سكاي برس/ بغداد
في "بارك آزادي" في مدينة السُليمانية في إقليم كردستان-العراق، افتتح الجمعة، نصب "حراس الحقيقة" الذي "يُخلد" صحفيين عراقيين قتلوا خلال العقدين الماضيين (2003-2024).
النصب الذي يتكون من أربع قطع عامودية وباللون البُني، حمل أسماء 551 صحفياً عراقيا قُتلوا في عموم العراق، بما في ذلك إقليم كردستان. تبنى عملية إنشائه نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قوباد طالباني، الذي ينحدر من مدينة السليمانية، وهو نجل الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني.
ونقل الموقع الألكتروني المخصص للنصب عن طالباني قوله: "يخلّد هذا النصب التذكاري ذكرى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في العراق وإقليم كوردستان منذ عام 2003.
وهو تكريم لشجاعتهم والتزامهم بإيصال الحقيقة والحفاظ على إرثهم وتخليد أسمائهم إلى الأبد.
سيبقى الصحافيون الشهداء خالدين، وإرث القتلة هو العار الأبدي. نأمل ألا تتم إضافة أي أسماء أخرى إلى هذا النصب التذكاري في المستقبل".
تُعتبر مدينة السليمانية من المساحات الآمنة نسبياً بالنسبة للعمل الصحفي في العراق، إذ شهدت خلال العقدين الماضيين، مقتل 5 صحفيين، بينما كانت أربيل، عاصمة الإقليم، مسرحا لاغتيال 12 صحافيا، وفقا للإحصائية التي ظهرت في الموقع.
زياد العجيلي وهو صحافي ورئيس مرصد الحريات الصحافية في العراق، قال خلال مقابلة له : "كنا بحاجة لمثل هذا التخليد المهم.
هذا التخليد يفضح القتلة ويذكرهم بجرائمهم، كما يذكرنا بضرورة أن نستمر بالدفاع عن حرية الصحافة". شهد "بارك آزادي" ومعناه حديقة الحرية، عمليات إعدام عديدة قبل عام 2003 لشباب من مدينة السليمانية وقفوا ضد نظام صدام حسين، لذلك سُميت بهذا الاسم. بالقرب من نصب "حراس الحقيقة" وفي ذات الحديقة، هناك نصب آخر اسمه "سكوي آزادي" ويعني بالعربية "منصة الحرية"، أنشأه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وقال آنذاك: "هذا المكان منصة لأي شخص يريد التحدث بحرية، مهما كان محتوى ما يتحدث به.
يجب ألا يتعرض للاعتقال ولا للملاحقة"، وفقاً لدانا أسعد مستشار نائب حكومة إقليم كردستان.
يتحدث أسعد لموقع "الحرة" عن الهدف من النصب بأنه: "يُخلد ذكرى وأسماء الصحفيين الشهداء، وهو تكريم لشجاعتهم.
وفي ذات الوقت تذكير بأن العار سيلاحق القتلة". وقتل العديد من الصحفيين في العراق على أيدي جماعات مسلحة من تنظيمات جهادية أو مليشيات مقاتلة خلال السنوات الماضية، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود "وتمر هذه الاغتيالات دون أي عقاب، علما أن التحقيقات النادرة التي تُفتح بشأنها لا تؤدي إلى أية نتائج مجدية". واحتل العراق وفقا لتصنيف "مراسلون بلا حدود" المركز 167 عالميا من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2023.