Skip to main content

مسؤول أمن الحشد .. يتاجر باسم الجنرال "سليماني"

مقالات السبت 10 آب 2019 الساعة 10:32 صباحاً (عدد المشاهدات 3919)

بقلم/ سليم الحسني

يعرف قادة الحشد الشعبي ومسؤولوه، أن حسين اللامي (أبو زينب) بنى ثروته الطائلة عن طريق اللصوصية والفساد والابتزاز والتهديد، فتحول من شخص فقير الى مملكة من المال ورجل عقارات واسعة. حصل هذا التحول عن طريق استغلال موقعه في الحشد الشعبي، وهي قوة مجاهدة حفظ أبطالها المقاتلون العراق، لكن العديد من مسؤوليه جعلوه منجم ذهب لا تنضب خزائنه.

مثلاً في منطقة الدورة ببغداد تنتصب مجموعة من القصور الراقية، يمكن مشاهدتها من جسر الطابقين، إنها الآن من ممتلكات حسين اللامي، حصل عليها بطرق ملتوية من ورثة (فاتك الصافي).

قطع واسعة من الأراضي وعدة عمارات وعقارات كبيرة دخلت ضمن ممتلكاته أيضاً. فعن طريق موقعه في الحشد الشعبي، تحول الشاب الفقير الى رجل فاحش الثراء يُدخن السيجار الكوبي حين يتجول منتشياً في بغداد أو يجلس مع نظائره من الفاسدين.

يعرف قادة الحشد ومسؤولوه هذا التحول المفاجئ، ويعرفون مصادر ماله الحرام، فالشكاوى ضده كثيرة ومتنوعة ومتواصلة. لكن أصحاب الشأن يتكتمون، فقانون السكوت المتبادل على الفساد والذي كان سائداً بين السياسيين، تم اعتماده للأسف من قبل العديد من قيادات الحشد.

يحمل حسين اللامي (أبو زينب) صفة لها أهميتها الخاصة في الساحة العراقية، فهو الذي يتولى حماية الجنرال سليماني عندما يزور العراق. وهنا يقوم مسؤول أمن الحشد بالاتصال بالمسؤولين الكبار يخبرهم عن وجود الجنرال سليماني، ويُطلعهم على مدة بقائه. وفي أجواء العملية السياسية، فان هذا يفتح المغاليق لحسين اللامي، حيث سيبدو أمام المسؤولين بأنه على درجة عالية من الأهمية بحيث أن تحركات الرجل الأخطر بنظر أميركا والمطلوب منها ومن غيرها، تجري تحت علم مسؤول أمن الحشد الشعبي ويتنقل بسيارته. ويترتب على ذلك مزيد من الفساد السهل يتسرب الى جيوب (أبو زينب) من المسؤولين العراقيين.

إن قضية الفساد داخل كيان الحشد الشعبي، هي الأكثر إيلاماً في العراق، لأن هذه القوة الجبارة التي حفظت البلد، أخذت مكانتها عن طريق الدم الشيعي للفقير والمُعدم والمظلوم واليتيم والمفجوع.. عن طريق بكاء مكتوم في صدور الأمهات، ودمع غالٍ في محاجر الأيتام.. وعن طريق ضمادات لا تمنع النزف في جراح الأبطال.

موجع هذا المشهد، عندما يكون الحشد الشعبي ساحة فساد لبعض القياديين والمسؤولين.

لقد سرقتم المواطن والعراق، فاتركوا شيئاً من القيم والذكريات والمفاخر، نُحدّث بها الصغار عندما يكبرون عن الحشد الشعبي وما قام به من بطولات نادرة. لا تشوهوا الحشد، اسرقوا في مكان آخر.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة