Skip to main content

تحديات مائية تواجه العراق.. معهد سويدي يُسلط الضوء على العلاقة بين المناخ والنزاع

تقاريـر الثلاثاء 11 شباط 2025 الساعة 19:56 مساءً (عدد المشاهدات 66)

سكاي برس/ بغداد

حذر معهد "ستوكهولم" البيئي السويدي من أن العراق يواجه تحديات مائية بسبب أزمات التغيير المناخي والأحداث الإقليمية الناجمة عن النزاعات الطويلة، ما يهدد أمنه المائي بشكل خطير.

وذكر المعهد السويدي البحثي المستقل الذي يركز على تقليص الفجوة بين الممارسات العملية والسياسات، في تقرير، أنه نظم تدريباً لمسؤولين عراقيين ومن إقليم كوردستان وباحثين في ميدان إدارة الموارد المائية لتعزيز قدرة العراق على التكيف مع التحديات المائية.

ولفت إلى أن الدورة التدريبة جرت في الأردن وقد تضمنت إحدى ورش العمل التدريب على استخدام أدوات الاستغلال المائي وفق معايير "WEAP" المخصصة بالمعهد والتي تستند على برنامج لدمج التخطيط للموارد المائية ومفهوم التدوير، إلى جانب تنظيم رحلات ميدانية إلى منشآت مائية أردنية لتوفير سياق عملي واقعي حول الدورة.

وأشار التقرير إلى أن التدريب يستهدف تعزيز استمرارية العمل حول بحيرة العظيم في ديالى بهدف تحسين إمكانية الوصول إلى المياه.

وحذر التقرير السويدي من أن العراق يواجه تحديات كبيرة في مجال المياه بسبب مناخه الجاف، وارتفاع درجات الحرارة، ونشاطات التحويل المائي من المنابع في الدول المجاورة، وهو ما يمثل تهديداً لإمكانية حصول العراق على المياه.

وتابع التقرير أنه في ظل ارتفاع الطلب على المياه، فإن الإمدادات المتوفرة تجهد من أجل تلبية الاحتياجات، مما يؤدي إلى نقص حاد في المياه، مضيفاً أن هذه الأزمة تشهد تفاقماً بسبب التلوث الناجم عن النفايات غير المعالجة، مما يلوث مصادر المياه المحدودة بالفعل ويشكل مخاطر صحية كبيرة.

وأضاف أن تدهور جودة المياه، وانخفاض الإمدادات، والتغيرات المناخية الحادة تؤثر بشكل خطير على الأمن المائي في العراق. وبحسب التقرير فأنه كاستجابة لهذه التحديات، فأن الحكومة العراقية أعطت الأولوية لإدارة الموارد المائية في "خطة المساهمة المحددة وطنياً" (NDC)، التي تحدد أهدافها في مجال العمل المناخي، فيما تؤكد الحكومة على التزامها بتطوير ممارسات مستدامة من أجل إدارة المياه أخذاً بالاعتبار آثار التغيير المناخي.

وأشار التقرير إلى أن المعهد السويدي يتعاون مع العراق بهدف دعمه في مواجهة تحدياته المائية، موضحاً أنه من خلال التنسيق القوي مع وزارة الموارد المائية العراقية، وبدعم من مشروع الابتكار المائي من أجل التدوير والمرونة المعززة (WICER) الممول من الوكالة السويدية للتعاون والتنمية الدولية، فأن معهد "ستوكهولم" البيئي ينخرط مع الجهات الوطنية والشركاء لتقديم الخبرات التقنية وتعزيز مهاراتهم في الإدارة المائية.

ولفت التقرير إلى أن معهد "ستوكهولم" نظم دورته التدريبية في عمان والتي جمعت ممثلين من وزارة الموارد المائية العراقية ووزارة الزراعة والموارد المائية في حكومة إقليم كوردستان، وذلك بهدف استلهام أفكار جديدة لإستراتيجيات إدارة المياه في العراق من خلال تبادل أفضل التطبيقات من المنطقة وخارجها.

وتابع أن خبراء المعهد السويدي قدموا معرفتهم المتخصصة حول إستراتيجيات الإدارة الفعالة للمياه، بما في ذلك حول التدوير، وتطبيقات عملية على وسائل إدارة المياه، مع التركيز على تحسين تخطيط الموارد المائية وتقييمها، بينما تدرب الموظفون الفنيون في وزارة الموارد المائية على تحليل السياسات المائية والتخطيط لها، وكيفية إعداد نماذج لأنظمة المياه، ودراسة وظائف الأنهار والتجمعات المائية، بالإضافة إلى تحليل ديناميكيات العرض والطلب على المياه.

وبالإضافة إلى ذلك، تدرب المشاركون على أدوات تحليلية إضافية، من بينها أداة تقييم التربة والمياه المعروفة باسم "SWAT" والمعتمدة كوسيلة لمحاكاة جودة المياه السطحية والجوفية والتكهن بالتأثيرات البيئية لاستخدامات الأراضي والممارسات الإدارية والتغيير المناخي.

وإلى جانب ذلك، لفت التقرير إلى أن التدريب اشتمل أيضاً على مناقشة أساليب استعادة المياه والاستفادة من النفايات في المناطق الحضرية والريفية، بالإضافة إلى استكشاف الأراضي الرطبة الاصطناعية، وتعزيز إعادة استخدام المياه والمساعدة في بناء القدرة على الصمود في مواجهة التغيير المناخي.

وبحسب التقرير فأن الدورة وفرت للمشاركين فيها فرصة الاطلاع على ممارسات مبتكرة لإدارة المياه في الأردن، بما في ذلك زيارة محطة "السمرا" لمعالجة المياه العادمة، والتي تعتبر أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الأردن، بالإضافة إلى الاطلاع على ابتكارات في إعادة استخدام المياه العادمة.

ونقل التقرير عن مدير المشروع كيم أندرسون، تأكيده على أهمية الجمع بين التعلم النظري والتطبيق العملي، قائلاً إن "العراق يواجه مشكلات مائية تتطلب حلولاً عاجلة، وأن التعلم من الأساليب المبتكرة المطبقة في المناطق التي تعاني من شح المياه، مثلما هو الحال في الأردن، يشكل أمراً شديد الأهمية لتحديد أفضل الممارسات ومرونة النهج".

وختم التقرير بالإشارة إلى أنه جرى تشكيل فريق مخصص ضمن مشروع معهد "ستوكهولم"، حيث سيتم من خلال خبراء المعهد عقد اجتماعات عبر الإنترنت، وسيقوم هذا الفريق بإنشاء نماذج هيدرولوجية ونماذج لتخصيص المياه باستخدام أدوات التطوير والتخطيط التي تعلموها في الدورة، والتي ستطرح خلال مؤتمر بغداد الدولي للمياه 2025.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة