سكاي برس/ بغداد
يشهد نهر الخوصر في الموصل بالعراق أعمال تطوير وتنظيف واسعة استغرقت 18 شهرا، تم خلالها رفع أكثر من نصف مليون متر مكعب من الأنقاض والمواد العضوية والترسبات، فضلا عن إكساء جنباته بالأحجار وإعادة تأهيل سياجه.
ويعد نهر الخوصر الآشوري من أقدم القنوات الإروائية في الموصل، وحفره الآشوريون في الألفية الثانية قبل الميلاد، ويمتد لمسافة 14 كيلو مترا.
وبعد أعمال التطوير، عاد النهر إلى وضعه الطبيعي كممر مائي يصب في نهر دجلة بعد أن كان مكبا للنفايات على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقال المهندس المشرف على مشروع تأهيل نهر الخوصر، عوف عبد الكريم، أن "الجهة المنفذة والمستفيدة من المشروع هي مديرية الموارد المائية بعد تخصيص الحكومة ستة مليارات دينار عراقي، أي ما يعادل أربعة ملايين دولار أميركي، لإعادة الحياة إلى هذا النهر القديم".
وأضاف عبدالكريم أن السلطات الرسمية قررت تخصيص مبالغ إضافية لإنشاء قناة ترفد نهر الخوصر بالمياه من سد الموصل بواقع ثمانية متر مكعب بالثانية عن طريق مشروع ري الجزيرة الشمالي لكي يكون واجهة سياحة لمدينة الموصل. ونظرا لأهمية النهر البيئية والتاريخية، قررت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دعم المنظمات المحلية المعنية بالبيئة والتي أطلقت حملة طويلة الأمد لمطالبة السلطات بإعادة الحياة إلى "الخوصر".
ومن جانبه، أشاد عضو مؤسسة مثابرون للخير والتنمية والبيئة، أنس الطائي، في حديث له ، باستجابة رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للتوصيات والمخرجات التي أثمرت عنها الحملة لتقليل التلوث وتحجيمه وفق القانون العراقي للحفاظ على البيئة.
وتحمل إعادة تأهيل الخوصر فوائد بيئية عديدة، إذ سيساهم تنظيف النهر في تحسين نوعية المياه وتقليل التلوث، ما يعزز من التنوع البيولوجي ويعيد الحياة البيئية إلى المناطق المحيطة بالنهر.
كما يهدف مشروع التطوير إلى تقليل مخاطر الفيضانات التي كانت تشكل تهديدًا متزايدًا للمدينة في مواسم الأمطار.
وستساهم هذه العمليات أيضًا في الحفاظ على النظام البيئي للمدينة، ما يعزز من استدامة الموارد الطبيعية. وأكد مدير إعلام مديرية البيئة في نينوى، نشوان شاكر،أن دائرته تراقب مصبات النهر في حوض نهر دجلة وألزمت المشافي والمصانع والشركات التي تنتشر على جانبي النهر بوضع محطات لمعالجة النفايات والترسبات والمواد الملوثة، في إطار جهود منعها من سكبها في نهر الخوصر كما كان في السابق.