Skip to main content

رجال حول الرئيس .. التاريخ لم يغادرنا بعد !!

المقالات الخميس 23 تموز 2020 الساعة 15:13 مساءً (عدد المشاهدات 2034)


- الفريق الركن سلطان هاشم احمد.
بقلم: سمير خلف...
دولة عتيقة.. عميقة.. قمعية.. معقدة مثل العراق تكاد الايام السوداء في تاريخه  الحديث  وحتى القديم لا تعد ولا تحصى،
سلسلة من الهزائم والكوارث والنكبات والنكسات واحدة تجر اخرى.ينهض مرة ويكبو اخرى. 
عانى مجموعة من الصدمات والتناقضات السياسية  طافت اشدها على الواجهة بعد خروجه كما دخل بحرب لا طال منها مع الجارة السيئة وهو مثقل بالديون.لكن تبقي رغم كل ذلك  دولة مرصوصة البنيان محروسة الكيان متماسكة الاطراف لكن بين صوارم ورماح.
معضلته  أصبحت عسيرةً الحل، وتحتاج إلى عملية جراحية معقدة ومتشعبة يقوم بها الرئيس بمضبع جراح ليقتطع ماشاء من ارض ليلغيها من الجغرافية ويدخلها التاريخ. 
ما الذي يجب عليه  فعله,لكي يتجنب  الانهيار الاقتصادي وكيف له التعامل بشكل فاعل مع هذا المزيج المعقدة من جيران السوء وصد الازمات المالية المثقل بها فعنده(قطع الاعناق ولا قطع الارزاق)
في ذروة تلك الاحداث الملتهبة التقت السفيرة الامريكية في بغداد ابريل غلاسبي بصدام حسين  وبطلب منه في مشهد بثه تلفزيون بغداد الايتعدى الدقائق الخمس حدد مسيرات الايام والسنين قالت له السفيرة
 : “ليس لدينا أي رأي بشأن صراعاتك العربية العربية” و”إن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا .
وما كان هذا الرأي الى ضوء اخضر لدخوله الكويت بكل ثقله العسكري.وعلى هذا الاساس انهى صدام حديثه مع السفيرة وقد اضافت  خلال لقائها هذا قاله له  بانها ذاهبة في اجازة وعندما سالت عن هذا الامر قالت  على أي ديبلوماسي أجنبي ابلاغ وزارة الخارجية للحصول على إذن. وهذا ينطبق على الديبلوماسيين العرب والاجانب.فرد عليها الرئيس استمتعي باجازتك.
 وماكانت هذه الاجازة الى لتعجيل  الوقوع في المستنقع الكويتي  قدر الامكان لان الغزو تلا هذه المقابلة بعد خمسة ايام .
  وقد اختفت السفيرة على اثرتلك  الزيارة عن الانظار بل عن الوجود كله ومازالت مختفية.وكأن كل دورها السياسي كان منصبا على هذا اللقاء والتي هيأت به الارضية للتلاعب بالاحداث والتي لايمكن ان تحدث دون تدبير محكم.
والعجيب في الامركله ان السفيرين البريطاني والروسي  ايضا كانا غادرا العراق في اجازة، ولم يكن في بغداد أي من ديبلوماسيي الدول الكبرى،وكأنهم وضعوا الشراك في موضعها وتركوا الفريسة تدخل لها.
وكان لهم ما كان. فبدءا بالاسم الذي وصف الحدث...احتلال الكويت.
 في هذه المغامرة التي لم تأتي رياحها بما تشتهيه سفن الرئيس صار من الممكن ان يفهم انه تورط بكارثة يفوق حجمها حجم الارض التي يقف عليها جنده بكل ما يحملون من اسلحة رغم هذا الثقل المميت طلب منه مستدرجوه الانسحاب بطريقة مهينة وهم يعرفون ان الطلب يستفزه فلا يلبيه فكان مكان.وكانت الأحداث  في تتصاعد على الأرض وفي السماء انكسر بها العراق وتقهقر جيشيه الى داخل اراضية بطريقة مهينة ومذلة ولم تقتصر الحرب على تدمير المرافق العسكرية، بل تخطتها إلى بِنية التحتية وقطاعاته الاقتصادية.
وكان الجيش العراقي في طليعة من حل عليه الخراب ووقع عليه البلاء كان وزيره في ذلك الحين الفريق الأول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري الذي لم يكن على علم باتخاذ قرار احتلال الكويت ولا حتى عملية الاحتلال وبعد انتهاء حرب تحرير الكويت عزل من منصبه ليتولها صهر الرئيس حسين كامل ولم يقم في هذا المنصب ولم يقدم له شي ليتولاه من بعده  عمه علي حسن المجيد وهما من اعمدة النظام التكريتي الفج وكان كأبن اخيه لاشي يقدم لاشي يمكن ان يكون.
 الحدث كبيرا ليتولاه تكريتيان صلابان هكذا بات دور التكارتة في المناصب العسكرية الهامة والحساسة أشد تأكيداً وصلابة دون فائدة تذكر وقد جهد رأس النظام  حثيثاً إلى تهميش دور المؤسسة العسكرية برمتها وعدم النظر إليها باعتبارها العمود الفقري لعدم ستقراره لان استقرار حكمه كان الاهم لديه.

