سكاي برس /
علي فضل الله
المرجعية الدينية في النجف الأشرف متمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله الوارف كان ولا يزال صمام أمان للعراق عن مفترقات الطرق السياسية والأمنية وهنا أود أن أتناول قوله (المجرب لا يجرب) لمًا لهذا القول من أهمية قصوى في حياتنا السياسية بل وحتى الإجتماعية، فلم تقل المرجعية (الفاسدلا يجرب) فالفاسد واضح وقد يفهم أن جميع الطبقة السياسية فاسدة وهذا قول مطلق وتعميم خطير وتقطع الطريق على الجميع وتجردنا من الاختيار وتحاشى للمرجعية أن تصادر حقوقنا.. بل قالت (المجرب لا يجرب)، وهنا لا بد ان ننتبه علينا ان ننظر الى ماهية المرشح نفسه اي ننظر لتاريخه وماضيه وعمله
فالمجرب يحتمل فيه النزاهة ويحتمل فيه الفساد.. فإن كان نزيها” من المفترض ان يدعم واما الفاسد فمن المفترض ان لا ينتخب وبالتالي الاثنان اصبحوا واضحين لنا..
وكأني أفهم قول المرجعية ان الاختيار من مسؤؤلية الناخب وعليه اي يضع معيار موضوعي له، فالمرجعية ترشدنا لكنها لا تنهض بمسؤوليتنا(لست عليهم بمسيطر) (لست عليهم بوكيل).
من هنا علينا أن نعي اهمية الانتخابات وان لا نتعامل معها بمعيار الميول والاتجاهات والعاطفة الخداعة..، فهذا مصير امة ويجب ان تتضافر الجهود والمشورة، اي يكون معيار اختيارنا بالتشاور مع اصحاب الاختصاص والاكاديمين والوجهاء والثقاة خاصة منهم، وهذا ما يسمى بالمعيار الموضوعي والعملي في الاختيار.
أن ما يشاع من مقاطعة الانتخابات عبر وسائل الإعلام المغرضة إنما هو خدعة من أجل تحقيق أحد الغرضين؛
إلغاء الانتخابات أي نسف العملية السياسية والعودة لنظام عسكري قائم على الانقلابات والدم(جماعة بيان رقم واحد) وفي أحسن الظروف وفق هذه الإحتمالية ان لم يحصل إنقلاب، فهو بقاء هذه السلطة الفاسدة دون تغيير وتصور حالنا معهم.
الاحتمال الثاني وهو فيه من الخطورة ما تصل إلى حد (الإنقلاب الناعم) فمن خلال تطبيل كثير من القنوات الفضائية المعروفة بدعمها الارهاب الطائفي منذ 2003 ولحد الآن وكذلك مئات المواقع الاكترونية، تدعو الناس للعزوف وعدم المشاركة في الانتخابات القادمة وخصوصا في (الوسط والجنوب) فهذه المناشدة اذا لم تحقق الغرض او الاحتمال الاول وهو (المقاطعة الكلية) التي اسميتها(الانقلاب الناعم)، فإنها في حساب السفارات الشيطانية ستحقق الغرض الثاني وهو تقليل المشاركة إلى أقل نسبة ممكنة، من أجل تقليل حظوظ الاحزاب السياسية الشيعية المتهمة بالفساد كباقي الاحزاب السياسية السنية والكردية(لكنها هي من وقفت رغم قصورها وتقصيرها ضد داعش وطالبت الامريخان بالخروج وهذا ما أثار جنون السفارة والتي لم تترك وسيلة للخراب والفوضى لم تجربها في العراق) وهنا ستكون الأرجحية مع قلة المشاركة للناخبين في الوسط والجنوب، للأحزاب التشرينية المرتبطة (معظمها) بالسفارات الغربية والخليجية والكيان الصهيوني(واجدي وداعمي داعش).
أذن نحتاج المشاركة الواسعة بشرطها وشروطها من خلال أختيار من هو الافضل في مناطقنا ولا ندع المال السياسي يخدعنا، ومن يقول النظام السياسي الديمقراطي خدعة، اسألوه عن البديل وأسألوا أنفسكم أيضا”، الجلوس في البيت، هل يغيير الحال؟ وقد يتغيير للأسوء والجلوس في الدار لا يدفع عنا خطر الارهاب الذي تهددنا به السفارات المتآمرة، والجلوس في بيوتنا لا يبني وطن، إذن نشارك في الانتخابات ونختار من جربناه في حياتنا ووجدناه شجاعا” كريما” لديه القدرة على القرار ولا يخاف في الله لومة لائم والاهم رافض لوجود المحتل.. وسلامتكم فالمجرب لا يجرب.