Skip to main content

.. ! العراق والجلوس على نبتة الصبار

المقالات السبت 16 أيار 2020 الساعة 16:04 مساءً (عدد المشاهدات 2794)

بقلم / سمير خلف 

 اذا تتحولت البلاد إلى صحراء فلا تصلح إلا لزراعة الصبار
 نزهة في حقول الصبار
يقال: لا تتوقع من نبتة الصبار أن تثمر لك تفاحاً فحاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها كي لا يصدمك المستقبل معها!
والحال هذا  ينطبق على الوجوه المكررة التي لم نجد منها سوى الوعود بان الورد سيخرج من بين اشواك الصبار.  
رغم السمعة السيئة التي يتسم بها الصبارالذي زرعته لنا الحكومات المتعاقية في بستاننا ولم تحصده  بسبب اشواكه التي تجعل الصراع معه امرا غير سار لكننا  هنا في العراق تعودنا عليه ولا نخاف اشواكه ابدا بل الاكثر غربا فنحن نحتضنه ونقبله اذا توجب الامر.فنسوتنا في البادية عندما تجد صعوبة في فطام رضيعها فتضع  فوق ثدييها بعض عصارة الصبار ليبتعد عنه الطفل فيميل بوجهه الى الشدي الثاني فيجد نفس المذاق فيبتعد عنهما ويفطم بهذه الطريقة.فاذا فطمنا على الصبار ونحن صغار فليس من غضاضة علينا  ان نتذوقه ونحن كبار ان نلوكه ونبلعه لتهضمة معدتنا.
سأترك الصبار جانبا لان الانخراط في الشي والاندماج الطويل معه هو الذي يؤلم لذا الاستغراق  في تأمل النباتات غير الجميلة والمؤلمة او المرة هو مزعج للغاية ولا يجب ان ياخذ في تأمله منا سوى القليل من الوقت.بالرغم من ان مزرعة العراق الان لا تنبت سوى الصبار والحنظل وان حديقة الحكم لا تزرع سوى الاشواك والعاقول جالبة للكائبة والتخلف.!
سأحاول أن أكون متفائلا بأن العراق اخيرا  سيجد شخصاً لا يزرع الصبار ولا يخاف اشواكه يقود هذه المرحلة لا اقول الحرجة فلم يمر علينا في هذا البلد سنين افضل من اخرى.فلم نكن نعبا من سيأتي لرئاسة الحكومة فكلنا محبطون في ذلك ؛ لأنه سيرأس حكومة قصيرة العهد. هكذا أراها ويراها الكثير غيري . حكومة انتقالية تحاول تهدئة الشارع ليأخذ هذا الوطن نفساً واستراحة قصيرة قبل أن يُعاود شعبه وسياسيون حرقه من جديد وتملأ سلالنا بالصبار مرة اخر .
تعين الكاظمي هو تحويب ثاني في مسار العملية السياسية لم نعهده من قبل ولم يكن مرسوما  في خريطة الديمقراطية التي جلبتها لنا  امريكا على دبابتها  لكنها كانت رمية اصابت بمقتل.
على ما يبدو، لم يرتاح العراق  منذ أن استوطن البشر الأرض. فنخيله تم قطعه واراضيه تم تجرييفها ومزارعه تم حرقها ، وتم احتلال أرضه عشرات المرات من عدة غزاة ومستعمرين سرحوا في مدنه ولوثوا هواءه ، والآن يُعاني من شعب يُمعن في خنقه بغوغائية، وسياسيوه مستمرون في نهبه.
ما يهم أن يتبنى رئيس الحكومة العتيد خطة إصلاحية متدرجة تبدأ بإعطاء الاقتصاد أولوية والااستقرار السياسي اهمية لكي يُعاود النهوض.وما يهم،اكثر من ذلك  هو أن لا يتبع هذا الرئيس الإملاءات الخارجية ولا نزوات الأحزاب الداخلية.
ولن نضحك على بعضنا البعض ونقول لن يعتبع أحزاباً. فمن الصعب إيجاد أشخاص في هذا البلد المنكوب لا يميلون لحزب ما.فالاحزاب هنا هي الدولة وهي من تصنع الحكومات وهي من تؤسس المؤسسات.
 لا يوجد حزب أكبر من دولته الا هنا ، ولا يوجد زعيم أكبر من دولته الاعندنا؟
  الكل إمّا أن يكون تحت مظلة هذا الوطن ويؤمن به كوطن نهائي له ويدافع عنه فقط وليس عن دول ثانية،
.
      لا يحتاج العراق اليوم  إلى سياسيين جدد فقط، بل يحتاج إلى محو أميّة هذا الجزء الجاهل من شعبه أيضا وهذا ما يجب ان يكون عليه ولا نعلم ماذا يخفي لنا المستقبل القريب والبعيد اكثر من ذلك. 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة