذج الحكم الحالي في سوريا وارتباطها بالنظام السابق".
وذكر إياد العنبر أن العراق من خلال هذه الرسائل يريد أن يقول إنه لا ينتمي إلى "سياسة المحاور" بل لديه استراتيجية للتعاطي مع ملف سوريا باعتبار أن ما يحدث في هذا البلد "يؤثر سلبا أو إيجابيا على وضعه الداخلي".
واحتضنت مدينة العقبة جنوبي الأردن اجتماعا بشأن سوريا بمشاركة وزراء خارجية دول عربية إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وممثل الأمم المتحدة.
وبحث المجتمعون سبل دعم عملية سياسية جامعة يقودها السوريون لإنجاز عملية انتقالية وفق قرارات مجلس الأمن تضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة وحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وحقوق جميع مواطنيها.
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ذكر على هامش الاجتماع أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تتسم بالحفاظ على حقوق السوريين وعدم اتخاذ أي سياسة إقصائية تجاه المكونات الأخرى، مشددا على ضرورة "خلق حالة من الاستقرار وعودة اللاجئين إلى بلدهم".
في غضون ذلك، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على ضرورة قيام عملية سياسية شاملة تضمن حقوق الشعب السوري. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اذ قال بيان لرئاسة الوزراء إن الطرفين بحثا مستجدات الأوضاع في المنطقة والتطورات الحاصلة في سوريا، وإن السوداني أكد أهمية تضافر جميع الجهود "من أجل مساعدة السوريين لتحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية".
السوداني شدد أيضا على "ضرورة التأسيس لمرحلة انتقالية عبر قيام عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية".
البيان أوضح أن الرئيس الفرنسي قال إن بلاده ملتزمة "بأمن واستقرار العراق والوقوف إلى جنبه تجاه مختلف التحديات، خصوصًا في مكافحة الإرهاب".
رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، تفقد من جهته "جاهزية القطعات الأمنية في معبر الوليد الحدودي" مع سوريا.
وذكر بيان لوزارة الدفاع أن رئيس أركان الجيش، زار منفذ الوليد الحدودي للوقوف على جاهزية القطعات هناك، وأن يار الله زار بعدها قيادة قوات الحدود اللواء الرابع، واستمع الى إيجاز بشأن المحاور وتمركز القوات في المنطقة الحدودية وأهم المعوقات، حسب البيان.