Skip to main content

أقليم كردستان: من لاعب رئيسي في مواجهة التحديات الجيوسياسية إلى دور فعال لتوحيد الكورد في سوريا

تقاريـر الجمعة 31 كانون ثاني 2025 الساعة 19:22 مساءً (عدد المشاهدات 49)

سكاي برس/ بغداد

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، يبرز إقليم كوردستان كلاعب رئيس في مواجهة التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تهدد استقرار المنطقة من محاربة تنظيم داعش إلى دوره في توحيد القوى الكوردية في سوريا.

وذكرت مجلة "فوربس" الأميركية، في تقرير، أن "إقليم كوردستان رغم كل التحولات التاريخية الحاصلة في المنطقة وموازين القوى فيها، فإنه يبقى يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة ومصالحها، مستنداً على تصريحات للزعيم الكوردي مسعود بارزاني حول سوريا والكورد فيها، وقدرة الإقليم على تأدية دور توحيدهم، بالاضافة إلى احتمال ظهور تنظيم داعش سواء في العراق أو سوريا، ما يعزز دور الإقليم بمساعدة القوات الأميركية على محاربته مجدداً".

وذكّر التقرير، بتصريحات لمسعود بارزاني الذي وصفه بأنه الزعيم المخضرم للحزب الديمقراطي الكوردستاني مؤخراً خلال مقابلة مطولة، حيث حذر من التهديد المتواصل الذي يشكله تنظيم داعش، فيما أشار إلى أن "قوات البيشمركة في الإقليم جاهزة للقتال ضد التنظيم مرة اخرى في حال استعاد قوته".

وأضاف التقرير، أن "الفصائل السياسية الموالية لإيران في بغداد، التي ساهمت في وصول الحكومة الحالية في بغداد إلى السلطة، ضغطت منذ فترة طويلة من أجل الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، وهي قوة جاءت بهدف المساعدة في محاربة داعش، وانتهت مهمتها القتالية رسميا في كانون الأول/ديسمبر 2021، لكنها بقيت من أجل تدريب وتقديم المشورة للقوات الأمنية العراقية و الكوردية".

وأشار التقرير، إلى أن "الولايات المتحدة أعلنت في أيلول/سبتمبر 2024، خطة لسحب مئات الجنود الأميركيين من العراق بحلول أيلول/سبتمبر 2025، في حين أنه سيبقى بعضهم في أربيل بهدف دعم عمليات مكافحة داعش في سوريا حتى أيلول/سبتمبر 2026 على الأقل".

وتابع التقرير، أن "سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024 ساهم في تقليص الحماس في بغداد لاخراج القوات الأميركية، حيث أصبح احمد الشرع الذي يتزعم هيئة تحرير الشام، يقود السلطة في دمشق، وهو ما يثير القلق في بغداد".

كما ذكّر التقرير، بتواجد الآف من مسلحي داعش وعائلاتهم في مخيمات ومراكز احتجاز وسجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، والذين حاول داعش تحريرهم وإعادة تجميع صفوفهم، مضيفاً أن قوات سوريا الديمقراطية حذرت في الماضي من أن الهجمات على مناطقها من قبل الميليشيات المدعومة من تركيا ومن تركيا نفسها، قد تؤدي إلى تشتيت مواردها المحدودة بعيداً عن حراسة هذه المخيمات. بينما لفت التقرير، إلى أن "قوات البيشمركة، التي حرمت طويلاً من الأسلحة الحديثة من قبل بغداد، وقفت في الخط الأمامي ضد داعش في الشمال عندما غزا التنظيم العراق وسوريا، وقامت بحماية منطقة كركوك الغنية بالنفط، وشاركت أيضاً في مهمة تحرير العراق ومدينته الثانية الموصل".

وأوضح التقرير، أن "قوات (قسد)، تتعرض لهجوم من قبل تركيا وميليشياتها السورية الموالية لها والمسماة الجيش الوطني السوري، وأنه في الوقت نفسه، فإن السلطات الجديدة تحت قيادة الشرع مترددة في تقبل أي حكم ذاتي أو إدارة ذاتية للكورد في سوريا، كما ترفض ان تبقى قوات (قسد)، كقوة قتالية خارج الجيش الجديد ولا أن يكون لها أي تشكيل عسكري خاص داخلها".

وأشار التقرير، إلى أن "حزب بارزاني، أي الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب السياسي الحاكم في المنطقة الكوردية في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، كانا على خلاف في الماضي"، مبيناً أن "وحدات حماية الشعب، تعتبرها أنقرة بمثابة تهديد أمني لارتباطها بحزب العمال الكوردستاني، في حين أن قائد (قسد) مظلوم عبدي، كان عضواً في حزب العمال الكوردستاني، إلا أنه عمل منذ فترة طويلة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش".

وذكر التقرير، أن "بارزاني استضاف مؤخراً مظلوم عبدي، في اجتماع ودي حول مستقبل الكورد في سوريا في مقره في أربيل"، مضيفاً أن "بارزاني قال في مقابلة مؤخراً انه نصح قائد قوات (قسد) باتباع طريق الحوار والتخلي عن أي تأثير خارجي وتوحيد الموقف الكوردي، كما أن الوقت قد حان لان يترك حزب العمال الكوردستاني الكورد السوريين ليقرروا مستقبلهم، لأن وجوده يوفر ذريعة للتدخل التركي".

وحذر التقرير، من أنه في حال واصلت تركيا وفصائلها السورية المسلحة الهجوم على "قسد"، فإن خطر عودة داعش الذي قد يهدد سوريا والمنطقة بشكل أوسع سيتزايد، مضيفاً أن تركيا تحث دمشق على السيطرة على المخيمات والسجون التي تديرها "قسد" وتحتجز فيها عناصر من داعش. إلا أن التقرير قال إنه من غير الواضح كيف سيكون بمقدور دمشق القيام بذلك من دون التوصل أولاً إلى اتفاق وتنسيق مع قوات "قسد"، ما لم تكون على استعداد للمجازفة بسيناريو قد يتمكن فيه العديد من هؤلاء السجناء من الهرب.

وتابع التقرير، أن "كورد سوريا يشعرون بتوتر بشأن ما قد يعنيه إعادة مركزية السلطة بالنسبة لهم ولانجازاتهم التي حققوها بصعوبة"، مشيراً إلى أن "بارزاني في مقابلته الأخيرة قال إن إقليم كوردستان يمكن أن يؤدي دوراً أساسياً في مساعدة الفصائل السياسية الكوردية السورية على التوحد والتفاوض بشأن مستقبلهم ضمن سوريا الجديدة مع دمشق".

واضاف التقرير، أيضاً أن "بارزاني عندما سئل عما اذا كان سيساعد عسكرياً، اعرب عن امله في ألّا يضطروا هم ولا نحن إلى اللجوء لاستخدام القوة العسكرية، وعندما سئل إذا كان قد يرسل البيشمركة لمساعدة الكورد السوريين في حال تعرضوا للقمع او الظلم مجدداً، رد الزعيم الكوردي قائلا "بصراحة، ليس فقط الكورد بل أي انسان يتعرض للظلم، وإذا كنا قادرين على مساعدتهم، فسنساعدهم دون تردد".

ونبّه التقرير الى ان "مثل هذ التصريحات تؤكد على الأهمية الاستراتيجية المستمرة لإقليم كوردستان ودوره الإيجابي في استقرار المنطقة"، مضيفاً أن "أربيل قد تؤدي دبلوماسياً كبيراً في معالجة القضايا بين الكورد السوريين ودمشق وتركيا".

وتابع قائلا انه وفق أسوأ السيناريوهات، فانه في حال اندلاع النزاع مجددا في سوريا وحاول داعش اعادة تنظيم صفوفه، فان اقليم كوردستان، سيكون مستعدا للمساعدة في مواجهته مجدداً.

واختتم التقرير انه "لهذه الاسباب، فان اقليم كوردستان سيبقى أحد الأصول الاستراتيجية الدائمة والشريك الموثوق لواشنطن في تلك المنطقة المضطربة من العالم".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة