Skip to main content

مجلة امريكية: اقتتال "شيعي شيعي" مروع على الابواب.. العراق على حافة "هاوية"!

المشهد السياسي الثلاثاء 02 تشرين أول 2018 الساعة 12:34 مساءً (عدد المشاهدات 10024)

متابعة/ سكاي برس

قد تنخرط الأحزاب الشيعية المسلحة في حرب داخلية مروعة، سعيا للاستحواذ على موارد الدولة العراقية، في ظل السخط الشعبي المتواصل، هذا ما ذكره الكاتب المؤلف "رانج آلادين" في مقالته في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

لقد أخفقت النخبة السياسية العراقية الحاكمة في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين، الذين يعانون من الفقر المدقع والصراعات الداخلية، وقد فشلت كذلك في معالجة الانقسامات السياسية والاجتماعية، وصياغة إطار وطني يوحد البلاد، من شأن ذلك كله أن يمهد الطريق أمام حرب أهلية مدمرة، ذات طبيعة مختلفة، تتصارع فيها الجماعات الشيعية المتنافسة للسيطرة على العراق، بعيدا كل البعد عن الخلاف الأيديولوجي بين الشيعة والسنة.

بعد انتخابات مايو/أيار 2018، كان من المفترض أن يتحول العراق إلى صفحة جديدة، صفحة ما بعد داعش، وما بعد الطائفية، ليقوم السياسيون بمعالجة حالة الاستقطاب المروعة، والقضاء على الفساد المستشري، وإنهاء عدم الاستقرار القائم على العنف، لكن الأمور ازدادت سوءا أكثر من أي وقت مضى، لقد رأى العراقيون أن سلسلة الإصلاحات التي أقرتها الحكومة رمزية ولا تقنع الشارع العام، ولا ترتقي إلى مستوى طموح الشعب الذي انتظر أكثر من 15 عاما للإصلاح .

بعد إجراء الانتخابات، خرجت مظاهرات حاشدة في معظم أرجاء جنوبي العراق، بما في ذلك البصرة، التي أحرق فيها المتظاهرون مباني المجلس الإقليمي، والقنصلية الإيرانية، فضلا عن اقتحام مباني الأحزاب السياسية، حينها ردت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والقوات العراقية بالقوة المميتة وانتهكت حقوق الإنسان بشكل صارخ، من الواضح أن البلاد أصبحت على حافة هاوية، قد نشهد فيها قريبا حربا أهلية جديدة مروعة.

فإلى جانب الاستقطاب السياسي والاجتماعي، يعاني العراق حاليًا من تراكم الأسلحة الإيرانية الخطيرة، وازدياد نشاطات المنظمات العسكرية الشيعية المتصلبة، وغياب المؤسسات الحيوية الفعالة، والأهم من ذلك كله، نشاط السلطات البديلة المتعددة التي حلت محل الدولة العراقية.

من أخطر الظواهر التي ستعجل في اقتراب الحرب الأهلية العراقية الجديدة هي ظاهرة “السلطات البديلة”، التي ألغت فعليًا هالة الدولة العراقية بمؤسساتها المختلفة. تتمثل هذه السلطات البديلة بالتنظيمات العسكرية الشيعية، المدعومة من طهران، التي جعلت الكثير من المجالات خارج نفوذ وسيطرة الحكومة، لا سيما في مناطق الجنوب الشيعية. وقد ترتب على ذلك توزيع السلطة بين الأحزاب، والميليشيات، والقبائل، ورجال الدين، في تغييبٍ كاملٍ لمؤسسات الدولة الرسمية.

تركزت الحرب الأهلية العراقية منذ عام 2003 حتى هذا اليوم حول الخلاف السني – الشيعي على نطاق واسع، ولكن في المرحلة المقبلة، سيتمحور الصراع بين الفصائل الشيعية القوية المتنافسة، الغنية بالموارد، ذات القدرات القتالية العالية، التي تحاول الهيمنة على الحكومة العراقية، كل لصالح أجندته الخاصة.

لا بد من التذكير أن تنظيم الدولة الإسلامية صعد عام 2014 نتيجة للفراغ السياسي والأيديولوجي الذين كان ولا يزال موجودًا حتى اليوم. لقد استفاد التنظيم كثيرًا من شعور السنة العراقيين بالتهميش المتزايد، لا سيما في ظل الفساد والخلل الوظيفي الحكومي الممارس ضد الطوائف السنية في مختلق المحافظات العراقية. هذا الاستياء السني العميق لا يزال قائمًا حتى هذه اللحظة، لكن من غير المرجح أن يقوم العرب السنة، بعد هزيمة داعش، بالتعبئة في المستقبل المنظور؛ فهم يشعرون بالتعب والإرهاب من حروب الميليشيات الشيعية غير المحدودة.

ولهذا، يمكن الجزم بأن الحرب الأهلية المقبلة ستكون حصرًا بين الخصوم الإسلاميين الشيعة. لقد سيطرت هذه الجماعات الشيعية على أقوى المناصب الحكومة في العراق ومؤسساتها الأمنية منذ عام 2003، بل وتبنّت نموذج “الميليشيات” لتأمين موارد حكومية كبيرة لصالحها. في الحقيقة، إن الميليشيات الشيعية أقوى من القوات المسلحة العراقية، التي انهارت في مواجهة هجوم داعش عام 2014.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة