بقلم: بشير أبو العباس
عندما تقرأ المشهد السياسي اليوم ترى أن هناك تحركات حثيثة من قبل بعض الاطراف السياسية لإزاحة حيدر العبادي من الحكم، حسنا لمصلحة من إزاحته؟ وهناك مصادر تؤكد أن المرجعية لا تعارض ذلك في حال صب الأمر بمصلحة البلاد ولكن أكثر ما أثار استغرابي هو تصريحات النائب المستقل الصريح جدا عزت الشابندر عندما قال إن السياسيين في العراق هم عبارة عن مجموعة يبعثون على القرف والغثيان ( لعبان النفس) ويخططون لسرقة ما تبقى من الثروات، وهذا إن بقيت ثروات تستحق الذكر لأن العراق اليوم بات مديوناً.
عندما يقول سياسي بحجم الشابندر هذا الكلام فما هو الداعي لوجود عملية سياسية ودولة ومناصب ومصاريف أنفقت وسرقت وتبعثرت كانت تكفي لتعيش ثلاثة أرباع اوروبا بنعيم على مدى 100 عام!.
الشابندر يقول (أن على العراقيين أن لا يفكروا بمسألة بقاء حيدر العبادي بمنصبه من عدمه وأنما عليهم التفكير في إن كان سيبقى عراقا أم لا)، وهو كلام معقول جدا.
هل العراق سيصبح تابعا؟ نعم سيصبح لأنه أمام خيارين لأنه أمسى بلدا لا يستطيع النهوض بمفرده، الأول هو الانضمام للمحور الاسرائيلي التركي الامريكي السعودي القطري والثاني هو الروسي الصيني الايراني السوري اللبناني، فأيهما سيختار؟، سيما أن التحالف الرباعي جاء نتيجة لانشطار وشرخ دولي حصل وتحقق بأفعال المسلم بالأسم الأسمر الأميركي والدب الابيض الروسي.
ليس العراق وحده فأن سوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر اصبحت دول محور الصراع لامريكا وروسيا، والطرفان يستفادان من الاموال السعودية والقطرية اللتان تدعمان الأقاليم السنية والحكومات السنية، بمعاونة السياسيين السنة، ومن الضخ الإعلامي الإيراني وما تسوقه إيران ليقع بفخه الشعوب التي صدقت كذبة إيران بأنها مناصرة للشيعة والحقيقة أنها تستفيد من جهل الشعوب التي وقعت تحت وطأة حكام تعاونوا مع الجمهورية الإسلامية ليضحكوا سوية.
البعض يرى أن الولايات المتحدة الامريكية بدأت تؤمن بالقوة الروسية الايرانية وهي تتطلع الى بناء علاقات ستراتيجية وطيدة مع الجانبين بهدف المشاركة في الحرب ضد التنظيمات الارهابية المتواجدة في سوريا والعراق بالاضافة الى مشاركتهما في المصالح والنفوذ، وفي نفس الوقت هناك محاولة من قبل المجتمع الدولي لإعادة العلاقة بين طهران والرياض من اجل العمل على استقرار المنطقة ومحاربة العصابات الاجرامية المتواجدة هناك.
في اعتقادنا أن هناك ضوء اخضر امريكي لصالح السعودية حول مشاركتها في التحالف الرباعي مع روسيا وايران بهدف القضاء على تنظيم داعش في الاراضي العراقية والسورية ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في كلمته بمؤتمر جمعية الامم المتحدة المنعقد مؤخرا في نيويورك بإمكانية مشاركة السعودية والاردن في التحالف الرباعي الذي تعقده روسيا وايران مع العراق وسوريا بهدف القضاء على التنظيمات الارهابية، وأنا شخصيا غير متفائل بكل ذلك لأن العراق وسورية سيكونان الضحية.
العراقيون نفذ صبرهم فمنهم من ترك البلاد مهاجرا مخاطرا ولا يعلم أين سيكون مصيره ومنهم من هو مرتبط بأسرة ووظيفة أو عمل لا يستطيع تركها، ومنهم من هو مستفيد وهم قلة.
بالرجوع إلى التحالف الرباعي نلفت هنا إلى ضرروة ان لا يكون هناك اي تدخل عسكري داخل الارضي العراقية لان التحالف الرباعي سيختص في تبادل المعلومات وتنشيط الجانب الاستخابري، فضلا عن الدعم الجوي ضد التنظيمات الارهابية، وهو مشكل بين الدول الاربعة للقضاء على تنظيم داعش الاجرامي وليس لديه تنسيق مع التحالف الدولي في اي مجال، وعدم وجود التنسيق ينذر بأخطار جمة .. فعذرا أيوب فنحن العراقيون أكثر صبرا منك لأننا مذ ولدنا ونحن في بطن الحوت.