Skip to main content

"حزب البعث" والحنين إلى سنوات الرصاص ..

مقالات الاثنين 08 نيسان 2019 الساعة 10:37 صباحاً (عدد المشاهدات 6914)

بقلم/ سمير الربيعي ..

حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي كما يقولون علماني كما يصورون انقلابي كما يفعلون له طروحات فكرية كما يروجون لكنها اطروحات متعددة يتعذرالجمع بينها أحياناً فضلاً عن الإقناع بها، لقد كُتِبَ عنه كثيراً وتحدث زعماؤه طويلاً، ولكن هناك بون واسع بين ممارسات وأقوال فترة ما قبل السلطة، وممارسات وأقوال فترة ما بعدها .

فهو لم ينجح أبدا في تحقيق وحدة ذاته ولجم قياداته أبدا ولم يستطع أبدا تحقيق وتنفيذ أي نوع من أنواع الوحدة أو حتى التكامل أو التقارب!! بل كان وجوده وسياسة قياداته يصب دائما في خانة الإنقسام الداخلي والخارجي والاحتراب والانشقاق فلم يكن إلّا نسخة باهتة عن النموذج اللينيني، وكل قياداته صورة عن النظام الفاسشتي ..

 لانريد التكلم عن نشأة الحزب والولادة فقد كانت تلك الولادة منقسمة منذ البداية فقد كان الحزب يعيش كثيرا من التناقضات وتولد كثيرا من الصراعات واقصاء كثير من القيادات.لم تمضي مدة طويلة على ولادته حتى تقلد الحكم في العراق.وبدخوله للساحة السياسية دخل العراق في دوامة العنف والانقلابات والحروب،وكان ذلك الحزب هو المتربع على ركام ماتبقي من حكم وقتل من بقي منهم.

وفي اليوم الثامن من شهر فبراير لعام سنة 1963م قام حزب البعث بانقلاب على نظام عبد الكريم قاسم وقد شهد هذا الانقلاب قتالاً شرساً دار في شوارع بغداد، وبعد نجاح هذا الانقلاب تشكلت أول حكومة بعثية، وسرعان ما نشب خلاف بين الجناح المعتدل والجناح المتطرف من الحزب فاغتنم عبد السلام عارف هذه الفرصة وأسقط أول حكومة بعثية في تاريخ العراق في 18 نوفمبر سنة 1963م وعين عبد السلام عارف أحمد حسن البكر أحد الضباط البعثيين المعتدلين نائباً لرئيس الجمهورية. بعد مقتل  الرئيس عبد السلام عارف في ظروف غامضة  في الثالث عشر من إبريل عام ١٩٦٦

اثر سقوط طائرة الهيلكوبتر التي كان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه.تولى الحكم بعده شقيقه الاصغر.

 مع فجر يوم 17 يوليو من عام 1968 استولت وحدات عسكرية يرافقها نشطاء بعثيون مدنيون على مؤسسات عسكرية حكومية مهمة وصدرت الأوامر بالتحرك إلى قصر الرئاسة فاندفعت الدبابات إلى باحته وتوقفت تحت النوافذ حيث كان الرئيس عبد الرحمن عارف ما زال نائماً في سريرة وكان في الدبابة الأولى صدام حسين ببزته العسكرية.

لم يعرف الرئيس عبد الرحمن عارف بالانقلاب إلا عندما سمع صوت الرصاص الذي أطلقته عناصر من الحرس الجمهوري في الهواء للتعبير عن الفرح والانتصار قبل الرئيس

عارف  التنحي وكان مطلبه الوحيد أن يضمن الانقلابين سلامة ابنه الذي كان ضابطاً في الجيش وتمثل دور صدام حسين يومها في مراقبة القصر وضمان عدم تدخل الجنود الموالين لعارف. وبحلول الساعة 3:40 دقيقة صباحاً كان الانقلاب قد نجح وبعد استراحة دامت ساعات وضع عارف على طائرة متجهة إلى لندن للانضمام إلى زوجته التي كانت تعالج هناك من داء السرطان وأعلنت إذاعة بغداد أن حزب البعث

قد استولى على الحكم ولم يتم فيه إراقة دماء حسب الاتفاق بين طرفي الانقلاب.لكن الامور كانت خلاف ذلك . فقد كان ميلان الحركة  يتغذى بالدم فكل دقيقة تمر على الشعب يراق فيها دم.

 لكن الانقلابيون اطلقوا على حركتهم   اسم (الثورة البيضاء ).. لكن لم يمض سوى 13 يوماً حتى استطاعت كتلة البكر (حزب البعث) السيطرة على السلطة.. وإقالة وزارة عبد الرزاق النايف وهو الشريك الثاني في الانقلاب وتسفيره خارج العراق.. وقد برر البكر والبعث ذلك بان إبراهيم الداوود حنث الاتفاق.. واخبر النايف بالعملية وموعدها ففرض النايف نفسه علينا قبيل ساعات من تنفيذ الانقلاب.. فكان لابد من طردهما الاثنين في اقرب وقت ممكن وكان هذين هما اول حطب الحزب في محرقته القادمة لم يَكن حزب البعث عام 1968 ذات الحزب الذي كان قد استولى على السلطة في1963 فقد جاء هذه المرة لبيقى رغم كل مايحدث وما سيحدث.  استولى حزب البعث على السلطة بالكامل وقد تسلل الى الواجهه لتتولا الاحداث الجسام بعد ذلك وتاكل الثورة كل ابنائها.

بدأ صدام يجمع السلطة بتلك  يديه بطريقة حثيثة نحوهرم السلطة ليصعد على جثث العشرات من القيادات البعثية

وفي شهر يونيو عام 1979م أصبح  رئيساً للجمهورية العراقية بعد إعفاء البكر بطريقة مريبة وتجريده من

جميع مناصبه وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله واتسمت هذه الفترة بقسوتها صعد صدام على سدة الحكم ليسد الابوب الى جميع رفاق دربه ويعتلي على هرم البعث على جثث العشرات ان لم نقل المئات من القيادات البعثية والحكومية.

  ,ولتبدأحملات التصفية التي دشن بها عهد ,ولتبدأ مسيرة دامية أخرى من تاريخ حزب البعث. .

اصبح في العراق حكما فرديا ودكتاتوريا وعشائريا وقبليا وعائليا , اما بقية الوزراء في السلطه واعضاء الحزب الكبار ليسوا بسوى قطع من الدومينو والعاب صغيره يحركها شخص واحد كيفما يريد , ومن يراه لا يعجبه كان يقتل ويصفى جسديا مع التهم الجاهزه والمعروفه والينتهي دور البعث ويبدى دور العائلة وينتهي دوي الرصاص الذي اطلقه البعثيين

على خصومهم ليبدى دوي اخر ورصاص اخر من حكم القرية.ولينتهي شعار امة عربية واحدة ليبدأ شعار عائلة واحدة.

وطبيعي، بعد كل تلك المسيرة المضمخة بالدم، أن يتشرذم الحزب ويتفتت،وتضيع كل اهدافه وتموت كل شعاراته.تحت ازيز الرصاص الذي اطلقها رفاقه قبل خصومه.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة