طه حسن / باحث أمني و سياسي
تتعرض الدولة العراقيه الى تدمير مُمنهج نتيجة التخبط والأهمال الكبير في كُل الفعاليات الأقتصادية والمالية و الزراعية والصناعية ، نتيجة سوء الإدارة ، وتفشي الفساد ، وإنعدام الرؤية والتخطيط ، والبرامج الرصينه لبناء دولة مؤسسات صحيحة بالإضافه الى ماذكرنا أنفاً يعتقد المُهتمين بدراسة الواقع العراقي أن السبب الأهم هو أستحواذ أحزاب السُلطة والقرار وعِبر مكاتبها الأقتصادية على مُقدرات الدوله وسط غياب الأجراءات الرقابية الحقيقية للدوله .
ينطبق ذلك على المنافذ الحدودية والكمارك ، والتي من المفترض أن تكون من أهم موارد الدولة ، حيث يستورد العراق كميات گبيره ومتنوعه من المنتوجات والسلع بسبب توقف الصناعة العراقية وأغلاق المصانع والمعامل وتعطل قطاع الزراعه التي كانت تدعم السوق المحلية وترفدها بُمختلف المُنتجات .
إذ لايُخفى على أحد أن عملية تدمير الأقتصاد العراقي لم تكن إعتباطاً أو نتيجة الظروف التي مرت بالعراق بعد الأحتلال ، بل كانت وفق برنامج مُمنهج عملت عليه دول وأجندات عبر أدوات و أحزاب و أشخاص لهم تأثير مُباشر على القرار السياسي ، فبذلك حولت جميع المصانع والمعامل الى أكوام من الخرده .
كما لا يخفى على أحد أن أهم الأسباب التي ساعدت كُل ذلك التدمير هو غياب الروح الوطنية والولاء وأستشراء الفساد وغياب الإرادة الحقيقية لبناء دولة المؤسسات والمواطنه وفق مبادئ العراق وطن الجميع وعلى الجميع العمل لبناءه وتطويره .
فالجهاز الإداري داخل منظومة الدولة العراقية أضحت عاجزه عن العمل بسبب مُحاصصة الأحزاب التي كان وقعها على الدولة كارثياً لفقدانها لجملة من المقومات والمفاهيم التي بموجبها يسير العمل فمبدأ البناء الصحيح يكون وفق :
(( وضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب )) فذلك سينتج عنه إدارة صحيحة وناجحه والناتج سيكون مُلبي لطموحات وتطلعات الكُل ، فمهما كانت السوق العراقية كبيرة فإنها تتطلب تشجيعاً من القطاع الخاص الذي يعاني هو الآخر من ذات المعوقات ، وأذا ما أستمر ذلك ، فالقادم سيكون أدهى وآمر .
فالى متى نذرف الدموع على مأساة العراق .
الى متى نبقى نعاني ونتألم على سوء الأوضاع .
الى متى سيتحكم بنا المفسدون .
الى متى ستغيب البسمة عن الوجوه .
متى سيعود الأسد العراقي الى مكانه وزهوه ورونقه .
العراق يحتاج الى تكاتف وتعاظد جهود أبناءه لينهض من جديد ، يكفينا معاناة ، يكفينا آلام ، يكفينا فاسدون مسلطون على رقابنا ، يكفينا محاصصة حزبيه مُدمره .
أعملوا بالممكن وساعدوا أنفسكم بالوصول الى مايليق بكم في كل شيء فهؤلاء جاؤوا لسرقة خيراتكم وثرواتكم ، فلا تتأملوا من الذين غيروا جلودهم أي خير ..!