Skip to main content

القدس .. وصواريخ الحسين والعباس ..

مقالات السبت 01 حزيران 2019 الساعة 11:12 صباحاً (عدد المشاهدات 5942)

هادي جلو مرعي

كان إسما الصاروخين اللذين تكرر سقوطهما في الأراضي المحتلة، وإستهدفا مواقع إسرائيلية ( الحسين والعباس) وهما من أقدس الرموز عند الشيعة، وكان صدام حسين السني أمر بإطلاق العديد منهما أثناء الحرب الأمريكية على العراق لدفعه للخروج من الكويت في 1991، فتلقى سيلا من الإعجاب من العرب السنة في البلاد العربية المتحمسة ومسلمي العالم.

هبطت طائرة الخطوط الجوية العراقية ذو الطابقين في مطار جدة، وعلى متنها مئات المعتمرين العراقيين من المسلمين السنة والشيعة الذين وفدوا لأداء مناسك العمرة، وكنت واحدا منهم، وكان صديقي (الحملة دار) دعاني الى مرافقته في الرحلة الى الديار المقدسة، وحين دخولنا الى الصالة الرئيسية صاح بنا شاب يماني بلهجته المقرنصة: مين أفضل كايد في الأمة العربية؟ فلم يجبه أحد، وكنت منزعجا من الرحلة، وصحت فيه: أفضل كايد صدام حسين. فرد بصيحة مماثلة، والله إنك تفهم، وسحبني الى الداخل، وقدم لي بعض الكعك والشاي، بينما كان بقية المعتمرين يتهامسون.

كان ياسر عرفات يصل بغداد فيقبل الخد الأيمن لصدام حسين، ويتبع ذلك بقصف من البوسات على الخد الأيسر مؤكدا إنهما سيصليان في القدس، لكنهما لم يصليا، فعرفات مات مسموما في سجنه المسمى المقاطعة برام الله، بينما شنق صدام حسين في بغداد، ولم تحرر القدس حتى اللحظة،  روح الخميني حين إستقبل أبا عمار لم يكسر بخاطره، ووعده بدعم تحول الى إرث في السياسة الإيرانية، ويبدو إن الفتى الجميل جاريد كوشنر هو من سيقرر مصيرها بجولة سريعة على بعض العواصم العربية، وبقرارات يسميها الإعلام التطبيعي مسؤولة تتلخص بحسم القضية وفقا لرؤية دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو التي تمثل رؤية القوي صاحب القرار .

في تموز 1979 وبعد أربعة أشهر على سقوط الشاه أعلن مفجر الثورة الإيرانية الإمام الخميني إن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ستكون يوما عالميا للقدس المحتلة، وفي اللغة الفارسية ( روز جهاني قدس) حيث يهتم مناصرو القضية الفلسطينية بالمشاركة فيه خاصة المنظمات الدينية السنية الأصولية، والقوى الشيعية الموالية لإيران، وقوى الإعتدال اليهودي، وفئات فكرية وثقافية غير مسلمة، بينما يشكك فيه القوميون العرب، والإعلام الرسمي العربي الذي يتبنى خطاب الحكومات التي ليست على وفاق مع طهران في الغالب.

يدخل النزاع بين إيران، وبعض الدول العربية كعامل تأثير سلبي على قوة الموقف الإسلامي من الإحتلال الإسرائيلي للقدس وعندما يشكك العرب والمسلمون بنوايا بعض نفقد قوة التأثير، ولانعود متمكنين من توحيد الخطاب، فلايمكن معالجة قضية واحدة بخطابين إثنين.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة