سكاي برس/ بغداد
أظهر تحليل أجرته شبكة "سي أن أن" لمقاطع فيديو وصور نشرها الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار، أنه كان متواجدا داخل مبنى في منطقة سكنية برفح بالقرب من موقع إسرائيلي.
وتمكنت سي أن أن من تحديد الموقع الجغرافي من خلال مقارنة صور أقمار اصطناعية بمقاطع فيديو وصور من المنطقة المجاورة التي نشرها الجيش.
وقالت "كان المنزل على بعد حوالي 1000 قدم (300 متر) من ما يبدو أنه قاعدة عمليات متقدمة وموقعا يضم مركبات للجيش الإسرائيلي. وتُظهر صور أقمار اصطناعية من شركة بلانيت لابز (Planet Labs) الملتقطة هذا الشهر عددا من المركبات العسكرية، وحتى جرافة، متوقفة بين سواتر ترابية تم بناؤها حديثا في نفس الأماكن على مدار أيام وأسابيع متعددة".
وأعلنت إسرائيل، الخميس، أنها قتلت السنوار الذي تتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينما أكد رئيس وزرائها، بنيامين نتانياهو، أن هذه الخطوة "المهمة" تمثل "بداية النهاية" للحرب.
والسنوار (61 عاما) المكنّى "أبو إبراهيم" كان بمثابة "الرجل الحي الميت" وهدفا رئيسيا لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنته الحركة على مواقع ومناطق إسرائيلية وأشعل شرارة حرب في غزة تمددت إلى لبنان ويُخشى أن تتحول إلى نزاع إقليمي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "بختام عملية مطاردة استغرقت عاما كاملا، قضت أمس (الأربعاء) قوات في جنوب قطاع غزة" على السنوار.
وبحسب البيان فإن الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) شنّا "عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة وأدت إلى تقليص منطقة عمل يحيى السنوار، ما أسفر أخيرا عن القضاء عليه".
ولم تعلق حماس بعد على مصير السنوار. وأشاد مسؤولون إسرائيليون بقتل السنوار، مؤكدين أن ذلك يمنح فرصة للعمل على إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. واعتبر نتانياهو الذي كان قد توعد بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، أن مقتل السنوار "محطة مهمة" في تراجع الحركة لكن "الحرب لم تنتهِ بعد".
وقال "اليوم، الشر تلقى ضربة شديدة"، مؤكدا أن "تصفيته محطة مهمة في تراجع حكم حماس الشرير". واعتبر رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، أن إسرائيل "صفّت الحساب" مع السنوار الذي أمضى أكثر من عقدين معتقلا في سجونها. وتولى السنوار زعامة الحركة بعد مقتل سلفه، إسماعيل هنية، في عملية اغتيال في طهران في 31 يوليو نسبت لإسرائيل التي لم تعلق عليها رسميا.
وقتل العديد من قادة حماس منذ اندلاع الحرب. وكان السنوار مطلوبا لإسرائيل، مثله مثل محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من أغسطس الماضي أن الضيف قتل بضربة جوية في خان يونس بجنوب القطاع في 13 يوليو. ولم تؤكد حماس ذلك. ويتّهم الجيش والسلطات الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 والذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتلوا في الأسر في غزة.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت بمقتل ما لا يقل عن 42438 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ولم يظهر السنوار علنا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل عام. وسبق للعديد من قادة الحركة الفلسطينية، أبرزهم مؤسسها، الشيخ أحمد ياسين، أن قتلوا بضربات إسرائيلية أو في عمليات نسبت إليها. ويرجح أن يكون لمقتله تأثير كبير في الحركة التي فقدت عددا من مسؤوليها البارزين خلال الأشهر الماضية.
ورأى المؤرخ العسكري الإسرائيلي، غاي أفيعاد، الخبير في شؤون حماس أن مقتل السنوار "حدث مهم (..) لكنه ليس نهاية الحرب" سواء في غزة أو لبنان. وأضاف لفرانس برس أن "حماس لا تزال تحكم قطاع غزة"، متابعا "رغم أننا قضينا على السنوار، لكن راهنا، ثمة خطر كبير على الرهائن لأننا نعتقد أن من يتحكم بمصيرهم هو شقيقه الأصغر محمد السنوار".