Skip to main content

رسالتي الصريحة الى "محمد رضا السيستاني"..

مقالات الثلاثاء 19 شباط 2019 الساعة 10:13 صباحاً (عدد المشاهدات 6900)

بقلم/ سليم الحسني

أنشر هنا رسالة بعثتها الى السيد محمد رضا السيستاني بتاريخ ٨ حزيران ٢٠١٨، وكنت قد حصلتُ وقتها على معلومات مؤكدة بمساعيه في التمهيد لوصول عادل عبد المهدي الى رئاسة الوزراء، كما كان الدلائل تشير الى أنه يدير مشروعاً خفياً لتدعيم دولته العميقة.

كتبتُ له بصراحة، وأخبرته بأني سأكون ملتزماً بموقفي وقناعتي بضرورة الدفاع عن المرجعية، ورفض أي محاولة إلتفاف عليها واستغلالها. وأوضحت له بأنه يخفي عن المرجع الأعلى التفاصيل المهمة.

أضع هنا نص الرسالة:

(سماحة آية الله السيد محمد رضا السيستاني حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله

لقد جربت من قبل أن أكتب لكم عن مخالفات كبيرة لمقربين من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام عزه)، ولكن عدم اهتمامكم يجعلني افكر بالعودة الى النشر العلني. والذي يدعوني الى ذلك ترسخ قناعتي بأنكم تريدون الأمور قائمة على ما هي عليه، من دون الاكتراث لشكاوى الكثير من المخلصين للمرجعية وزياراتهم لكم وتقديم الأدلة على الخلل الكبير عند المقربين من المكتب وبعض الممثلين المهمين للمرجعية.

لكم الحق أيها السيد الجليل بأن تكون لكم طموحاتكم المستقبلية في الوسط الشيعي، من جهة التصدي للمرجعية، والتأثير على الكتل السياسية الشيعية، وكذلك على القرار السياسي العراقي.

إن مراجع الشيعة على طول تاريخهم كانوا يمارسون دور القيادة العليا للشيعة وكانت هموم الأمة والأوطان في مقدمة اهتماماتهم، وهذا أمر مطلوب من موقع متفرد بحجم ومكانة المرجعية. وقد كانوا يحرصون على الاستماع المباشر من عامة الناس ووجهائهم وشخصياتهم والمختصين منهم، للوقوف على الرأي الأصح والموقف الأفضل للأمة والأوطان.

لكن الذي حدث يا سماحة السيد في السنوات الأخيرة، أن جداراً من العزلة صار برتفع حول مرجع الشيعة الأعلى السيد السيستاني، وصارت الغالبية العظمى من القرارات والآراء والتوجيهات تصدر منكم وليس منه. نعم ربما تطلعون سماحته على الخط العام، لكن المرجح أنكم تخفون عنه التفاصيل. ومن ذلك البيان الذي سبق الانتخابات، فلم يكن البيان لمن هو مطلع على بيانات وتوجيهات مراجع الشيعة، منسجماً مع السياق المعروف لهم، وخصوصاً في الفقرة التثبيطية للمشاركة في الانتخابات، فهو مما لا ينسجم مع توجهات سماحة المرجع الأعلى المعروفة بحث الناس على المشاركة والحضور والتواجد في المنعطفات المهمة من الحياة السياسية.

والذي حدث أيضاً يا سيدنا الجليل، أن هناك توجهات بدأت تتصاعد بميل مكتب المرجع الأعلى نحو اتخاذ موقف العداء من إيران، في مقابل التقرب من المحور الأميركي وذيوله. وهذا تحول خطير يضرب الوجود الشيعي ضربة موجعة.

لتكن العلاقة والتوجهات مع إيران متحفظة، فهذا أمر مقبول ومنطقي بحسابات السياسة والتوجهات الشخصية والرؤى الخاصة لجهاز المرجعية وفق تقديرها للأصلح. وحتى لو وصل الأمر الى مستوى القطيعة والخصومة فهذا أمر يمكن تفهمه في أجواء الحوزات العلمية. لكن الذي يشعل ضوء الخطر أن يقابله ميل نحو الولايات المتحدة وجندها الظالمين في السعودية وأبنائها الخليجيين.

ربما يكون دافعكم وراء ذلك، التمهيد لمرحلة ما بعد المرجع الأعلى السيد السيستاني (اطال الله عمره) حيث يتطلب المستقبل غطاءً اقليمياً، وإمكانات قوية، وحماية ميدانية من كتلة سياسية واسعة واقصد بذلك التيار الصدري. فبحسب ما يتحدث به المقربون من السيد مقتدى الصدر أن سماحتكم توفرون له الغطاء الشرعي وتظهرون له الانسجام مع تحركاته ومواقفه، وهذا ما يشجعه أكثر على الانخراط في المشروع الأميركي ومع الحكومة السعودية.

وقد تجدون ان المصلحة تقتضي أن تكون الحكومة المقبلة موالية لكم، استعداداً لمتغيرات ما بعد السيد السيستاني، ولذلك لا تظهرون اعتراضكم على التحالفات الحالية والمقدمات الجارية لتشكيلها، والتي ستكون ـ وفق ما يجري ـ المدخل الواسع للنفوذ الأمريكي والسعودي في العراق، ومن ثم الى الوسط الشيعي، بما ينطوي ذلك على مخاطر كبيرة منها شرخ كبير وتصدع مخيف داخل الشيعة، وهذا ما يريده أعداء التشيع.

سماحة السيد الجليل

سيكتب التاريخ وانا أول من يكتب ـ اذا كانت في الحياة بقية أيام ـ عن هذه الفترة وعن المسؤولية التي تتحملها المرجعية، خلافاً لما سبق من فترات المرجعيات السابقة التي اشتهرت بمواقفها الصريحة ضد الاستعمار والتدخل الخارجي وحماية الشيعة من التشظي والتمزق وربما الاقتتال لا سمح الله.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة