بغداد / متابعة سكاي برس
أظهرت بيانات نشرت مؤخرا خسارة عدد كبير من المواطنين العراقيين أكثر من نصف أموالهم التي أودعوها بالريال في المصارف الإيرانية، وذلك بعد انهيار قيمة الريال الإيراني.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، انه بالرغم من عدم وجود أرقام رسمية تبين أعداد المودعين العراقيين وحجم الأموال التي أودعوها في البنوك الإيرانية طمعا بالربح المتأتي من ارتفاع سعر الفائدة الذي تدفعه تلك البنوك، فإن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران وتراجع سعر الصرف الريال الإيراني بمعدلات كبيرة أظهرا معاناة عدد كبير من المواطنين العراقيين نتيجة خسارتهم أكثر من نصف أموالهم التي وضعوها في المصارف الإيرانية.
وأضاف التقرير ان الكثير من المواطنين العراقيين تحدثوا علنا عن خسارتهم أكثر من نصف أموالهم، حيث تشترط البنوك الإيرانية على العراقيين الذين يملكون مبالغ مالية بالدولار الأميركي تحويلها إلى الريال الإيراني وإيداعها بهذا النوع من الفئات النقدية، وتشترط عدم المطالبة بسحب المبلغ إلا بعد مرور سنة واحدة على تاريخ الإيداع وبالريال الإيراني أيضا.
وأشار السياسي والمستثمر العراقي مازن الأشيقر، إلى انه يتوقع أنه ومع تنفيذ أول رزمة من العقوبات الاقتصادية على إيران يوم 6 آب المقبل، ستنخفض قيمة التومان أكثر مما هو عليه الآن، كما ستنهار قيمة التومان في تشرين الثاني المقبل بعد تنفيذ الرزمة الثانية من العقوبات التي ستشمل الحظر الكامل على استيراد النفط الإيراني.
من جهته أفاد أحد التجار في سوق الشورجة وسط بغداد، بأن "كثيرين من التجار أودعوا مبالغ كبيرة بالدولار الأميركي في البنوك الإيرانية، وهناك أيضا مواطنون عاديون من بغداد والمحافظات وخاصة في كربلاء والنجف، لكنهم اليوم يتعرضون لخسائر كبيرة"، مضيفا أن أحد زملائه من التجار وضع مبلغ 400 ألف دولار أميركي في بنك إيراني، والانهيار الحالي بالعملة الإيرانية تسبب بخسارته أكثر من 300 ألف دولار.
وألقى أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني، باللائمة على الحكومة والبنك المركزي العراقي، في التسبب بخسارة مئات وربما آلاف المواطنين العراقيين لمدخراتهم ومنازلهم جراء إيداعاتهم في البنوك الإيرانية، حيث قال"كان يجدر بالجهات الرسمية تحذير المواطنين من مغبة إيداع أموالهم في مصارف دولة قلقة وغير مستقرة اقتصاديا، لكنها لم تفعل مع الأسف، وكنا حذرنا مرارا قبل أكثر من سنتين، ولم يستمع لنا أحد، ذلك أن سعر الفائدة الذي تمنحه البنوك الإيراني البالغ 25 في المائة لا يمكن الاطمئنان إليه".
وكان الريال الإيراني، قد واصل اليوم، انخفاضه القياسي مقابل الدولار وتجاوز سعر صرفه مائة وعشرين ألف ريال للدولار، فاقدا نصف قيمته في 4 أشهر، فيما رجح مراقبون أن يفقد الريال مزيدا من قيمته مع قرب فرض العقوبات الأميركية في آب المقبل.