سكاي برس /
طه حسن / باحث بالشأن العراقي
حينما نذكُر عبارة التخطيط الأستراتيجي يجب أن نُعرفها بأنها تلك العملية المُمنهجة التي تسعى بموجبها إلى تحقيق تصور واضح حول المُستقبل من أجل ترجمته وتحويله إلى أهداف ، فمن أهم نتائج غياب الحكمه والرؤية والتخطيط المنهجي في بناء أي دولة هو ما نراه اليوم في العراق في ظل حكومات تعاقبت على سوء الإدارة وغياب الرؤية وأنعدام التخطيط ، وهذا ما تسبب في إدخال البلاد في متاهة لا يُعرف لها أول ولا آخر .
لنأخُذ نماذج حيه على ذلك ، ففي الدول الأوربية مثلاً والتي دابت على تكريس الديمقراطية منهجاً وممارسة ، يبقى الشعب المُتمثل بالبرلمانات رقيباً على أداء الحكومة ، ولربما لذلك أهمية فائقة عندما تُقاس ثقافة الشعوب بنوع ما تنتجه من سلطات ، فنجد مثلاً دولاً أصبحت في الصدارة صناعياً وطورت أقتصادها خلال فترة محددة من الزمن ، لإن الأختيار للحاكم كان صحيحاً ، لاسيما بعدما تعرضت تلك القارة لهزات عنيفة جراء الحروب .
تاريخياً تنتج الأزمات فُرصاً للدول والمؤسسات في أعادة ترتيب أولوياتها وتمنحها القدرة على تجاوزها ، والى خلق تجارب تُمكنها الأنتقال من خانة التخلف الى التطور كما حدث خلال العقود الخمسة الماضية في دول الشرق الأقصى إبتداءاً من اليابان ، مروراً بكوريا الجنوبية وأندنوسيا وماليزيا وأنتهاءاً بالصين ، فقد سارعت للحاق بركُب الدول المتقدمة ، كما ونجد أيضاً دولاً صغيرة جداً لا تكاد أن تظهر على الخارطة العالمية كما هو الحال في دول الخليج العربي ، التي أستغلت خيراتها أفضل أستغلال وأستعانة بالعلوم والتكلنوجيا الغربية وطورت بُلدانها بشكل يكاد يكون مُلفت ، وأصبحت اليوم في الواجهة لانها طبقت آليات التخطيط بالشكل صحيح .
أما في العراق فيبرز تحدٍ مُركب أمام حكومة السيد الكاظمي يتمثل بتفشي جائحة كورونا ، وما ترتب عليه من أنهيار للمنظومة الأقتصادية والمالية الأممية والمحلية ،
على العكس من تجربة دول آسيوية كانت العقود ال4 الماضية الأسوء في تأريخ العراق ، الذي لولا النفط لزال من الوجود .
في حقيقة الأمر هي ليست نظره تشاؤميه بل قِراءه للواقع المُتعب جراء أخفاقات كُل من حكموا البلاد ، فعندما ننظر شرقاً أو غرباً نرى كُل الحكومات مُنشغلة بتطوير مواردها ، إلا حكوماتنا العتيدة فمنذُ عقود وهي مُنشغله بالحروب والتآمر وأخيراً بالفساد ، فالغالبية تَعتقد أن العِله في الطبقة الحاكمه سواء بوجود الحزب الواحدة أو التعددية التي قدمت تجربة مشوهة ونظاماً هجيناً بين الطائفية والحزبية ، فخلقت طبقة حاكمة مُفرطة بالثراء ، يُقابله شعب مسكين لا يكاد يجد قوت يومه .
وأخيراً وليس أخراً لو أطلع حُكامنا على التاريخ جيداً لتعلموا من تجارب الآخرين ، لكن للأسف ليس لدينا سوى تاريخناً دون أن يكون له أمتداد في حاضرنا الذي غلت أيدينا من بناء جسر يربطنا بحضارتنا التي لم يبقى منها الا الأطلال ...