Skip to main content

شيعة العراق ..... الجمهورية الاسلامية والخيارات الصعبة

مقالات الثلاثاء 30 آذار 2021 الساعة 20:46 مساءً (عدد المشاهدات 2910)

صلاح الخرسان

ارتبط العراق وجارته ايران بعلاقات وأواصر يحكمها التاريخ والجغرافيا والمصالح المتشابكة الممتدة الى قرون سحيقة سبقت الاسلام ... وازدادت ابعاد تلك العلاقة بين العراق وجارته ايران بعلاقات وأواصر يحكمها التاريخ والجغرافيا والمصالح المتشابكة الممتدة الى قرون سحيقة سبقت الاسلام ... وازدادت ابعاد تلك العالقة االزلية رسوخا منذ ان تبنت الدولة االيرانية مذهب اهل البيت )ع( قبل اكثر من خمسة قرون بتاثير من علماء االمامية القادمين من الحوزات العلمية في العراق واتسع نطاق التشيع ليشمل الهضبة االيرانية بأسرها بجهود جبارة من الدولة الصفوية الفتية... واستمرت تلك العالقة القديمة قدم الحضارة العراقية ونظيرتها االيرانية ولم تنقطع خالل الصراع الدامي بين الدولتين االيرانية والعثمانية وكان وادي الرافدين في اغلب االحيان ساحته الرئيسية وشعب العراق ضحيته الدائمة الى ان انتهت تلك الحرب الضروس التي ال طائل منها بين االمبراطوريتين في في القرن الثامن عشر وكان للنجف ومرجعيتها على الدوام دور تاريخي مشهود في التوفيق بين الدولتين العليتين واحالل السالم والوئام في المسلمين متى ما اتيحت لها الفرصة في ذلك . ان احد كبار مراجع النجف في حينها الشيخ )علي كاشف الغطاء( لقب بمصلح الدولتين بسبب المساعي التي بذلها في هذا السبيل .وكانت ايران احد الدول التي اعترفت بالدولة العراقية بعد تاسيسها عام 1921 وان جاء اعترافها متاخرا، وبعد انتصار الثورة االسالمية في ايران 11/شباط /1979 والذي سبق لقائدها االمام الخميني ان اتخذ من النجف االشرف مقرا له لمدة )15 )عاما بعد نفيه من ايران ومنها قاد الثورة حتى خروجه من العراق في تشرين اول 1978 . فان الشعب العراقي وبالذات الشيعة منهم كانوا السباقين بين شعوب المنطقة في تاييد الثورة ودفعوا في سبيل نصرتها والذب عنها اثمانا" باهضة في تلك الفترة والعقود التي تلتها ، وفي المقابل احتظنت ايران جموع المهجرين والمهاجرين العراقيين على اختالف انتمائاتهم واتخذت قوى 2 المعارضة العراقية االسالمية والكردية من االراضي االيرانية مقرا ومنطلقا لها في مواجهة نظام البعث في العراق وكانت القيادة االيرانية متجاوبة الى حد كبير مع طروحات المعارضة العراقية وخياراتها بما في ذلك االنفتاح على ما سمي حينها بالعامل الدولي وسمحت في هذا االطار لوفد يمثل السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس االعلى للثورة االسالمية في العراق واهم قادة المعارضة العراقية المقيم في ايران برئاسة شقيقه السيد عبد العزيز الحكيم بزيارة واشنطن عام 2001 واللقاء بالرئيس االمريكي في حينها جورج بوش االبن وكانت تلك الزيارة المفتاح واالساس في رفع الفيتو الدولي والتاريخي عن الشيعة في حكم او المشاركة في حكم العراق ولم تتوقف المساهمة االيرانية في ذلك الملف عن هذا الح د انما عملت الجمهورية االسالمية على ارسال وفد امني وسياسي رفيع المستوى برئاسة السيد نيكنام ليمثلها في مؤتمر المعارضة العراقية في تشرين الثاني /2002 وحضره وفد امريكي رسمي برئاسة ممثل الرئيس بوش الى المؤتمر وعضو مجلس االمن القومي الدكتور زلماي خليل زاده.. وقد شكل ذلك المؤتمر الغطاء السياسي لعملية اسقاط النظام في 9/4 /2003 . وكانت ايران من اوائل الدول التي اعترفت بمجلس الحكم الذي تشكل في تموز 2003 ومن اوائل الداعمين للعملية السياسية في العراق الجديد والتي اسفرت عن تشكيل اول حكومة عراقية منتخبة بعد اقرار الدستور الدائم عام 2005 في وقت اتخذت فيه معظم الدول العربية عدا مصر مواقف سلبية من العراق الجديد ومن بين تلك الدول من فتح حدوده على مصراعيها لتدفق االرهابيين ودول اخرى في الخليج العربي سمحت للقوى السلفية بالدعوة في مساجدها الخاضعة الشراف الدولة الى الجهاد في العراق وللتبرع باالموال داخل المساجد وخارجها لدعم االرهاب المستعر في بالد الرافدين وفي ذلك الظرف الخطير والمصيري اللذي اصبح فيه العراق على فوهة بركان قام الرئيس السوري بشار االسد عام 2003 بأول زيارة له الى طهران منذ توليه الرئاسة عام 2000 وكانت المهمة االساسية التي يحملها والغرض الرئيسي 3 من الزيارة هو اقناع القيادة االيرانية باعادة النظر في موقفها من الوضع داخل العراق لما اليران من تاثير فيه وكان هنالك حين وصول االسد خطان داخل القيادة االول هو السائد ويتمثل في المؤسسات الحكومية المختصة ورؤيته تقوم على مراعاة التفاهمات الي جرت بشأن العراق وافغانستان المباشرة او عن طريق طرف ثالث مع الواليات المتحدة وادت الى التخلص من عدوين لدودين لنظام الجمهورية االسالمية هما أمارة طالبان ونظام البعث بقيادة صدام السيما وان النظام البديل في كابل كان صديقا اليران اما الذي تولى السلطة في بغداد فهو حليف لها ويحظى بدعم الشيعة واالكراد واالقليات اما الخط االخر في القيادة فيمثله الحرس الثوري وقياداته المتشددة وفي مقدمتها ذراعه الخارجي المتمثل بفيلق القدس اللذي تاسس عام 1997 بقيادة الجنرال الالمع قاسم سليماني وكان هذا الخط في المحصلة يرى وجوب اعادة تقييم الوضع العسكري وترتيب اولويات السياسة الدفاعية للجمهورية االسالمية بعد ان اصبحت الجيوش االمريكية ترابط على حدودها الشرقية مع افغانستان وعلى حدودها الغربية مع العراق وفي جنوبها في مياه الخليج ودوله التي يرابط فيها االسطول االمريكي الخامس وتتواجد على أراضيها القيادة المركزية في قاعدة السيلية في قطر فيما يزداد النفوذ االمريكي في الجارة الشمالية اذربيجان مع تواجد استخباري تركي اسرائيلي فاعل فيها اي ايران اصبحت مطوقة عسكريا من جهاتها االربع، ولما كانت الساحة العراقية هي االقرب واالكثر مالئمة من الناحية التعبوية والسوقية الستنزاف االمريكان وفيها حركة مسلحة واسعة فيما يعرف بالمثلث السني فانها يمكن ان تكون في حال اشعال فتيل مماثل في الوسط والجنوب ساحة مثالية لمواجهة االمريكان والحاق هزيمة تاريخية بهم شبيهه بما حصل في فيتنام منتصف السبعينيات .ويبدو ان خيار اللعب بورقة ما اصبح يعرف الحقا بالمقاومة العراقية )الشيعية(قد تقدم على ما عداه واصبح هو الخيار الذي تم تبنيه من قبل القيادة االيرانية كما طرحه بشار االسد وعلى ضوء ذلك تم تشكيل اولى المجاميع المسلحة التي افرزت من فيلق بدر الذي عاد بالكامل الى العراق عام 2003 وباشراف كامل من فيلق القدس وبالتنسيق مع حزب 4 هللا اللبناني الذي شكل مسؤوله العسكري في حينها عماد مغنية خلية مختصة داخل الحزب لدعم المقاومة المسلحة في العراق مع حرص الجانب االيراني واللبناني على االحتفاظ باقصى درجات السرية على ذلك المشروع اللذي بدأ يتسع بانضمام فصائل منشقة من التيار الصدري ومن جيش المهدي اليه وقد فصل السيد حسن نصر هللا االمين العام لحزب هللا اللبناني في لقاءه المطول على شاشة قناة الميادين بمناسبة بداية السنة الجديدة 2021 معلومات لم تكشف من قبل عن دور حزبه في العراق خالل تلك الفترة وان كانت االجهزة االمنية العراقية قد اعلنت في حينها عن اعتقال لبنانيين ينتمون الى حزب هللا اللبناني ولهم دور في العمليات العسكرية الجارية على االراضي العراقية اال ان الحزب لم يعلق على الموضوع في حينه وبذلك اصبحت سياستان اليران في العراق تطبقان في ان واحد االولى علنية وتقوم على دعم الحكومة العراقية والحرص على وحدة الصف الشيعي ومع محاولة استمالة العرب السنة وتثبيت النفوذ داخل االحزاب الكردية والتأكيد على دعم العراق في شتى المجاالت وسط مقاطعة عربية. والثانية سرية وتستهدف مواجهة الوجود االمريكي في العراق من خالل الفصائل المسلحة التي انشأتها او تحالفت معها ودعمتها بكل ماتحتاج اليه وقد بلغ عدد العمليات العسكرية التي قامت بها ضد القوات االمريكية بحسب ما اعلنته تلك الفصائل ثالث االف عملية وكانت الواليات المتحدة قد اعادت رسم استراتيجيتها في العراق بعد القضاء على القاعدة ومعظم الفصائل السنية المسلحة وتشكيل الصحوات في المناطق الملتهبة سابقا ةكان المرشح الديمقراطي للرئاسة االمريكية باراك اوباما قد وعد ناخبيه بانسحاب )150 )الف عسكري امريكي من العراق بعد انجاز المهمة االساسية التي أتوا بها اليه وقد سبقه الجمهوريين قبل فوزه بالمنصب بالتوقيع على االتفاقية االمنية صوفا عام 2008 والتي حددت يوم 31/12/2011 كموعد لالنسحاب وهو ما حدث بالفعل في عهد اوباما مع االبقاء على عدد لم يعلن من القوات بعنوان مستشارين في العديد من القواعد 5 العسكرية المنتشرة في اماكن مختلفة من االراضي العراقية ... وهو ما اعتبره االيرانيون فرصة ال تعوض لملء الفراغ االمريكي في ذلك البلد الذي تعتبره ايران خط الدفاع االول عنها وقد كشف موقع )انترسبت( ترجمة من الفارسية الى االنكليزية الكثر من )700 )وثيقة من وثائق وزارة االمن االيرانية وهي تحتوي على معلومات مفصلة عن النشاط االيراني السري للتغلغل في مختلف مفاصل الدولة العراقية . وترافق مع االنسحاب االمريكي من العراق اندالع احداث ما عرف بالربيع العربي الذي لم يكن االمريكان ومشروعهم الذي موله ورعاه الكونغرس لنشر الديمقراطية في الشرق االوسط عنه ببعيد وشكل االخوان المسلمين وواجهاتهم عنوانه العريض ولم يكن العراق بمنآى عن تلك االجواء الساخنة التي سرعان ما انعكست عليه بانتفاضة المناطق الغربية التي رفعت شعار )قادمون يابغداد( وكانت ساحاتها ومنابرها نهاية عام عام 2012 وبداية 2013 ميدانا خصبا لنشاط حزب البعث وبقايا القاعدة والتنظيم الجديد الذي استنسخ منه وعرف باسم الدولة االسالمية في العراق والشام )داعش (الذي سارع بالتعاون مع اطراف محلية واقليمية وبرعاية غربية الى اسقاط مدينة الموصل في 10 /6/2014 ومعها كل محافظة نينوى واحتل مايقارب من ثلث مساحة العراق ليصل الى مقتربات مدينة بغداد من حافاتها الشمالية والغربية وهو حدث غير مسبوق في تاريخ منطقة الشرق االوسط منذ تقسيمها بموجب معاهدة سايكس بيكو في الحرب االولى وعلى اثرها تشكلت الدول الوطنية او القطرية في الهالل الخصيب ومنها العراق الحديث وفي ذروة التداعي جاءت فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع االعلى السيد علي السيستاني لتعيد االمور الى نصابها ولتقلب المعادلة التي اريد فرضها على العراق والشرق االوسط باسره والتي تشكل على اثرها الحشد الشعبي الذي سرعان ما أخذ زمام المبادرة الى جانب الفصائل المسلحة وصنوف القوات المسلحة التي اعيد تنظيمها واستطاعت تلك التشكيالت مجتمعة و التي شكلت نظام معركة القوات المسلحة العراقية من صد اكبر هجمة العلى منظمة ارهابية في التاريخ وتحرير االرض والوصول الى اهم معاقل التنظيم في مدينتي 6 الفلوجة والموصل التي تحولتا الى قالع محصنة واستردادهما بعد معارك طاحنة هي اقرب ماتكون في العلم العسكري الى المعجزة بحيث باتت تدرس في المعاهد العسكرية ومن بين االثار والنتائج االخرى التي نجمت عن الغزوة الداعشية عودة القوات االمريكية بشكل رسمي الى العراق والتي اضيفت الى القوات االخرى التي بقيت في القواعد ولم تنسحب بموجب اتفاقية صوفا.. وهنالك تطور اخر ذو طبيعة سياسية رافق المجهود الحربي تمثل في استقالة حكومة السيد نوري المالكي اللذي كان يستعد ويعمل لتسلم الدورة الثالثة في رئاسة الوزراء بعد ان ح مل بشكل او بأخر مسؤولية ما حدث ابتداءا من سقوط الموصل و انتهاءا بتمدد داعش في باقي المحافظات وتشكلت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي الذي حظي العراق في ظل حكومته بدعم عسكري امريكي اكبر في مجال العمليات الجوية والدعم التقني واالستخباري واللوجستي ودعم مماثل من باقي قوات التحالف الدولي التي شاركت في تقديم مختلف انواع الدعم بما في ذلك قصف المدفعية الذكية التي قدمته القوات الفرنسية .اما الدعم االيراني فقد تواصل في عهد العبادي وبما يتناسب وتطورات المعركة التي سخرت فيها ايران ومنذ يومها االول امكاناتها العسكرية دون قيد او شرط واستجابت لكل طلبات الجانب العراقي من سالح وعتاد واللذي دفع ثمنه الحقا وليس مقدما وارفقت ذلك بالخبراء والمستشارين العسكريين االكفاء وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس اللذي توجه الى بيروت في زيارة خاطفة التقى خاللها بالسيد حسن نصر هللا امين عام حزب هللا وطلب منه تزويده بعدد من الكوادر الميدانية لملء مفاصل في هيكلية الحشد الشعبي اما المقاتلين فهم كثر والحاجة لهم وكان العدد المطلوب اكثر من مئة اال ان الحزب استطاع ان يجهز خالل تلك الليلة اقل من العدد اللذي طلبه الجنرال السليماني واللذين اصطحبهم معه على نفس الطائرة الى بغداد وقد استشهد العديد منهم خالل سير المعارك كما استشهد من االيرانيين اعداد اكبر منهم القائد في الحرس الثوري حميد تقوي .. 7 وكان اليران من وراء ذلك الجهد غير الطبيعي هدفان رئيسيان : االول : منع سقوط النظام القائم في بغداد بأي ثمن ال بل منع سقوط اربيل عاصمة االقليم بعد انهيار فوات البيشمركة وهزيمتها امام داعش حينما توجه الجنرال سليماني بنفسه عندما استغاث به مسعود البارزاني على راس قوة من الحرس الثوري الى مواجهة قوات داعش المتقدمة نحو اربيل وهزيمتها في منطقة الخازر بمشاركة قوات من حزب العمال الكردستاني . الثاني: منع اقتراب داعش من الحدود االيرانية . وبعد اعالن النصر المؤزر على داعش في نهاية عام 2017 بدأ فصل جديد من الصراع في العراق طابعه هذه المرة سياسي وذلك مع اقتراب موعد االنتخابات العامة لمجلس النواب والذي حدد في ايار 2018 / وقد حظي ملف االنتخابات باهمية بالغة من لدن صناع القرار في الجمهورية االسالمية واوكل الملف الى الجنرال قاسم سليماني الذي اتخذ قرارا بالعمل على تحقيق هدفين رئيسيين: االول: منع عودة الدكتور حيدر العبادي الى منصب رئاسة الوزراء من جديد بشق قائمة ائتالف النصر من خالل فالح الفياض الذي تولى منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي اضافة الى مناصبه االخرى. الثاني:االستثمار سياسيا في النصر الذي تحقق على داعش من خالل الفصائل المسلحة التي قاتلت تحت مظلة الحشد الشعبي مع ان الحشد لم يكن نتاج تلك الفصائل او من صنع ايران وانما نتاج لفتوى المرجع االعلى السيد السيستاني. 8 وكانت الفصائل المسلحة قد دخلت االنتخابات بقائمة موحدة هي الفتح بعنوان فصائل الحشد الشعبي وسط عزوف شعبي عن المشاركة وخاصة في الوسط الشيعي بحيث كانت نسبة المشاركة هي الحد االدنى بين سابقاتها وقد اسفرت النتائج عن تراجع االحزاب والحركات االسالمية الشيعية عدا قائمة )سائرون( الذين يمثلون التيار الصدري والتي حصلت على اعلى االصوات تليها الفتح وعلى ضوء تلك النتائج وخاصة انحسار نسب المشاركة والتي تدل داللة واضحة على حصول تغير في المزاج السياسي الشيعي واحتمال تحوله الى خيارات اخرى تعمل عليها دوائر اقليمية ودولية من خالل القوة الناعمة. ولم تكن نتائج االنتخابات وداللتها هي المفارقة الوحيدة التي نجمت عنها انما اعقبتها اشكالية اخرى تمثلت في االتفاق على شخص رئيس الوزراء المقبل وكانت المفاجاة في اختيار السيد عادل عبد المهدي الذي رفض في مرات سابقة لهذا المنصب عندما كان يترشح له وكان الحدث االهم في عهده زيارته على راس وفد رسمي ضخم الى الصين وتوقيعه على جملة اتفاقيات اعتبرتها وسائل االعالم العربية والدولية من مصاديق التمدد الصيني في العراق وهذا ما كان يمثل بالنسبة للواليات المتحدة تهديدا وجودي لمصالحها في العراق والعالم وال سيما وان االتفاقات أو مذكرات التفاهم الموقعة تشمل مشروع ميناء الفاو االستراتيجي والذي تعتبره الصين احد مرتكزات مشروعها الدولي )الحزام والطريق ( والذي يصل الشر ق باوروبا .... لذلك لم تقف امريكا مكتوفة االيدي امام ذلك التحدي وبدأت بالتعاون مع بريطانيا التي تسلمت الملف السياسي العراقي باحتواء الموقف من خالل ما اصطلح عليه ثورة تشرين التي انطلقت في 1/10 /2019 والتي حرص منظموها بتوجيه من قياداتهم في اربيل و عمان ان تندلع بين صفوف الشيعة حصرا وفي محافظاتهم في الفرات االوسط و الجنوب تحديدا وفي العاصمة بغداد لتكون السمة الشيعية هي السائدة على متظاهريها ايضا بالمظهر او بااليحاء بغض النظر عن انتمائاتهم على ان تكون الشعارات المرفوعه عابره للطوائف والقوميات العطاء انطباع بان التظاهرات تعبر عن ارادة جماهيرية شيعية ضد الطبقة الحاكمة الشيعية وكان هذا هو بيت القصيد من االنتفاضة القة االزلية رسوخا منذ ان تبنت الدولة االيرانية مذهب اهل البيت )ع( قبل اكثر من خمسة قرون بتاثير من علماء االمامية القادمين من الحوزات العلمية في العراق واتسع نطاق التشيع ليشمل الهضبة االيرانية بأسرها بجهود جبارة من الدولة الصفوية الفتية... واستمرت تلك العالقة القديمة قدم الحضارة العراقية ونظيرتها االيرانية ولم تنقطع خالل الصراع الدامي بين الدولتين االيرانية والعثمانية وكان وادي الرافدين في اغلب االحيان ساحته الرئيسية وشعب العراق ضحيته الدائمة الى ان انتهت تلك الحرب الضروس التي ال طائل منها بين الامبراطوريتين في في القرن الثامن عشر وكان للنجف ومرجعيتها على الدوام دور تاريخي مشهود في التوفيق بين الدولتين العليتين واحالل السالم والوئام في المسلمين متى ما اتيحت لها الفرصة في ذلك . ان احد كبار مراجع النجف في حينها الشيخ )علي كاشف الغطاء( لقب بمصلح الدولتين بسبب المساعي التي بذلها في هذا السبيل .وكانت ايران احد الدول التي اعترفت بالدولة العراقية بعد تاسيسها عام 1921 وان جاء اعترافها متاخرا، وبعد انتصار الثورة االسالمية في ايران 11/شباط /1979 والذي سبق لقائدها االمام الخميني ان اتخذ من النجف االشرف مقرا له لمدة )15 )عاما بعد نفيه من ايران ومنها قاد الثورة حتى خروجه من العراق في تشرين اول 1978 . فان الشعب العراقي وبالذات الشيعة منهم كانوا السباقين بين شعوب المنطقة في تاييد الثورة ودفعوا في سبيل نصرتها والذب عنها اثمانا" باهضة في تلك الفترة والعقود التي تلتها ، وفي المقابل احتظنت ايران جموع المهجرين والمهاجرين العراقيين على اختالف انتمائاتهم واتخذت قوى 2 المعارضة العراقية االسالمية والكردية من االراضي االيرانية مقرا ومنطلقا لها في مواجهة نظام البعث في العراق وكانت القيادة االيرانية متجاوبة الى حد كبير مع طروحات المعارضة العراقية وخياراتها بما في ذلك االنفتاح على ما سمي حينها بالعامل الدولي وسمحت في هذا االطار لوفد يمثل السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس االعلى للثورة االسالمية في العراق واهم قادة المعارضة العراقية المقيم في ايران برئاسة شقيقه السيد عبد العزيز الحكيم بزيارة واشنطن عام 2001 واللقاء بالرئيس االمريكي في حينها جورج بوش االبن وكانت تلك الزيارة المفتاح واالساس في رفع الفيتو الدولي والتاريخي عن الشيعة في حكم او المشاركة في حكم العراق ولم تتوقف المساهمة االيرانية في ذلك الملف عن هذا الح د انما عملت الجمهورية االسالمية على ارسال وفد امني وسياسي رفيع المستوى برئاسة السيد نيكنام ليمثلها في مؤتمر المعارضة العراقية في تشرين الثاني /2002 وحضره وفد امريكي رسمي برئاسة ممثل الرئيس بوش الى المؤتمر وعضو مجلس االمن القومي الدكتور زلماي خليل زاده.. وقد شكل ذلك المؤتمر الغطاء السياسي لعملية اسقاط النظام في 9/4 /2003 . وكانت ايران من اوائل الدول التي اعترفت بمجلس الحكم الذي تشكل في تموز 2003 ومن اوائل الداعمين للعملية السياسية في العراق الجديد والتي اسفرت عن تشكيل اول حكومة عراقية منتخبة بعد اقرار الدستور الدائم عام 2005 في وقت اتخذت فيه معظم الدول العربية عدا مصر مواقف سلبية من العراق الجديد ومن بين تلك الدول من فتح حدوده على مصراعيها لتدفق االرهابيين ودول اخرى في الخليج العربي سمحت للقوى السلفية بالدعوة في مساجدها الخاضعة الشراف الدولة الى الجهاد في العراق وللتبرع باالموال داخل المساجد وخارجها لدعم االرهاب المستعر في بالد الرافدين وفي ذلك الظرف الخطير والمصيري اللذي اصبح فيه العراق على فوهة بركان قام الرئيس السوري بشار االسد عام 2003 بأول زيارة له الى طهران منذ توليه الرئاسة عام 2000 وكانت المهمة االساسية التي يحملها والغرض الرئيسي 3 من الزيارة هو اقناع القيادة االيرانية باعادة النظر في موقفها من الوضع داخل العراق لما اليران من تاثير فيه وكان هنالك حين وصول االسد خطان داخل القيادة االول هو السائد ويتمثل في المؤسسات الحكومية المختصة ورؤيته تقوم على مراعاة التفاهمات الي جرت بشأن العراق وافغانستان المباشرة او عن طريق طرف ثالث مع الواليات المتحدة وادت الى التخلص من عدوين لدودين لنظام الجمهورية االسالمية هما أمارة طالبان ونظام البعث بقيادة صدام السيما وان النظام البديل في كابل كان صديقا اليران اما الذي تولى السلطة في بغداد فهو حليف لها ويحظى بدعم الشيعة واالكراد واالقليات اما الخط االخر في القيادة فيمثله الحرس الثوري وقياداته المتشددة وفي مقدمتها ذراعه الخارجي المتمثل بفيلق القدس اللذي تاسس عام 1997 بقيادة الجنرال الالمع قاسم سليماني وكان هذا الخط في المحصلة يرى وجوب اعادة تقييم الوضع العسكري وترتيب اولويات السياسة الدفاعية للجمهورية االسالمية بعد ان اصبحت الجيوش االمريكية ترابط على حدودها الشرقية مع افغانستان وعلى حدودها الغربية مع العراق وفي جنوبها في مياه الخليج ودوله التي يرابط فيها االسطول االمريكي الخامس وتتواجد على أراضيها القيادة المركزية في قاعدة السيلية في قطر فيما يزداد النفوذ االمريكي في الجارة الشمالية اذربيجان مع تواجد استخباري تركي اسرائيلي فاعل فيها اي ايران اصبحت مطوقة عسكريا من جهاتها االربع، ولما كانت الساحة العراقية هي االقرب واالكثر مالئمة من الناحية التعبوية والسوقية الستنزاف االمريكان وفيها حركة مسلحة واسعة فيما يعرف بالمثلث السني فانها يمكن ان تكون في حال اشعال فتيل مماثل في الوسط والجنوب ساحة مثالية لمواجهة االمريكان والحاق هزيمة تاريخية بهم شبيهه بما حصل في فيتنام منتصف السبعينيات .ويبدو ان خيار اللعب بورقة ما اصبح يعرف الحقا بالمقاومة العراقية )الشيعية(قد تقدم على ما عداه واصبح هو الخيار الذي تم تبنيه من قبل القيادة االيرانية كما طرحه بشار االسد وعلى ضوء ذلك تم تشكيل اولى المجاميع المسلحة التي افرزت من فيلق بدر الذي عاد بالكامل الى العراق عام 2003 وباشراف كامل من فيلق القدس وبالتنسيق مع حزب 4 هللا اللبناني الذي شكل مسؤوله العسكري في حينها عماد مغنية خلية مختصة داخل الحزب لدعم المقاومة المسلحة في العراق مع حرص الجانب االيراني واللبناني على االحتفاظ باقصى درجات السرية على ذلك المشروع اللذي بدأ يتسع بانضمام فصائل منشقة من التيار الصدري ومن جيش المهدي اليه وقد فصل السيد حسن نصر هللا االمين العام لحزب هللا اللبناني في لقاءه المطول على شاشة قناة الميادين بمناسبة بداية السنة الجديدة 2021 معلومات لم تكشف من قبل عن دور حزبه في العراق خالل تلك الفترة وان كانت االجهزة االمنية العراقية قد اعلنت في حينها عن اعتقال لبنانيين ينتمون الى حزب هللا اللبناني ولهم دور في العمليات العسكرية الجارية على االراضي العراقية اال ان الحزب لم يعلق على الموضوع في حينه وبذلك اصبحت سياستان اليران في العراق تطبقان في ان واحد االولى علنية وتقوم على دعم الحكومة العراقية والحرص على وحدة الصف الشيعي ومع محاولة استمالة العرب السنة وتثبيت النفوذ داخل االحزاب الكردية والتأكيد على دعم العراق في شتى المجاالت وسط مقاطعة عربية. والثانية سرية وتستهدف مواجهة الوجود االمريكي في العراق من خالل الفصائل المسلحة التي انشأتها او تحالفت معها ودعمتها بكل ماتحتاج اليه وقد بلغ عدد العمليات العسكرية التي قامت بها ضد القوات االمريكية بحسب ما اعلنته تلك الفصائل ثالث االف عملية وكانت الواليات المتحدة قد اعادت رسم استراتيجيتها في العراق بعد القضاء على القاعدة ومعظم الفصائل السنية المسلحة وتشكيل الصحوات في المناطق الملتهبة سابقا ةكان المرشح الديمقراطي للرئاسة االمريكية باراك اوباما قد وعد ناخبيه بانسحاب )150 )الف عسكري امريكي من العراق بعد انجاز المهمة االساسية التي أتوا بها اليه وقد سبقه الجمهوريين قبل فوزه بالمنصب بالتوقيع على االتفاقية االمنية صوفا عام 2008 والتي حددت يوم 31/12/2011 كموعد لالنسحاب وهو ما حدث بالفعل في عهد اوباما مع االبقاء على عدد لم يعلن من القوات بعنوان مستشارين في العديد من القواعد 5 العسكرية المنتشرة في اماكن مختلفة من االراضي العراقية ... وهو ما اعتبره االيرانيون فرصة ال تعوض لملء الفراغ االمريكي في ذلك البلد الذي تعتبره ايران خط الدفاع االول عنها وقد كشف موقع )انترسبت( ترجمة من الفارسية الى االنكليزية الكثر من )700 )وثيقة من وثائق وزارة االمن االيرانية وهي تحتوي على معلومات مفصلة عن النشاط االيراني السري للتغلغل في مختلف مفاصل الدولة العراقية . وترافق مع االنسحاب االمريكي من العراق اندالع احداث ما عرف بالربيع العربي الذي لم يكن االمريكان ومشروعهم الذي موله ورعاه الكونغرس لنشر الديمقراطية في الشرق االوسط عنه ببعيد وشكل االخوان المسلمين وواجهاتهم عنوانه العريض ولم يكن العراق بمنآى عن تلك االجواء الساخنة التي سرعان ما انعكست عليه بانتفاضة المناطق الغربية التي رفعت شعار )قادمون يابغداد( وكانت ساحاتها ومنابرها نهاية عام عام 2012 وبداية 2013 ميدانا خصبا لنشاط حزب البعث وبقايا القاعدة والتنظيم الجديد الذي استنسخ منه وعرف باسم الدولة االسالمية في العراق والشام )داعش (الذي سارع بالتعاون مع اطراف محلية واقليمية وبرعاية غربية الى اسقاط مدينة الموصل في 10 /6/2014 ومعها كل محافظة نينوى واحتل مايقارب من ثلث مساحة العراق ليصل الى مقتربات مدينة بغداد من حافاتها الشمالية والغربية وهو حدث غير مسبوق في تاريخ منطقة الشرق االوسط منذ تقسيمها بموجب معاهدة سايكس بيكو في الحرب االولى وعلى اثرها تشكلت الدول الوطنية او القطرية في الهالل الخصيب ومنها العراق الحديث وفي ذروة التداعي جاءت فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع االعلى السيد علي السيستاني لتعيد االمور الى نصابها ولتقلب المعادلة التي اريد فرضها على العراق والشرق االوسط باسره والتي تشكل على اثرها الحشد الشعبي الذي سرعان ما أخذ زمام المبادرة الى جانب الفصائل المسلحة وصنوف القوات المسلحة التي اعيد تنظيمها واستطاعت تلك التشكيالت مجتمعة و التي شكلت نظام معركة القوات المسلحة العراقية من صد اكبر هجمة العلى منظمة ارهابية في التاريخ وتحرير االرض والوصول الى اهم معاقل التنظيم في مدينتي 6 الفلوجة والموصل التي تحولتا الى قالع محصنة واستردادهما بعد معارك طاحنة هي اقرب ماتكون في العلم العسكري الى المعجزة بحيث باتت تدرس في المعاهد العسكرية ومن بين االثار والنتائج االخرى التي نجمت عن الغزوة الداعشية عودة القوات االمريكية بشكل رسمي الى العراق والتي اضيفت الى القوات االخرى التي بقيت في القواعد ولم تنسحب بموجب اتفاقية صوفا.. وهنالك تطور اخر ذو طبيعة سياسية رافق المجهود الحربي تمثل في استقالة حكومة السيد نوري المالكي اللذي كان يستعد ويعمل لتسلم الدورة الثالثة في رئاسة الوزراء بعد ان ح مل بشكل او بأخر مسؤولية ما حدث ابتداءا من سقوط الموصل و انتهاءا بتمدد داعش في باقي المحافظات وتشكلت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي الذي حظي العراق في ظل حكومته بدعم عسكري امريكي اكبر في مجال العمليات الجوية والدعم التقني واالستخباري واللوجستي ودعم مماثل من باقي قوات التحالف الدولي التي شاركت في تقديم مختلف انواع الدعم بما في ذلك قصف المدفعية الذكية التي قدمته القوات الفرنسية .اما الدعم االيراني فقد تواصل في عهد العبادي وبما يتناسب وتطورات المعركة التي سخرت فيها ايران ومنذ يومها االول امكاناتها العسكرية دون قيد او شرط واستجابت لكل طلبات الجانب العراقي من سالح وعتاد واللذي دفع ثمنه الحقا وليس مقدما وارفقت ذلك بالخبراء والمستشارين العسكريين االكفاء وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس اللذي توجه الى بيروت في زيارة خاطفة التقى خاللها بالسيد حسن نصر هللا امين عام حزب هللا وطلب منه تزويده بعدد من الكوادر الميدانية لملء مفاصل في هيكلية الحشد الشعبي اما المقاتلين فهم كثر والحاجة لهم وكان العدد المطلوب اكثر من مئة اال ان الحزب استطاع ان يجهز خالل تلك الليلة اقل من العدد اللذي طلبه الجنرال السليماني واللذين اصطحبهم معه على نفس الطائرة الى بغداد وقد استشهد العديد منهم خالل سير المعارك كما استشهد من االيرانيين اعداد اكبر منهم القائد في الحرس الثوري حميد تقوي .. 7 وكان اليران من وراء ذلك الجهد غير الطبيعي هدفان رئيسيان : االول : منع سقوط النظام القائم في بغداد بأي ثمن ال بل منع سقوط اربيل عاصمة االقليم بعد انهيار فوات البيشمركة وهزيمتها امام داعش حينما توجه الجنرال سليماني بنفسه عندما استغاث به مسعود البارزاني على راس قوة من الحرس الثوري الى مواجهة قوات داعش المتقدمة نحو اربيل وهزيمتها في منطقة الخازر بمشاركة قوات من حزب العمال الكردستاني . الثاني: منع اقتراب داعش من الحدود االيرانية . وبعد اعالن النصر المؤزر على داعش في نهاية عام 2017 بدأ فصل جديد من الصراع في العراق طابعه هذه المرة سياسي وذلك مع اقتراب موعد االنتخابات العامة لمجلس النواب والذي حدد في ايار 2018 / وقد حظي ملف االنتخابات باهمية بالغة من لدن صناع القرار في الجمهورية االسالمية واوكل الملف الى الجنرال قاسم سليماني الذي اتخذ قرارا بالعمل على تحقيق هدفين رئيسيين: الاول منع عودة الدكتور حيدر العبادي الى منصب رئاسة الوزراء من جديد بشق قائمة ائتالف النصر من خالل فالح الفياض الذي تولى منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي اضافة الى مناصبه االخرى. الثاني:االستثمار سياسيا في النصر الذي تحقق على داعش من خالل الفصائل المسلحة التي قاتلت تحت مظلة الحشد الشعبي مع ان الحشد لم يكن نتاج تلك الفصائل او من صنع ايران وانما نتاج لفتوى المرجع االعلى السيد السيستاني. 8 وكانت الفصائل المسلحة قد دخلت االنتخابات بقائمة موحدة هي الفتح بعنوان فصائل الحشد الشعبي وسط عزوف شعبي عن المشاركة وخاصة في الوسط الشيعي بحيث كانت نسبة المشاركة هي الحد االدنى بين سابقاتها وقد اسفرت النتائج عن تراجع االحزاب والحركات االسالمية الشيعية عدا قائمة )سائرون( الذين يمثلون التيار الصدري والتي حصلت على اعلى االصوات تليها الفتح وعلى ضوء تلك النتائج وخاصة انحسار نسب المشاركة والتي تدل داللة واضحة على حصول تغير في المزاج السياسي الشيعي واحتمال تحوله الى خيارات اخرى تعمل عليها دوائر اقليمية ودولية من خالل القوة الناعمة. ولم تكن نتائج االنتخابات وداللتها هي المفارقة الوحيدة التي نجمت عنها انما اعقبتها اشكالية اخرى تمثلت في االتفاق على شخص رئيس الوزراء المقبل وكانت المفاجاة في اختيار السيد عادل عبد المهدي الذي رفض في مرات سابقة لهذا المنصب عندما كان يترشح له وكان الحدث االهم في عهده زيارته على راس وفد رسمي ضخم الى الصين وتوقيعه على جملة اتفاقيات اعتبرتها وسائل االعالم العربية والدولية من مصاديق التمدد الصيني في العراق وهذا ما كان يمثل بالنسبة للولايات المتحدة تهديدا وجودي لمصالحها في العراق والعالم وال سيما وان االتفاقات أو مذكرات التفاهم الموقعة تشمل مشروع ميناء الفاو االستراتيجي والذي تعتبره الصين احد مرتكزات مشروعها الدولي )الحزام والطريق ( والذي يصل الشر ق باوروبا .... لذلك لم تقف امريكا مكتوفة االيدي امام ذلك التحدي وبدأت بالتعاون مع بريطانيا التي تسلمت الملف السياسي العراقي باحتواء الموقف من خالل ما اصطلح عليه ثورة تشرين التي انطلقت في 1/10 /2019 والتي حرص منظموها بتوجيه من قياداتهم في اربيل و عمان ان تندلع بين صفوف الشيعة حصرا وفي محافظاتهم في الفرات الوسط و الجنوب تحديدا وفي العاصمة بغداد لتكون السمة الشيعية هي السائدة على متظاهريها ايضا بالمظهر او بااليحاء بغض النظر عن انتمائاتهم على ان تكون الشعارات المرفوعه عابره للطوائف والقوميات العطاء انطباع بان التظاهرات تعبر عن ارادة جماهيرية شيعية ضد الطبقة الحاكمة الشيعية وكان هذا هو بيت القصيد من الانتفاضة

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة