Skip to main content

وقفوهم أنهم مسؤولون .!

مقالات الخميس 13 آب 2020 الساعة 22:03 مساءً (عدد المشاهدات 2143)

بقلم / طه حسن .. 

ماهي إلا أيام وتصدح الحناجر و الاصوات بحب الحسين ( ع ) ، وتتعالى صيحات ( هيهات منا الذلة ) ، إذ يتناسى بعض الساسه والمسؤولين وبعض حديثي النعمه من تُجار الأزمات والحروب والمُرائين والمُتفاخرين والمُباينين أن الگارثة الحقيقيه التي يعيشها العراقيين هي الذلة بعينها ، فعندما تُنادي بهذه العِبارة ، هل سئلت نفسكَ لمره واحده ماذا تعني الذلة التي قصدها الإمام الحُسين ( ع ) .؟
دعوني أشرح ماذا تعني هذه العباره وفق منظوري الخاص :

1- الذلة عِندما تجلس في بيتك ولا تملك أبسط مقومات العيش الرغيد من أمن وأمان وخدمات وأهلك وأطفالك يصرخون من حر الصيف وبرد الشتاء .

2- الذلة عندما تحمل شهاده في تخصص طبي أو هندسي أو إداري أو في القانون أو باقي العلوم ولا تمتلك فُرصة للتعيين أو العمل كي تُعيل أهلك وعيالك ولا تملك في جيبك الفُ دينار ، بالمُقابل أبن مسؤول فاسد يتبرع بعشرات الآف من الدولارات لراقصة أو مُطرب في سهره حمراء أو أنه يركب سياره فارهه نوع لمبركيني او بورش او فان باغ او چي كلاس او لكزز أو رانج ، وحامل الشهاده لا يجد في بيته قوة يومه وقد تناول ذلك إمام المُتقين علي أبن أبي طالب ( ع ) حين قال : (( عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرِج على الناسِ شاهِراً سيفه )) .

3- الذلة عِندما ترى إمراة فاقده لزوجها الذي أستشهد دفاعاً عن تراب هذا الوطن أو بسبب الجهل الطائفي ( حروب بالإنابه ) ، ولديها عدد من الأطفال ولا تملك أبسط مقومات الحياة ولا تملك لقمة تسدُ بها رمق أطفالها الجياع وتَخرج للتسول أو للخدمة في المنازل أو عِندما تطلب الفُ دينار لإطعام أطفالها وهي عاجزه ومريضه هذه الذلة بعينها .

4- الإمام الحُسين ( ع ) لم يطلب منكم البذخ وإعداد الموائد العامره أو إقامة الشعائر للمسؤولين والأغنياء والفاسدين أو زيارته سيراً على الأقدام للرياء حتى تتباهون وتتفاخرون بذلك أمام الناس ، فالحسين ( ع ) يطلب منكم الوقوف بوجه الظُلم والطُغاة والفاسدين ، گفاكم رياءاً ودجل .
كُن على أي مذهب شئت .؟
وعلى أي مشرب شئت .؟
وعلى أي عقيدة شئت .؟
فهذا من شأنك والله سائلك على حُجتك ، فكُل ما يهمُنا هو أن تگون أنساناً في معاملتك مع الناس ، فثورة الحُسين ( ع ) قامت ضد الظُلم والجوع ، وزرعت روح العزة والكرامة والإباء في الأمة ، لا للتباهي والرياء كما أن الأسلام والكُتب السماويه أكدت مِرار وتكرارا على أن أساس ( الدين ، المعاملة ) فهذه الكلمتان تُلخصان أخلاقيات التعامل بين الناس ، ومن هذا المنطلق نرى أن كِبار قادة حركات التحرر في العالم إقتدوا بمدرسته وثورته وربحوا إستقلال بلدانهم ودحروا المحتلين وهزموا المعتدين ..

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة