خاص / ترجمة سكاي برس
صحيفة الـ"واشنطن بوست"
تستعد السلطات العراقية للقيام بحملة جديدة على الاحتجاجات العنيفة التي حصلت يوم الأربعاء بعد أن تسببت القوات الامنية بقتل، ستة متظاهرين خلال يومين من المسيرات الغاضبة بمدينة البصرة الجنوبية بسبب فساد الحكومة وقلة الخدمات الأساسية .
لقد جلبت موجة العنف الدعوات إلى الاحتجاجات التضامنية في جميع أنحاء البلاد ، حيث يسعى الناشطون إلى إحياء حملة بدأت في أوائل يوليو بسبب الكهرباء المتقطعة، والمياه غير الصالحة للشرب والبطالة والإحباط مع نظام سياسي فشل في تسمية حكومة جديدة تقريبا بعد أشهر من الانتخابات الوطنية.
وأدى توقف التحول السياسي إلى زيادة الولايات المتحدة وإيران في تدخلها الذي لا يمكن التنبؤ به والذي حال دون حصول أي فائز واضح في البرلمان الذي يعاني من الشلل بعد يوم من اجتماعه لأول مرة يوم الاثنين.
وبحلول ليلة الأربعاء، قام المتظاهرون الذين احتشدوا في البصرة بإحراق مبنى مكتب البلدية واستجابت الشرطة بطلقات تحذيرية في محاولة لتفريق الحشود.
لم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات. حيث تجنب المتظاهرون في ميدان التحرير في بغداد نوع المواجهة التي دفعت الشرطة إلى استخدام القوة المميتة في وقت سابق من الأسبوع. وقال نشطاء انهم يتوقعون زيادة عدد الاحتجاجات يوم الجمعة في أول يوم من عطلة نهاية الاسبوع .
وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يسعى لولاية ثانية في منصبه بدعم من واشنطن، بإجراء تحقيق في مقتل أحد المتظاهرين الذي يبدو أنه قتل بنيران حية في وقت متأخر من يوم الاثنين في البصرة.
كما أمر قوات الأمن بحماية وتسهيل المظاهرات السلمية وحث المحتجين على الامتناع عن استفزاز السلطات وإلحاق الضرر بممتلكات الحكومة.
ولم يثن ذلك عن تجدد المظاهرات يوم الثلاثاء عندما القى محتجون الحجارة وزجاجات المولوتوف على المباني الحكومية، مما أدى إلى إطلاق طلقات تحذيرية وغازات مسيلة للدموع من قبل قوات الأمن.
وقال مسؤولو صحة محليون في البصرة، أكبر مدينة في قلب العراق الشيعي في العراق، ان خمسة متظاهرين قتلوا مساء الثلاثاء وأصيب نحو 24، وقال مسؤول أمني للتلفزيون العراقي الرسمي إن 22 من أفراد قوات الأمن أصيبوا أيضا.
وتمت استعادة الهدوء في الساعات الأولى من يوم الأربعاء بعد أن فرض المسؤولون المحليون حظر تجول، لكن صور المتظاهرين الذين يسفكون بالدماء أثارت إدانة غاضبة من النشطاء وبعض السياسيين.
وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيس، إنه قلق للغاية بشأن الوفيات في البصرة وحث السلطات على تجنب استخدام القوة غير المتناسبة والقاتلة ضد المتظاهرين، وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة، كما ناشد النواب العراقيون المنتخبون حديثا أن يضعوا جانبا الاختلافات ويعملوا بسرعة نحو تشكيل حكومة جديدة.
وقال في بيان "الاستقرار طويل الأجل وتحسين الأداء الاقتصادي يسيران جنبا إلى جنب، ومعالجة هذه التحديات تقع على عاتق الزعماء السياسيين الذين يعملون معا من أجل الوحدة والعمل معا من أجل المصلحة الوطنية".
احتجاجات الشوارع في العراق قد تكلف رئيس الوزراء وظيفته
وقال مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشعبي الذي فازت كتلته بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات أيار، ويحظى بدعم واسع النطاق في البصرة، في رسالة على تويتر إن المتظاهرين كانوا يطالبون "بالعيش بكرامة". ولم يصل إلى حد إدانة قوات الأمن. استخدام الذخيرة الحية.
في أوائل شهر يوليو، بدأ سكان البصرة ومدن أخرى ذات أغلبية شيعية في الجنوب بالاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والماء المالح الذي لا ينضب ينساب من الحنفيات في المنطقة الغنية بالنفط.
تحولت المظاهرات إلى حملة شاملة ضد المسؤولين المحليين والفدراليين، الذين يلقي المتظاهرون باللوم عليهم لما يجري من الفساد المستشري وسوء الإدارة الذي جعل البصرة متوقفة، رغم أن المنطقة تنتج معظم نفط العراق.
تصاعدت حدة التوتر هذا الأسبوع عندما اجتمع البرلمان العراقي لأول مرة يوم الاثنين بعد إعادة فرز الأصوات في انتخابات مايو وسط اتهامات بالاحتيال. طالبت كتلتان بأغلبية المقاعد، مما أدى إلى طريق مسدود وفشل في انتخاب رئيس، كما هو منصوص عليه في الدستور.
يوم الثلاثاء، ناشد رئيس البرلمان المؤقت المحكمة الاتحادية العليا لتسوية النزاع وتأجيل الدورة البرلمانية القادمة لمدة 10 أيام على الأقل.
وكان المشهد السياسي العراقي المتصدع والتنافسات الاقليمية العنيفة قد تسببت عادة في تأجيل تشكيل حكومته منذ شهور عديدة منذ الاطاحة بصدام حسين عام 2003.
لدى كل من الولايات المتحدة وإيران حصة كبيرة في نتيجة النزاع، مع احتفاظ واشنطن بيدها الأضعف.
دخل العبادي في تحالف مع الصدر، وهو من أشد منتقدي الولايات المتحدة الذين ظهروا عام 2004 كرمز مهيمن لمقاومة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. في حين أن معارضة النشطة للقوات الأمريكية قد تضاءلت، إلا أن انتقاداته المرتفعة لم تفعل ذلك. وعارض الصدر أيضا نفوذ طهران في العراق، لكنه يقيم علاقات ودية مع الزعماء الدينيين والسياسيين الايرانيين.
ويزعم عبد الهادي والصدر أنهما يحصلان على الدعم الضروري من غالبية المشرعين لتشكيل الحكومة المقبلة ، والتي ستمكن العبادي من الاحتفاظ بمنصبه على الرغم من أدائه السيئ في انتخابات مايو.
كما زعم الأميري والمالكي أنهم يحتفظون بأغلبية تشريعية، وكان أهم انشقاقات حزب الله هو الفالح الفياض ، الذي عزله العبادي الأسبوع الماضي كمستشار للأمن القومي .
واتهم أميري بغضب ماكجورك بالسعي إلى فرض تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، التي ستكون مكلفة بإدارة جهود إعادة بناء ضخمة بعد حرب دامت ثلاث سنوات، ضد داعش ومحاولة إنعاش اقتصاد العراق الراكد.
سيتعين على الحكومة المقبلة ان تحقق توازنا بين تلقي الدعم الأمني الأميركي الذي تمس الحاجة إليه والذي يهدف إلى منع تمرد متطرف آخر والحفاظ على تجارة حيوية مع إيران. سعت إدارة ترامب لعزل طهران على الصعيد الدولي من خلال فرض عقوبات متجددة - والتي شعر العراقيين العاديين بآثارها.