سكاي برس/ بغداد
تقرير- فاخر السعدي
في مشهد لا يختلف كثيرًا عن سابقاته من اللقاءات “السيادية”، استقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، في لقاء حمل عنوان “التباحث”، وانتهى - كالعادة - دون أي ملامح واضحة لقرارات أو مخرجات ذات طابع عملي.
الطرفان ناقشا “شؤون البلد وتطورات المنطقة”، وهي عبارة فضفاضة باتت تُستخدم كغطاء سياسي لتدوير الوقت وتمييع المواقف. البيان الرسمي اكتفى بتأكيد “أهمية الحوار والتنسيق”، وهي مفردات محفوظة تُعاد تدويرها كلما اشتد الاحتقان أو اشتعل الفراغ.
وبين تعابير المجاملة وأدبيات “التفاهم المشترك”، غاب عن اللقاء أي ذكر للمآزق الحقيقية التي يعيشها البلد، من انهيار البنية السياسية إلى عجز الدولة عن إنتاج قرار مستقل. أما الإقليم والمنطقة، فقد حظيا بحصة من التحليل المجرد الذي ينتهي دومًا بجملة “الوضع غير مستقر”، وهي الخاتمة المفضلة للطبقة السياسية حين لا تجد ما تقدمه.
المفارقة أن هذه اللقاءات، التي تُوصف بـ”المهمة”، أصبحت تعبيرًا عن العجز أكثر مما هي محاولات للفعل. وفي بلد ينتظر الإجابات، لا يزال صانعو القرار يكتفون بإعادة طرح الأسئلة.