Skip to main content

احتضنته بغداد أكثر من 100 عام.. حيتان الفساد تبتلع "نادي الفروسية" لتحويله مجمع سكني

مجتمع الخميس 06 شباط 2025 الساعة 16:21 مساءً (عدد المشاهدات 57)

سكاي برس/ بغداد

يبدو ان افة الاستحواذ والاستيلاء على الاراضي وصلت للدوائر والمؤسسات الحكومية اخرها نادي الفروسية التاريخي بالعاصمة بغداد، بظل محاولات جهات متنفذة بمساعدة اطراف حكومية السيطرة على ارضه وتحويلها الى مساحة جديدة من الكتل الكونكريتية على هيئة مجمع سكني استثماري الذي طالما اكدت الحكومة بانها فلسفة "ثبت فشلها".

ويعيش نادي الفروسية، الذي دخل في عامه الرابع بعد المئة منذ تأسيسه كأقدم نادٍ للفروسية وسباق الخيل في العراق عام 1920 وتحول الى نادٍ منظم في 1922، تهديدًا وجوديًا بسلبه صفته التي ينفرد بها وسلب البغداديين واحدا من المساحات الترفيهية القليلة أساسا في بغداد.

ويرى مراقبون ان سلب ارض نادي الفروسية سياق مبيّت شأنه شأن متنزه الزوراء الذي هو في الحسبان أيضا، بالرغم من النفي المتكرر للجهات المعنية بشأن تحويل المتنزه الى الاستثمار وبناء مجمعات سكنية، معتبرين ان طرح هذه المعلومة بين الحين والأخر تهدف الى جس نبض الشارع وقياس مدى الرفض والتقبل من قبل المواطنين لهذه الخطوة.

* القضاء يقطع الطريق

ويكشف مصدر مطلع، ان محكمة الكرخ المختصة بالنزاهة أصدرت أمرا بإيقاف "الاستيلاء" على نادي الفروسية في منطقة العامرية في بغداد، بعد محاولات من متنفذين و"حيتان فساد" من السيطرة عليه وتحويله الى مجمع سكني.

‏وقال المصدر في حديث لمصدر محلي، "بعد طرح ملف نادي الفروسية للجهات القضائية المختصة والرأي العام بشأن قضية استيلاء جهات متنفذة على أرضه، قامت محكمة الكرخ المختصة بشؤون النزاهة بأمر من القاضي ضياء جعفر‬ بإيقاف إجراءات الاستيلاء على نادي الفروسية، بسبب قضايا الفساد والنزاعات حوله"، مستدركا بالقول "إذ وضعت محكمة النزاهة إشارة حجز وعدم تصرف، مع إشعار وزارة المالية دائرة التنفيذ بذلك".

وأضاف، أن "هذا الملف، خطير بعد دخول مافيات وحيتان فساد للسيطرة على أراضي نادي الفروسية من اجل تقطيع الأراضي وتشييد مجمعات سكنية بلا موافقات رسمية"، لافتا الى ان "هذا الملف انتهى بضربة قاضية من النزاهة".

*خروقات المجمعات السكنية

من جانبه، يرى نائب رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة ياسر الحسيني في حديث للسومرية نيوز، ان مشاريع المجمعات السكنية في بغداد خالية من التخطيط وستتحول الى مركز زحام مروري خانق مستقبلا.

وأوضح ان "جميع مشاريع المجمعات السكنية في مركز العاصمة بغداد بعيدة كل البعد عن التصميم الاساس وتتجاوز على المرافق الحيوية فيها مما سيجعلها مركز للزحام المروري في العراق ويلحق الضرر بجمالية المدينة نظرا لعدم وجود دراسات حقيقية ورؤيا واضحة بالخارطة المعمارية لبغداد".

وبين ان "ذلك جعل مستثمري الاحزاب يتمددون على اراضٍ مهمه تشكل متنفسا للمواطن البغدادي وتحافظ على هوية بغداد مثل اراضي وزارة الصناعة ونادي الفروسية ناهيك عن الاراضي الزراعية وغيرها كون تلك المشاريع هي الاكثر ربحية ولا تخلو من واجهات لغسيل الاموال لعصابات الفساد".

واعتبر انه "تزامن هذه الاستثمارات على الأراضي المفتوحة مع خطة الحكومة في فك الاختناقات التي تسرع من وصول المركبات الى مركز المدينة وانعدام الحلول لمسألة تفكيك الاختناقات سيجعل حركة المرور في بغداد بعد سنتين مستحيلة".

*الرفض الشعبي

الى ذلك، نظم عشرات أعضاء نادي الفروسية، وقفة احتجاجية ضد تحويل ارض النادي للاستثمار في منطقة العامرية بالعاصمة بغداد. وقال مراسل السومرية، ان "العشرات من أعضاء نظموا وقفة احتجاجية نادي بسبب محاولات الاستحواذ على ارض النادي من قبل متنفذين".

وطالب المتظاهرون، "الحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بالوقوف بوجه المتنفذين الذي يحاولون الاستيلاء على ارض النادي لغرض الاستثمار. واتهم الأعضاء وزارة المالية بمساندة المتنفذين من اجل الاستيلاء على ارض نادي الفروسية العريق.

*موقف البرلمان

وفي غضون ذلك، تعلق عضو لجنة الاستثمار النيابية سوزان منصور، على محاولات إحالة نادي الفروسية الى الاستثمار، فيما اكدت ان النادي يعد معلما من معالم بغداد ويجب المحافظة عليه من الاستثمار او ما شابه.

وقالت منصور في تصريح، إن "تحويل نادي الفروسية مجمع سكني سوف سيمحي تاريخه بالكامل"، مشيرة الى ان " نشجع على ان الاعمار والاستثمار بالشكل الصحيح وليس بهذه الطريقة".

وتابعت، انه "من الضروري المضي بالتعامل مع جميع المستثمرين بذات الصيغة والاسلوب وبنفس الية العمل".

وأضافت ان "تقديس بعض المستثمرين لا يصب في مصلحة البلد من جهة، ويشكل ضربة الى الشركات الناشئة بأيادي شبابية من جهة أخرى".

*الاستيلاء يصل أملاك الدولة!

وبحسب المستندات القانونية فأن ملكية النادي لا تعود لوزارة المالية كونه يتمتع باستقلالية مالية وإدارية، ومحاولات المتنفذين ستسبب ضياع مصدر رزق مئات العائلات التي تعمل هناك وسط شكوك بان محاولات الاستحواذ على النادي تقف خلفها صفقات مبطنة لجهات مبهمة تستهدف أملاك الدولة بتسهيلات من جهات حكومة متنفذة.

سنوات طويلة مضت على تأسيس هذا النادي الذي يعتمد على التمويل الذاتي، لكنه لم يسلم من الاطماع الاستثمارية التي تهدد وجوده.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة