Skip to main content

ثلاث نساء وراء اجمل ما غنّى حسين نعمة" ياحريمه"

منوعات الاثنين 02 تشرين ثاني 2015 الساعة 14:31 مساءً (عدد المشاهدات 12521)

بغداد / سكاي بر س: لم تكن اغنية "يا حريمة" مجرد كلمات للشاعر او ترتيب جمل موسيقية للملحن، كما أنها ليست ترديد مقاطع للمطرب حسين نعمة، بل هي حصيلة ثلاث "لوعات" بطلاتها ثلاث نساء لكل من هذا الثلاثي الرائع.

كان الشاعر الكبير ناظم السماوي في قمة ألقه العاطفي حين خسر معشوقته الاولى وتجربته الاولى بعد علاقة حب لم تستمر طويلاً، فراح يكتب بقلبه لا بقلمه، ويستعير دمع عينيه حبراً وربما دم روحه من اجل ان يترجم تلك الفاجعة التي تمنى ان لا تنتهي بهذه التراجيدية الغريبة.

ولم تكن ظروف ملحن "يا حريمة" افضل من شاعرها، إذ فقد الموسيقار الرائد محمد جواد اموري زوجته "أم نصير" بعد مدة قليلة من زواجهما وهي في عز شبابها، رحلت عنه في وقت كانا في قمة سعادتهما، لكن رسول الموت حال بين الحبيبين.

يقول أموري، إن "لحن يا حريمة لم يأخذ مني أكثر من ساعتين لأقدمه للفنان حسين نعمة بهذه الروعة الكبيرة"، فقد كانت أوجاع أموري تسبقه في سلّم الموسيقى لتقدم للذائقة الفنية "ذلك الطبق الذهبي".

يا عضد يلّي شتالك عايش بفي النخل

يا ثلج وفراك طبعك .. ياطبع كلّك زعل

وانه ووعودك صفيت بلايه وعدك

وانه دمعات الحزن

شاتلها ظلّيت على خدّك

وانه سجّة درب سوّاني زماني

يا حريمة..

ولمن لم تسنح له ظروف الحياة السابقة معرفة معنى "سجّة درب" اي سكّة الطريق، فهي ذلك الممر الترابي الذي لكثرة السائرين فيه يصبح مميزاً بسبب ما مرّت به الاقدام، بمعنى ان الشاعر اراد ان يقول ان الجميع يحكي بماساتي بعد ان اشتهرت بين الناس وعرف القاصي والداني حجم المعاناة.

يا زلف يتغاوى وي الليل باطراف الكصيبة

هاك روحي الماغفت والطيف ما مره حبيبه

هاك جرحي الماتعطّب وانت عطّابه ولهيبه

هاك عمري الضاك حنظل وانت برحي

وحين جاء دور مطربها "ابو علياء" كان الشاب الجنوبي الجديد على صخب بغداد واجوائها مثقلاً بالجراح، ويئن داخل الناصرية عندما حزم امتعته وعاد اليها تلاحقه تجربة حب وزواج لم يكتب لها البقاء، غنّاها حسين نعمة بصوت يدمي القلوب، فقد أدت مقاطعها كل جوارحه وليست حنجرته فقط.

واشتهرت اغنية يا حريمة منذ مطلع السبعينيات ولحد اليوم، وتعد إحدى اهم إن لم تكن ابرز اغنية في تلك الفترة وفازت في استفتاء الاغاني الذي اقامته قناة الحرة عراق بثاني افضل اغنية عراقية خلال المائة عام الاخيرة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة