سكاي برس /
سليم الحسني
قال الإمام الخميني لا معنى للحج بدون مسيرة البراءة من المشركين، ومن إسرائيل.
كان الخميني يعرف أن آل سعود يمهّدون الأجواء للتطبيع مع إسرائيل. كان يعرف أن هذه الحكومات سفارات إسرائيلية في بلاد المسلمين، وأن مكة المكرمة هي هدف من أهداف تل أبيب.
مرت سنوات، صارت الأقدام الصهيونية تخطو في عواصم بعض الدول الخليجية، وكانت قطر أولاها.
ومرت سنوات أخرى، زار الخليجيون إسرائيل. زاروها خلسة أول الأمر في ليل مظلم، ثم زاروها جهاراً في وضح النهار.
تسلل الإسرائيليون الى شمال العراق، استقروا في أربيل. كان الاستقبال رائعاً، والاحضان البرزانية كانت دافئة. تدفقوا يرفعون نجمة داوود عالياً، فلا خوف على الحاخام المتطرف طالما يحميه مسعود. ولا خوف على الموساد وهو يحمل تصريحاً رسمياً من نيجرفان ومسرور. سيمنحنا ضابط الموساد هذا تصريح المرور بين بغداد وأربيل.
ضخّ آل سعود أموالهم لحكومة كردستان، وشجعّوه على الانفصال، فأربيل صارت أرض الهيكل الجديد.
ضحك بن زايد ضحكة الفوز، قلّد بن سلمان الضحكة تقليد القرد العواء. فالبداية تكون من الأول ثم يتبعه الثاني. ويطوف بعدها الحاخامات ببيت الله طوافاً معكوساً. يفعلون ذلك طوال الوقت حتى يتبعهم المسلمون.
احتفل آل زايد بعناق الوحش القادم من تل أبيب، فهذا الذي يقتل الأطفال ويضحك. وهذا الذي يفجّر الأبنية ويضحك. وهذا الذي يصنع الإرهاب ويضحك.
سكتت مدن كانت صاخبة بالأمس. صمتَ الخطباء الثوريون. اختفى صوت مدينة قديمة كانت تصدح بالحق والوعي والجهاد، فهناك حارس يمنع نداء الحسين.
إصمتوا الدهر كله، وزيدوا الصمت موتاً. فهناك رجل في بيروت، حين يخطب ترتجف الجبال، صوته يكفي، إنه أمة.