Skip to main content

السيد حميد الحسيني ميراث الفضيلة

مقالات الثلاثاء 07 كانون أول 2021 الساعة 13:09 مساءً (عدد المشاهدات 3215)

سكاي برس /

..مراد الغضبان..

 

 شخصية دينية مرموقة ولد في النجف الأشرف وشرب من نميرها الصافي وترعرع فيها، درس في حوزتها العلمية والتي تعد أقدم الحوزات وأعرقها وتعد القلب النابض للإسلام الشيعي.في هذه المدينة المقدسة درس السيد الحسيني وتتلمذ عند أساطين العلماءفي مدرسة دار الحكمة والتي يشرف عليها السيد محمد تقي الحكيم والسيد الشهيد عبد الصاحب الحكيم حيث تلقى دروس المقدمات والسطوح واجتاز امتحان استحقاق الراتب الحوزوي والذي كان حينها دينار واحد فقط على يد السيد محمد الشاهرودي 

ولم يكتفي في تحصيله الحوزوي فقط  بل كان كيانه في وضع المدينة السياسي الملتهب.

فهو سليل عائلة جهادية كان لها دوراً هاماً في تأريخ العراق المعاصر، فقد كان جده السادس المدفون في الحرم الحسيني عن ضريح حبيب بن مظاهر السيد عبد الصاحب الحسيني  من المدافعين عن الحرم الحسيني اثر الهجوم الغاشم للوهابين  واستشهاده رضوان الله عليه فبعد

والسيد الحسيني جده لابيه الذي يعد واحد من كبارات الحوزة العلمية وحضر درسه العيد من علماء مذهب اهل البيت ومنهم سماحة المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله والسيد مصطفى الخميني قدس سره.

ما ذُكر أعلاه ليس كلاماً عابرا من رجلٌ عادي، بل هي حقيقة في تلك الأيام تداولها التأريخ، ووثقتها الايام وسطرتها الكتب. لكن بسبب التضيّق من قبل النظام السابق، والتضليل الإعلامي الذي غَلّب المرحلة التي تلته؛ لم يعرف هذه الأسرة حق معرفها،

جهاد هذه الأسرة ليس طارئاً أو مستجداً، بل كان جهادهم منذ مايسمى بغزوات الوهابية الى مقارعة العثمانيين والاحتلال الإنكليزي للعراق،الى  عام 1968حيث تولّى الطاغية صدام حسين السلطة عَقِبَ انقلاب مشبوه ، وحكم العراق من خلف الكواليس بالنار والحديد لعقدٍ من الزمن.

وكانت لمدينة النجف الاشرف حصة كبيرة من اضطهاد وتصفية رجال الدين وتلاميذ الحوزات وترحيل كثير منهم بحجة التبعية رغم عراقة تلك العوائل المسفرة وفي عام1979.

أبعد صدام الامام الثائر الذي كان يعمل لسنوات ضد الشاه قبل لحظة انتصاره. وكان ذلك خطأ فادحاً من ضمن اخطاء كثيرة.

في ظل اجواء ألأزمة المتصاعدة لحكومة البعث المقبور والتي  تنذر بمخاطر كثيرة قد تقود العراق كله الى هاوية لاتحمد عقباها.قرأ السيد  الحسني المشهد السياسي والاجتماعي للعراق حينها,وهم بالمغادرة بدينه ونفسه وترك العراق عنوه وهو عراقي اللغة والمنشأ والختام فقد كان مشغوفاً بالعراق وبمقدساته التي طالما انتظر في مهجره ساعة خلاصه اليعود اليه,انتقل الى الجمهورية الاسلامية وبدأت مسيرته في التبليغ والإرشاد الثقافي والعمل الخيري، وتقوم المؤسسات والفروع التي يشرف عليها بتنسيق الأنشطة والعمل بالتوازي في أفريقيا والهند وأوروبا وأمريكا الشمالية، وتعمل كمؤسسات محلية وعابرة للحدود.

فقد كان متميزا للإخلاص في العمل لله سبحانه وحده، وكان يهتم بإحياء المناسبات التي تخصُّ أهل العلم والأدب، ويشجع الطلاَّب على الدراسة، وعلى السير في طريق تزكية النفس وتهذيبها بالفضائل، ويحثُّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يوصي الطلاّب بالتواضع، ويحثُّهم على مخاطبة الناس على قدر عقولهم وإدراكهم، وحسب مزاجهم وأذواقهم.

تلك هي الصفات القائمة على أساس القرآن الكريم، والسيرة العملية للنبي محمّد وأهل بيته (عليهم السلام)، ومُستقاة من الصفات الحميدة للعلماء الماضين من السلف الصالح، وهي من الصفات التي تميَّز بها، ويكون هناك حدث مهم اخر في حياة السيد الحسيني حدث كان بانتظاره سنين و سنين ليشهد يوم التغيير في العراق وليشارك في هذا التغيير بكل ماوتي من قوة، ليرجع الى مدينته العتيده التي لن يتمكن غبار الوقت من إخفـــــاء ملامحها الوهاجة .

ما دفعني للكتابة الآن هو حجم المؤامرات التي تستهدف تمزيق الأمة والتشويش على مرتكزاتها وقيمها وثوابتها باستهداف رموزها خاصة الرموز المعروفة بتاريخها الجهادي والتي تعمل في إطار الدفاع عن القيم وهي تقارع الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية والخط التكفيري. الرافضة لاحتلال أراضيها والمطالبة سيادتها على أوطانها.

يجب أن اثبت بعض الحقائق. أولا أنا أكتب رأيي مستندا الى حقيقة استهداف رمز من رموز العراق سماحة السيد حميد الحسيني الذي يترأس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية يأتي ضمن هذا المخطط المعادي لإرادة الأمة. استهداف الشخصيات مخطط ليس بالجديد إنه محاولات يائسة والمشكلة هي ليست وليدة اليوم اوالشهور السابقة، بل هي امتداد لتراكمات كثيرة ساهم جهات مشبوهه في تصعيدها ووصولها الى هذه الدرجة الخطيرة. سواء عن وعي او عن جهالة، بحسن نية او بسوء نية، بدفع اجندات خارجية ام صراعات داخلية، يساهمون في تأجيج الأزمة بدلا من تهدئتها.

وسط مؤشرات على وجود أزمة مكتومة فبالرغم من الاتهامات التي وجهة للسيد الحسيني لاقت هذه الفرية الرفض والاستنكار والشجب والتنديد من كل وسائل الاعلام وشبكات التواصل وما هذه  التهمة السمجة الا محاولة للنيل من القامات الاعلامية المجاهدة التي اوقفت حياتها وصوتها لخدمة الشعب. وسيبقى التاريخ شاهدا على الجهاد والتضحية وهو القادر على كتابة أفعال الرجال ليعطي للأجيال دروسا تنير لهم الطريق.

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة