Skip to main content

قلق عراقي من نتائج التعداد السكاني.. تراجع بنمو الأسرة وعزوف عن الزواج

تقاريـر الثلاثاء 26 تشرين ثاني 2024 الساعة 00:26 صباحاً (عدد المشاهدات 58)

سكاي برس/ بغداد

مع الإعلان عن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن في العراق، يتوقع مراقبون ظهور إشكاليات حول هذه المخرجات بعد ما كشفته من أرقام كبيرة خاصة في نسب البطالة ومسألة السكن، فيما تؤكد وزارة التخطيط العراقية أن النتائج أظهرت استقرار النسبة السكانية ودخول العراق نطاق "الهبة الديموغرافية".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بوقت سابق من اليوم، أن عدد سكان البلاد وفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن بلغ أكثر من 45 مليون نسمة، فيما أعلن وزير التخطيط في حكومة إقليم كوردستان، دارا رشيد، أن عدد سكان الإقليم بلغ 6 ملايين و370 الفاً و668 نسمة.

هبة ديموغرافية

وعن هذه النتائج، قال المدير العام التنفيذي للتعداد السكاني في العراق بوزارة التخطيط الاتحادية، علي عريان صالح، إن "التعداد السكاني تم إنجاز ثلاث أرباعه بعد إكمال المرحلة الثانية التي هي سجل الأسرة، وحالياً يتم التهيؤ لإكمال المرحلة الثالثة بأخذ المعلومات التفصيلية للأفراد والأسر، وستضع الوزارة نتائج التعداد أمام المخططين لرسم السياسات".

ولفت صالح، خلال حديثه، إلى أن "النتائج الحالية أظهرت انخفاض نمو الأسرة إلى 5.7 بعد أن كان 7 في السابق، وهذا التراجع ربما بسبب عزوف البعض عن الزواج أو غير ذلك، لكن نسبة السكان مستقرة بعد إن كانت حسب التقديرات 44 مليون نسمة وحالياً هي 45 مليون مع الوافدين والأجانب، لذلك لا يوجد انفجار أو مشكلة سكانية".

وأشار إلى أن "أغلب البلدان اتخذت إجراءات لخفض نسبة السكان للوصول إلى ما يسمى بـ(الهبة الديموغرافية) وهي أن تكون الأعمار التي في سن العمل هي الأكبر، والعراق دخل نطاق هذه الهبة مقارنة مع بعض الدول العربية".

من جهتها، أوضحت عضو لجنة التخطيط الاستراتيجي النيابية، سعاد المالكي، أن "التعداد السكاني انقسم على ثلاث مراحل، الأولى كانت حصر وترقيم، وبعدها كانت مرحلة سجل الأسرة والتي تم الحظر فيها، والمتبقي المرحلة الأخيرة (التنموية) وهي الأهم، لمعرفة الاحتياجات من السكن ودخل الفرد والوظيفة وغيرها ومحاولة إيجاد الحلول لها".

وعن المشاكل التي واجهت عملية التعداد السكاني، بينت المالكي، خلال حديثها للوكالة أن "البعض أثار أن الأعداد كانت غير حقيقية في كركوك والموصل لعودة البعض من سكان إقليم كوردستان لتسجيل بياناتهم فيهما، وهذا أمر غير مؤكد، وحالياً يتم إعادة البيانات من جديد لتدقيقها وتستمر هذه العملية إلى 10 كانون الأول المقبل".

تشكيك وخلل

ويعد التعداد العام للسكان ظاهرة حضارية يحتاجها أي بلد، "وقد يكون العراق أحوج البلدان لهذا العمل على أن تكون الجهة المعنية به مستعدة لهذه الفعالية، لكن يبدو أنها لم تكن كذلك، حيث حصل خلل واضح في الأداء"، بحسب رئيس المرصد الوطني للإعلام، خالد السراي.

وذكر السراي، أن "التعداد لم يظهر التوجه من الإقليم إلى كركوك التي لها أهمية في استقرار العراق عموماً، في ظل هناك واجهات سياسية لمكونات عقليتها نحو التمدد، وبالتالي تأخذ أكثر من استحقاقها، كما هناك أمور لا ينبغي التهرب منها، مثل القومية، لكن يبدو أن إزالة القومية هي مرتبطة بمحاولات تمدد بعض الأطراف".

وأضاف أن "فرق التعداد لم تصل إلى قضاء الزبير بحسب ما أعلنه محافظ البصرة، وبالتالي أي مدخلات غير حقيقية تعطي نتائج غير واقعية، لذلك من المتوقع ظهور إشكاليات حول مخرجات التعداد السكاني".

ولفت إلى أن "التعداد السكاني كلف العراق 600 مليار دينار عراقي، وبدل استخدام الطاقة العراقية والمختصين العراقيين في التعداد، تم الاعتماد على شركة أردنية فيه، وهو ما يثير الريبة بوضع جزء من قاعدة بيانات العراقيين عند شركة غير عراقية". ب

دوره، رأى الخبير في مجال التعداد السكاني، سمير خضير، أن "الأرقام الكبيرة التي كشفها التعداد السكاني عن نسب البطالة سوف تشكل تحدياً كبيراً في توفير فرص العمل خاصة للشباب والخريجين، والتحدي الثاني هو في مسألة السكن بتوفير المساكن الملائمة للأسر، وما يلحقها من متطلبات سواء طاقة كهربائية ومياه شرب وغير ذلك، في ظل وجود اقتصاد أحادي الجانب باعتماده على النفط بشكل كبير".

وأكد خضير، للوكالة أن "على الحكومة السعي إلى تنويع الاقتصاد من الصناعة والزراعة والسياحة، فضلاً عن دعم القطاع الخاص لاستقبال العاطلين، كما على الحكومة ان تضع بعين الاعتبار نتائج التعداد هذه عند إعداد البرامج الاقتصادية للبلاد".

إقليم كوردستان

وكان وزير التخطيط في حكومة إقليم كوردستان دارا رشيد، قد أعلن بوقت سابق من اليوم، أن عدد سكان الإقليم بلغ 6 ملايين و370 الفاً و668 نسمة.

وقال دارا في مؤتمر صحفي، إن هذه الأرقام بحسب النتائج الأولية للتعداد السكاني ولا تشمل (الساكنين في المناطق المتنازع عليها)، مضيفاً أن عدد الذكور في الإقليم بلغ 3 ملايين و200 ألف و506 نسمة، بينما عدد الإناث 3 ملايين و170 ألفاً و162 نسمة، أي أن نسبة الذكور في 50.4% ونسبة الإناث 49.6%.

وتابع رشيد: يعيش في إقليم كوردستان 6 ملايين و370 ألفاً و668 نسمة، توزعوا بين 84% من السكان حضريون و16% ريفيون، بالإضافة إلى أن مليونين و28 ألف وحدة سكنية في إقليم كوردستان، لافتاً إلى أن 4.4% من سكان إقليم كوردستان تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وأن أكبر معمر في الإقليم يبلغ من العمر 126 عاماً.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة