بقلم / طه حسن /
بعد طول أنتظار وترقب من الشارع العراقي لأگثر من 5 أشهر ، أتفق الفرقاء على شخص لتكليفه ، رُغم أن ترشيحه تم من ذي قِبل لگن لم يحصل على الإجماع ، لأسباب معروفه لدى الجميع ولسنا بصدد إعادة سردها لگن بالنهاية ونتيجة مُتغيرات مُستحدثه ودخول محور مؤثر على خط المُباحثات ، تم التوافق والأتفاق على تگليفه والتصويت على كابينتهُ الحزبيه وفق المبدأ المُتعارف عليه الا وهو ( المحاصصة ) والسله الواحده .
لقد تعامل الشارع العراقي مع مسألة تولي شخصية أمنية لرئاسة الحكومه بتفاؤل شابه ترقب وحذر مُتمنياً أن يكون مُنقذاً گ ( بوتين ) لروسيا ، هذا التفاؤل المُبرر مرده أن آمال الناس وخياراتهم گادت تنقطع بعدما ضاقت معايشهم في بلد يفترض أنه بين الأكثر ثراء على مُستوى العالم بموارده النفطية وثرواته ، لكن الواقع يُؤشر عكس ذلك تماماً وهذا مالا يقبله عاقل ولا مجنون .
لقد مضى على نهاية حقبة نظام البعث أكثر من 17 عام ، ولم تعد فكرة هدر موارد العراق سابقه مقبولة على المستوى الشعبي ، لتبرير هشاشة الحاله الأقتصادية العامة بعد مرور كُل هذه السنوات ، فصحيح أن العراق مر بظروف وتحديات صعبه سواء كانت أمنية أو أقتصادية أنهكته خلال السنوات الماضية ، لكن الشعور السائد في العراق أن الناس لم تتلمس المليارات من عائدات النفط والثروات الموجوده على أرضه ولا بخطط الأصلاح والتنمية والبناء التي وعدت بها الحكومات المُتعاقبة والتي في خلف الكواليس لم تكن أكثر من حملات أعلامية مُحددة بزمن لگسب ود الشارع .
فبعد سلسله من الأنتكاسات الحكومية على مدى هذه السنوات وعجزها عن تأهيل قطاعات البلد المُعطله ، شهدنا محاولات خجولة ، لكن تلك المُحاولات في كُل مره گانت تصطدم بسلسلة من المعُوقات الحزبيه منها و الفئوية ، فمن يتأمل الواقع العراقي الحالي يصل إلى حقيقة مفادها أن تلك الأحزاب هي من يَتحمّل المسؤولية الكامله لكُل تلك الأزمات التي تحولت الى واقع ، گما أنها أتقنت مُمارسة اللعب على أوتار الطائفية والقومية والتلاعب ب المفاهيم وأستخدام الشعارات الرنانة وتبادل الأدوار حسب الظروف وفي كُل مرحلة .
فوعودهم المستمرة في أصلاح وتغيير واقع البلد يكون حالهم گحال الذين سبقوهم في السلطة ( كُل أُمةُ تلعن التي سبقتها ) ،
وهو ما أوصل الأمور الى مرحلة الأنفجار ، ما يعني توقع هزات أجتماعية قد تُترجم ثورات إصلاحية وليست ثورة واحدة في معالجة مشاكلنا المتفاقمة منذ عقود خلت وكأننا سنركب سفينة نوح لتنجينا ( لأن من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) ، والمضمون يغرق شعبنا في الطوفان الذي ضرب البلد وأحرق الأخضر واليابس وينجو منه ساسة الأحزاب كما جرت العادة .
ويبقى الشعب المغلوب على أمره وحيداً ، يحتج في الساحات ويتظاهر في الشوارع العامة ويهتف مناديا ( ألا من ناصرٍ ينصرنا ) ..!