بغداد/ حسن الشمري:
كشفت نائب في البرلمان العراقي، الأحد، عن كواليس اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين من قبل أنصار التيار الصدري، فيما أكدت هروب بعض البرلمانيين إلى مدينتي أربيل والسليمانية وخارج العراق.
وقالت النائب التي رفضت الكشف عن أسمها في حديث لـ"الشرق الأوسط"، واطلعت عليه "سكاي برس"، إن "الاقتحام كان مباغتا ولم نصدق بأن يقوم أنصار الصدر بتنفيذ تهديداتهم، بل لم نتصور أن تسمح حمايات المنطقة الخضراء ومجلس النواب بدخول هذه المجاميع مثل السيل الجارف".
وأضافت "هربنا قبل أن يصل المتظاهرون إلينا، وقد شاهدت بعض النواب يفرون إلى الحدائق المجاورة ويلاحقهم العشرات من المتظاهرين الذين تمكنوا من الإمساك بالنائب عمار طعمة رئيس كتلة حزب الفضيلة في البرلمان وقد انهالوا عليه بالضرب والإهانة"، مشيرة إلى أن "هناك بعض النواب استطاعوا الوصول إلى سياراتهم بمساعدة حماياتهم، وأنا منهم، حيث انهال عدد من المتظاهرين بالضرب بالعصي على السيارات ورشقوها بالحجارة".
وتابعت النائب أن "غالبية البرلمانيين تمكنوا من الهروب وغادروا المنطقة الخضراء مع عوائلهم"، موضحة أن "هناك من غادر المنطقة الخضراء عن طريق بوابة الحارثية، والقسم الآخر عبر الجسر المعلق قبل أن تصله مجاميع المتظاهرين ويجتازوا بواباته من جهة الكرادة، وهناك من اضطر لعبور نهر دجلة بواسطة الزوارق إلى جانب الرصافة».
وكشفت بالقول "أعرف بعض النواب قد تركوا المنطقة الخضراء مباشرة إلى مطار بغداد الدولي للسفر إما لأربيل أو السليمانية أو إلى خارج العراق، وهناك من التجأوا إلى بيوت أقاربهم وأصدقائهم خارج المنطقة الخضراء، بينما أنا أغلقت باب بيتي وحماياتي يقفون خارج المنزل رغم أنه لم تسجل أي حالات اعتداء على البيوت، سواء بيوت البرلمانيين أو المسؤولين في المنطقة الخضراء التي لم تعد آمنة أو محصنة".
وقالت إن "العراقيين حققوا ما كانوا يعتبرونه حلما بدخولهم للمنطقة الخضراء التي يعتقدونها وكأنها كوكب آخر، واحتلوا مبنى البرلمان الذي كانوا يراقبون فيه ومن خلال شاشات التلفاز معارك النواب وتراشق قناني الماء فيما بينهم، بينما جلس بعض الشباب المتظاهرين على مقاعد النواب والتقطوا (سيلفي) وهم يبتسمون".
ووجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الاحد, وزارة الداخلية بملاحقة المعتدين على القوات الامنية واعضاء مجلس النواب واللذين قاموا بتخريب الممتلكات العامة.
واقتحم متظاهرو التيار الصدري، اليوم، مبنى مجلس النواب في المنقطة الخضراء ببغداد احتجاجا على رفع جلسته إلى الأسبوع المقبل دون التصويت على استكمال التغيير الوزاري.
وكان الصدر قرر، اليوم السبت، اللجوء إلى "الاعتكاف" لمدة شهرين رفضاً لعودة "الفساد والمفسدين"، فيما أكد أن رئيس الوزراء حيدر العبادي يتعرض لـ"ضغوط كبيرة" من قبل الراغبين بالمحاصصة.
وأوعزت قيادة عمليات بغداد، اليوم لجميع القوات و القطعات الأمنية بإلغاء الإجازات الرسمية والالتحاق بوحداتهم العسكرية، فيما أعلنت عن حالة الإنذار "ج" لجميع العناصر الأمنية، فضلاً عن غلق جميع الطرق المؤدية المنطقة الخضراء وسط بغداد، مؤكدة أن اعلان الانذار جاء بعد اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين الغاضبين.