Skip to main content

هل ستؤدي الوساطة الروسية الى نجاح المفاوضات الأمريكية – الإيرانية ؟

المقالات السبت 12 نيسان 2025 الساعة 14:31 مساءً (عدد المشاهدات 82)

سكاي برس/ بغداد 

 عمر معربوني – باحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية

كان ملفتاً ومفاجئاً أن تقوم موسكو بدور الوساطة بين واشنطن وطهران، وهو ما تبيّن قبل ساعات بعد زيارة المبعوث الأمريكي “ستيف ويتكوف” الى موسكو وهي الثالثة من نوعها منذ اطلاق الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” مبادرة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن زيارة “ويتكوف” الأخيرة تجاوزت النقاش في الأزمة الأوكرانية ووصلت الى مرحلة الحوار حول دور لروسيا في تسريع وإنجاح المفاوضات الأمريكية – الإيرانية .

وعلى الرغم من أن المسألة باتت مؤكدة، إلاّ أن تضارباً لم تتضح معالمه بعد حول ما إذا كانت وساطة روسيا بطلب من الرئيس ترامب أو بمبادرة من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” .

وبمعزل عن من هو الطرف المبادر يبقى أن موقف الكرملين حول الأمر واضحا، وقد عبّر عنه الناطق باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” الذي قال : ” إن روسيا تدعم المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، إذ قد تسهم في تهدئة التوتر بين الجانبين، ونؤكد على دعم موسكو للتسوية الدبلوماسية والسياسية”.

في جانب آخر، أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم بأن الولايات المتحدة وإيران ستُجريان محادثات في سلطنة عمان في 12 أبريل / نيسان وبأن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران التي ستعقد في 12 أبريل / نيسان في سلطنة عمان سيقودها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي قال بوضوح : “لا نقبل بأي أسلوب تفاوضي سوى التفاوض غير المباشر ، ستُعقد المفاوضات يوم السبت في عُمان، وستكون غير مباشرة ، نحن لا نقبل بأي أسلوب آخر للتفاوض” وأضاف وزير الخارجية الإيراني “شكل المفاوضات ليس هو الأمر الأهم ، ما يهم حقًا هو ما إذا كانت المفاوضات فعالة أم لا، وما إذا كان الطرفان جادّين فيها أم لا، وهل هناك إرادة حقيقية للتوصل إلى حل. هذا هو المعيار الحقيقي الذي ينبغي القياس عليه. أما الشكل، فهو تابع لاعتبارات متعددة، والشكل الذي نراه مناسبًا هو المفاوضات غير المباشرة”.

وسواء حدثت المفاوضات بشكل مباشر أو غير مباشر، فلا يتوقع أحد أن العالم سيكون مختلفاً في اليوم التالي خصوصاً ان المفاوضات ستطول بعض الشيء ولن تنتهي في زمن قريب .

حتى اللحظة، سيكون برنامج ايران النووي هو البند الوحيد على طاولة المفاوضات وهو ما ستسعى روسيا الى إحداث تقدم ملموس فيه ينقل العلاقة بين المتفاضين الى مرحلة اعلى ، مع العلم ان كل المؤشرات تؤكد إمكانية التوصل لإتفاق يُضي الطرفين سواء في الجزء المتعلق بالبرنامج النووي او بما يرتبط باستثمار الشركات الأمريكية في قطاعات مختلفة داخل ايران وهو الموضوع الأساسي بالنسبة لترامب الذي سيكون له مواقف إيجابية يمكنه من خلالها غض النظر عن البرنامج الصاروخي الإيراني .

على الرغم من الأجواء الإيجابية حول سير المفاوضات الا ان روسيا تخشى من مواجهة عسكرية بين أمريكا وايران ربطاً بالحشد العسكري الأمريكي في محيط ايران وهو الأمر الذي تخشاه روسيا وتعمل على منعه حيث ستتضرر مصالح روسيا باعتبار انها تصنف ايران جزءاً مهماً من مجالها الحيوي وما سيتبع ذلك من مشاكل واهوال على العالم برمّته اذا ما اندلعت المواجهة .

لهذا يمكن القول ان دخول روسيا في الوساطة بين أمريكا وايران هو مصلحة روسية كما هو مصلحة أمريكية وايرانية .

يبقى أنه علينا أن ننتظر نتيجة لقاء ويتكوف وعراقجي في سلطنة عمان وماذا سيحتوي بيان ما بعد الاجتماع من مؤشرات سواء إيجابية أو سلبية وهو ما يمكن البناء عليه لاحقاً.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة