سكاي برس/ بغداد
كشف إحصائية صدرت عن مجلس السرطان في العراق، أن محافظة أربيل تصدرت جميع محافظات البلاد من حيث نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، فيما عزا مختصون ذلك لارتفاع نسبة التلوث في الإقليم.
ووفقاً لأحدث إحصاء صدر عن مجلس السرطان في العراق، فان "محافظة أربيل تصدرت جميع محافظات البلاد من حيث نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، والتي بلغت أكثر من 3 آلاف حالة في عام 2023، أي بواقع 143 حالة من بين كل 100 ألف من سكان المحافظة.
وهذه النسبة اللافتة وغير المسبوقة، وصفها مختصون أكاديميون بناقوس الخطر، الذي يستدعي التحرك العاجل، لمعالجة أسبابها.
ويقول أخصائي التغذية والسموم، الدكتور دلشاد محمد، ان "تلك الإحصاءات توضح بجلاء أن نسب الإصابة بالأمراض السرطانية في عموم مدن الإقليم وأربيل تحديداً، في ارتفاع مستمر، وأصبح يهدد حياتنا جميعاً، على نحو أكبر من خطر الإرهاب".
ويضيف محمد في تصريح صحفي ان "هناك جملة أسباب، منها الأغذية المستوردة، التي تحتوي على مواد كيمياوية حافظة، تتحول مع الوقت إلى مواد مسرطنة، وخصوصاً الأرز واللحوم المصنعة، بالإضافة إلى ملوثات الهواء العديدة".
وخلص خبير التغذية: "إذا لم يتم القضاء على تلك الأسباب بعجالة، فإن كل بيت في أربيل سيضم مريضاً بالسرطان في المستقبل القريب".
فيما نفت وزارة الصحة في كردستان، تلك الإحصاءات، باعتبارها استندت لسجلات المصابين في المستشفيات التخصصية، التي تضم حالات مرضية جاءت من مختلف أرجاء العراق إلى أربيل لتلقي العلاج، مطالبة مديرية حماية البيئة، بالقضاء على ملوثات الهواء في المحافظة. ويرى رئيس هيئة حماية البيئة في أربيل، دلشاد حسين، أن أسباب التلوث البيئي في عاصمة الإقليم عديدة، تتصدرها عوادم السيارات التي تجاوز عددها المليونين، وكذلك العوادم التي تطرحها مصافي النفط ومولدات الكهرباء في الأحياء السكنية.
ويضيف "يتطلب الوضع التحرك العاجل للقضاء عبر إلزام أصحاب تلك المولدات والمصافي، بتأمين شروط حماية البيئة من التلوث، وبدورنا سنطلق قريباً حملة واسعة للتشجير، لتكثيف الحزام الأخضر في محيط أربيل".
وكانت حكومة أربيل المحلية، قد أغلقت قبل أشهر جميع مصافي تكرير النفط غير المستوفية لشروط السلامة البيئية.
وبصرف النظر عن دقة الإحصاءات التي نشرها مجلس السرطان في العراق، فإن أسباب تفشي الأورام الخبيثة في محافظات إقليم كردستان، كثيرة ومتشعبة وتتطلب حسب مختصين، علاجات فورية لتطويق مخاطرها.