بعد  منتصف التسعينات يزاح المجيد من منصبه ليخلفه على رأس الموسسة العسكرية الفريق اول ركن هاشم سلطان احمد الذي كان معاونا  لرأسة اركان الجيش قبل ذلك الحين ولم يعرفه احد من قبل ربما فقط من كان تحت امرته وكان ايضا ممن يجهل نية الرئيس بجتياح  الكويت فقد سمع خبر الاحتلال من الاذاعة وهذا ما قاله لجريدة الزمان واضاف .
وبعدها اتصل بي رئيس الأركان، وقال لي: هل رأيت الأخبار؟ لقد دخلنا إلى الكويت ثم طلب أن أقطع إجازتي وألتحق.
».
لكن برز اسمه واحد من ضمن فريق المفاوضين تحت خيمة سفون التي  تمخّضت عنها عدد من القرارات المُلزمة على العراق، فيما كان أعضاء الوفد العراقي يُصغون إليها وهم مخفقون، ولم يردّوا على تلك القرارات سوى بكلمة نعم … ثمَّ نعم … ثمَّ نعم …! وانتهى الاجتماع وغادر الوفدان الخيمة بخفي حنين .بعد ان خسر العراق كل شي.
العراق لم يكن بحال يسمح له بفرض الشروط أو القرارات . فالخسارة كانت أكبر من ان تكون كارثية
!
ويعود الفريق سلطان هاشم الى بغداد ليخبر رئيسة ما الت اليه خيمة سفوان.وربما لاعتبارات يصعب تفسيرها على نحو منطقي اقصاه الرئيس بعد تلك المؤسسة العسكرية المتهالكة ليعينه محافظا للموصل.وبعد سنتين من اقالته
 أعيد تعيينه في السادس من  (نيسان) 1995رئيساً لأركان الجيش، كتمهيد لتسلمه في 16  (تموز) من العام ذاته حقيبة الدفاع بدلاً من سلفه علي حسن المجيد.ليستلم جيشا عبارة عن جثة متهالكة تفتقد لادنى مقومات المعنويات .
وهذا الامر شاهدناه في حقبة التسعينات , فقد تحلل الجيش العراقي تدريجيا وبدت مظاهر الفساد المالي والاداري بالتفشي.
ضاعت هيبت الجيش وضاعت مقدراته لا طعام يؤكل ولا قيافة تلبس لاسلاح يتدرب عليه ولا عجلة يركبها بقي على هذا المنوال حتى الاجتياح الامريكي للعراق ليحل الجبش ويسرح جنرالاته انهار الجيش بكل سهوله وسلم وزير الدفاع الفريق سلطان نفسه للقوات الامريكية في ملابسات لاتزال غامضة حتى الان .
لم تكد الحرب أن تبدأ حتى بدأت تظهر ملامح الكارثة العراقية، التي انتهت إلى السقوط الحر بهذا الأسلوب التراجيدي الذي لم يشهده التاريخ الحديث في المنطقة،ويسلم رجالات الرئيس انفسهم للقوات الغازيه منهم من القي القبض عليه ومنهم من قضى نحبه المهم تساقطو كقطع دومينو.
كلهم «رجال الرئيس»، شاء «صدام» أم أبى.. رضينا نحن أم لم نرض.. ليسوا رجاله لأنه اختارهم.. وإنما لأنهم يشكلون
«بنية الدولة».. هم فريقه الذى اختار نفراً معدوداً منهم يسهروا بمؤسساتهم لحماية نظامه.

أن «الدولة هي أنا»، فإن مقاييس التعامل معه تكون بالغة الخطورة.مستحيلة التعايش لا رأي يذكر ولا دم يحفظ.
‫والآن ليس لدينا سوى خيار واحد هو أن نحمي بقية الأحجار من توالي سقوطها؟ بدلاً من الوقوف متفرجين على هذا السقوط المأساوي وننتظر حتى تسقط آخر قطعة دومينو!

.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة