سكاي برس /
سليم الحسني
أشهر بسيطة تفصل الشيعة عن يومهم المظلم الطويل. ليس هذا تشاؤماً، إنه قراءة لما مكتوب على الأرض ومداخل المدن وعواصم المكر في الخليج وإسرائيل وامريكا، وعلى مقرات الكتل السنية.
إن الشيعي الذي أرهقته هذه السنوات يقول للمرجعية وللقيادات السياسية:
لقد أوصلتمونا الى ما نحن فيه، ووضعتمونا أمام الخطر المدمّر، فانقذوا ما تبقى وتداركوا الموقف.
وهو محقّ في قوله هذا، فالمرجعية وعلى مدى تاريخها الطويل، كانت قيادة الشيعة الأولى، وقمة البناء ورأس الكيان، وقد أخلص الشيعة في الولاء لها والامتثال لأوامرها والالتزام بتوجيهاتها وفتاواها.
وكان الشيعة رغم الظلم والقمع والتهميش هم الذين جعلوا من المرجعية تأخذ مكانها الرفيع، ويتعامل الآخرون من مكونات وحكومات على أنها القيادة التي إنْ أصدرت أمراً تنادى الشيعة لها بالتنفيذ حتى الموت. وبالمقابل كان مراجع الدين يعرفون قيمة هذا الولاء وصدقه واخلاصه، فيحيطون الشيعة بالرعاية والاهتمام والمتابعة، ويتعامون على أساس المسؤولية الكبرى التي يحملها عنوان المرجع في نيابة الإمام.
إن الشيعة لن يغفروا للمرجع ـ أي مرجع ـ عندما يعمل على حفظ مكانته واعتباره الشخصي فقط فيبني مجده تاركاً حقوق الشيعة تؤكل وتُسحق وتضيع، إنه في هذه الحالة سيقضي على المرجعية كقيادة عليا للشيعة، وسيترك للمرجع التالي إرثاً من الضعف والخراب والتشتت.
وفي ضوء ما هو قائم حالياً في العراق، فان السيد السيستاني هو المرجع الأعلى، وهو القائد الأكبر لشيعته، فكلمته تغيّر الاتجاهات، ورأيه يتحول الى تيار هادر لا يعيقه عائق. وهو الذي لو قرر أن ينقذ الشيعة من المخاطر، وأن يعالج ما حدث، فانه سيجبر كل القيادات الشيعية على الإمتثال، ومن يتمرد على رأيه تلفظه جماهير الشيعة، وتُخرجه ذليلاً من الساحة.
الأجواء العامة التي تحيط بالشيعة، تضع مسؤولية الحل أمام السيد السيستاني أطال الله عمره الشريف، وهذا ما ينتظره كل شيعي مخلص، فهو القائد والأب والخيمة الكبيرة التي نلوذ بها.
رأي السيد السيستاني وقراره، واجب على كل شيعي أن يحوّله الى واقع ثابت راسخ على الأرض. وكل شيعي مخلص، ينتظر منه الكلمة الحاسمة.