Skip to main content

المرجع ليس صورة

مقالات السبت 15 آب 2020 الساعة 11:55 صباحاً (عدد المشاهدات 2275)

سكاي برس /

سليم الحسني


منذ أيام والكثير من العراقيين يتداولون صورة المرجع الأعلى السيد السيستاني أطال الله عمره على مواقع التواصل الاجتماعي. الفرحة بادية على المعلقّين باعتبارها أحدث صور للسيد.

المرجعية قيادة أمة، والمرجع قائد الأمة ومحرّكها ومرشدها. عندما نكتفي من المرجع بصورة جديدة، فهذا يعني أننا جردّنا المرجعية من محتواها، وجعلناها لقطة تذكارية صامتة. يعني أننا تنازلنا عن التوجيه والرأي والقرار والموقف من المرجع، واستبدلناها بلوحة جامدة.

هل كان توزيع الصورة مقصوداً من قبل بعض المتنفذين في مكتب المرجع الأعلى، لكي يعلّموا الناس بالاكتفاء من المرجعية بعدسة كاميرا، وما عدا ذلك تختفي مهام المرجع ومسؤولياته ودوره في الأمة؟

لقد انتشرت من مكتب المرجع الأعلى الصورة مع إيضاح بأنها التقطت للسيد السيستاني يوم عيد الغدير في منزله.

المكتب بهذا العمل، حوّل عيد الغدير وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، الى لقطة فوتوغرافية لا أكثر. وكأنه يقول للأمة هذا غاية ما تقدمه المرجعية لكم في هذا اليوم العظيم.

هل أراد القائمون على مكتب المرجع الأعلى إيصال رسالة الى الشيعة بأن علاقتهم بالمرجعية مقطوعة من حيث التواصل المباشر، وأن أقصى ما يحصلون عليه صورة؟

المرجعية أيها السادة في المكتب، عمود الشيعة ورأسها وقلبها، لولاها ينهار الوجود الشيعي بأضعف ضربة. والمرجعية كيان عملاق يمتلك قدرات جبّارة، وهذا التاريخ الطويل ينبسط أمام الجميع وهو يروي مواقف المراجع وعلاقتهم بالأمة ورعايتهم لشؤونها. لقد صنعوا تاريخاً كبيراً، وأداروا اتجاه الأحداث من جهة الى أخرى، ومن مسار الى آخر.

في مكتب السيد أمر مريب، تتكشف خفاياه كل يوم.
أمركَ عندي مكشوف يا حارس الباب.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة