Skip to main content

أزمة النزوح في العراق.. معهد أمريكي يشخص الأسباب ويقترح الحلول

تقاريـر الجمعة 18 تشرين أول 2024 الساعة 16:54 مساءً (عدد المشاهدات 599)

سكاي برس/ بغداد

طرح معهد "كارنيجي" الأمريكي عدة توصيات من أجل نجاح العراق في معالجة أزمة النزوح الداخلي التي وصفها بأنها من أهم الأزمات الإنسانية التي يواجهها هذا البلد، محذراً من أنه في ظل غياب الاستقرار السياسي في بعض المناطق، فإن الوضع يزداد سوءاً.

وبداية ذكر التقرير يمثل النزوح الداخلي في العراق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية التي تواجه البلاد منذ عقود. وفي ظل غياب الاستقرار السياسي في بعض المناطق تزداد الأوضاع سوءا. تأثرت مناطق واسعة من العراق بموجات متكررة من النزوح نتيجة الحروب والصراعات الداخلية، لا سيما بعد صعود تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014.

هذه الأزمة نتجت عن عدة عوامل، منها العنف الطائفي، والهجمات الإرهابية، والتدخلات العسكرية.

وتفاقمت المشكلة مع غياب الاستقرار السياسي في مناطق معينة، ما جعل العودة إلى المناطق الأصلية أمراً مستحيلاً للكثيرين. 

ولفت التقرير إلى أسباب النزوح الداخلي أدت الصراعات المسلحة والنزاعات بين الجماعات المسلحة المختلفة، سواء الطائفية أو الإثنية، إلى نزوح مئات الآلاف من العراقيين من مناطقهم الأصلية. على سبيل المثال، كانت السيطرة المسلحة على مناطق مثل سنجار وتهديد حياة الأقليات الدينية سبباً رئيساً في نزوح السكان.

واضافة التقرير كانت الهجمات الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية العامل الرئيس في نزوح آلاف العراقيين، خصوصاً في المناطق الشمالية والغربية من البلاد. السيطرة المفاجئة للتنظيم على مناطق واسعة دفعت سكانها إلى الفرار بحثاً عن الأمان. حيث أفادت تقارير بأن مئات الأقليات تعرضت للاختفاء القسري منذ عام 2014 في ظل معلومات محدودة بشأن إجراء تحقيقات حكومية أو تقديم دعم للأسر المتضررة. وفي ظل الاستقرار السياسي الهش في العديد من المناطق، أدى الصراع على النفوذ بين القوى السياسية المحلية إلى خلق بيئة غير مستقرة وغير آمنة، ما جعل من الصعب على النازحين العودة إلى ديارهم حتى بعد استعادة بعض المناطق. هذه التوترات أوجدت موجات إضافية من النزوح.

قصة أحمد خلدون

شارك الشاب العراقي أحمد خلدون، وهو واحد من بين الآلاف الذين شاركوا في احتجاجات تشرين 2019 للمطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي في العراق.

واجهت هذه الاحتجاجات رداً عنيفاً من السلطات العراقية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المحتجين. ورغم تمكن المحتجين من الضغط لإقالة حكومة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، إلا أن الأمان لم يتحقق بشكل كامل للمعتصمين.

بعد تعرضه للتهديد، اضطر أحمد لمغادرة بغداد واللجوء إلى إقليم كردستان، حيث أسس "البيت الآمن" لإيواء المتظاهرين الفارين. في كردستان، انخرط أحمد في المجتمع المدني من خلال عمله مع منظمة سورايا للثقافة والإعلام، حيث وجد دعمًا من المجتمع الكردي المحلي.

قصة عجاج والنزوح المستمر

عجاج هو أحد النازحين من سنجار الذين لم يعودوا إلى ديارهم بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها في 2014. وذكر التقرير, يعيش عجاج مع الآلاف من الأيزيديين في مخيمات النزوح بإقليم كردستان، حيث يرفض العودة إلى سنجار بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك، بما في ذلك وجود جماعات مسلحة واستمرار القصف التركي. هذه القصص الشخصية، التي يعرضها فيلم صدى الوثائقي: النزوح السياسي في العراق، مثل قصة أحمد وعجاج، تسلط الضوء على تعقيدات النزوح في العراق وتؤكد الحاجة الملحة لحلول شاملة ومستدامة لمساعدة النازحين على العودة إلى حياة طبيعية.

توصيات لحل مشكلة النزوح

لفت التقرير إلى أن ينبغي على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي تعزيز الجهود الأمنية في المناطق التي شهدت نزوحاً كبيراً، من خلال تقوية القوات الأمنية المحلية وخلق بيئة مستقرة وآمنة تسمح بعودة النازحين. إضافة إلى التركيز على إعادة إعمار المناطق المدمرة التي نزح منها السكان، لأن توفير البنية التحتية الأساسية مثل السكن، والمدارس، والمستشفيات سيشجع النازحين على العودة.

وختام التقرير ، سيضمن تعزيز المصالحة الوطنية بين الطوائف والمكونات المختلفة في المجتمع العراقي العودة الآمنة والمستدامة لكل العراقيين بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية. ومن الضرورة بمكان، لتخفيف معاناة النازحين وتأهيلهم للعودة، دعم المنظمات غير الحكومية، والمبادرات المحلية التي تلعب دورا حيويا في تقديم المساعدة للنازحين واستدامتها.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة