Skip to main content

رسالة سرية تكشف تفاصيل "مذبحة الأمراء".. عزلهم بعد أن رفضوه ملكاً

عربية ودولية الاثنين 13 تشرين ثاني 2017 الساعة 16:57 مساءً (عدد المشاهدات 5792)

بغداد  /  سكاي برس

رسالة مقتضبة.. كانت هذه أول إشارة تنذر بأن هناك حدثاً جللاً وشيكاً سيقع.

فقد تم إبلاغ نزلاء فندق "ريتز كارلتون" الرياض في يوم السبت الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بهذا الاعتذار: "بسبب حجز مفاجئ من السلطات المحلية يتطلب رفع مستوى الإجراءات الأمنية لن نتمكن من استضافة نزلاء.. لحين استئناف العمليات الطبيعية".

كانت حملة التطهير قد بدأت بالفعل. فخلال ساعات جمعت قوات الأمن العشرات من مجتمع الصفوة في عالم السياسة والأعمال في المملكة العربية السعودية أغلبهم في العاصمة ومدينة جدة الساحلية. ومن بين من اعتقلوا 11 أميراً، إضافة إلى وزراء ورجال أعمال أثرياء.

بعض هؤلاء تلقوا دعوة لحضور اجتماعات، حيث احتُجزوا خلالها، في حين قُبض على آخرين في منازلهم ونقلوا جواً للرياض أو إلى فندق ريتز الذي تحول لمركز احتجاز مؤقت.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن المحتجزين سُمح لهم بإجراء اتصال هاتفي واحد مقتضب بمنازلهم.

وأضاف: لم يُسمح لهم بتلقي اتصالات هاتفية وبقوا تحت حراسة أمنية مشددة. لم يتمكن أحد من الدخول أو الخروج.. من الواضح أنه تم الاستعداد جيداً لذلك.

وأمر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (32 عاماً) بتنفيذ الحملة. وعلى الرغم من أنه رسمياً لا يزال ولياً لعهد والده الملك سلمان فهو يحكم فعلياً البلاد في الوقت الراهن، وقال إنه يعتزم تحويل المملكة إلى دولة حديثة.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، وفي محاولة لتعزيز سلطاته، قرر تطهير مجتمع الصفوة في البلاد وبينهم أفراد من الأسرة الملكية وسط اتهامات بتلقي رشى والمبالغة في تكلفة المشروعات.

ولم يتسن الاتصال بالمحتجزين للتعليق.

وبات الاستقرار السياسي في أكبر دولة منتجة للنفط في العالم على المحك. وتعتمد قدرة ولي العهد على الحكم دون تحد لسلطته على نجاح حملة التطهير.

ويعتقد وليّ العهد أنه إذا لم يتم إحداث تغييرات في البلاد فإن الاقتصاد سينزلق إلى أزمة قد تثير اضطرابات تهدد الأسرة الملكية وتضعف موقف السعودية في صراعها الإقليمي مع إيران.

عصا الفساد

قال المصدر المطلع على الأحداث إن الأمير محمد قرر اتخاذ إجراءات ضد أفراد من الأسرة عندما أدرك أن هناك من أقاربه مَنْ يُعارض تنصيبه ملكاً أكثر مما كان يظن.

وأضاف المصدر: كان مضمون الرسالة أن على المترددين في تأييدهم أن يحذروا.. الفكرة كلها وراء حملة مكافحة الفساد كانت تستهدف العائلة. أما الباقون فكانوا لتزيين الموقف.

وقال الملك سلمان في الأمر الملكي الذي صدر عن الحملة أنها جاءت رداً على استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلّبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة واعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة.

وقالت مصادر مطلعة إن الاتهامات وُجّهت بناءً على أدلة جمعها جهاز المخابرات.

ويرفض داعمو الحكومة السعودية أي إشارات على أن الحملة تهدف بالأساس للقضاء على الخصوم السياسيين. ولم يعلق البلاط الملكي على هذه القصة.

والأمير متعب بن عبدالله من بين المحتجزين في الوقت الراهن في ريتز كارلتون، وهو رئيس الحرس الوطني السعودي المُقال وابن عم الأمير محمد.

كان الأمير متعب في منزله الريفي بالرياض حين دُعي للاجتماع بوليّ العهد. ودعوة كهذه أمر مُعتاد بالنسبة لمسؤول كبير ولا تثير أي شكوك.

وقال مصدر آخر له صلات ببعض المحتجزين: ذهب إلى الاجتماع ولم يعد بعدها.

وضمت قائمة المحتجزين الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة للاستثمارات، وهو أيضاً ابن عم الأمير محمد بن سلمان، وكذلك الأمير تركي بن عبدالله الحاكم السابق لمنطقة الرياض ونجل العاهل الراحل للبلاد الملك عبدالله.

وقال بعض المراقبين إن التوترات ظهرت جلية في لقاءات الأسرة الحاكمة خلال الصيف. وقال مصدر مطلع إن الأمير محمد بن سلمان كان يعرف أن بعض الأمراء أصحاب النفوذ ومنهم متعب مستاءون من صعوده.

وأكد الأمير محمد صراحة في مقابلات أنه سيحقق في الفساد بالمملكة، وأنه لن يتردد في ملاحقة أي مسؤولين كبار.

كانت الأداة لتحقيق ذلك لجنة لمكافحة الفساد شكلها الملك سلمان وأعلن عنها في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني. ووضع العاهل السعودي وليّ العهد على رأس اللجنة لمنحه مزيداً من النفوذ بجانب قائمة الصلاحيات العديدة التي حظي بها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وقال النائب العام السعودي، الخميس، إن السلطات استجوبت 208 أشخاص في تحقيق بشأن الفساد وإن 100 مليار دولار على الأقل قد أسيئ استخدامها.

وأوضح رئيس اللجنة أن المحققين يجمعون الأدلة منذ ثلاثة أعوام.

وبإعلان الحرب على الفساد يجمع ولي العهد بين قضية شعبية وإزاحة عقبة أمام صعوده إلى العرش.

يقول جمال خاشقجي، المستشار السابق للأمير تركي الفيصل مسؤول المخابرات في الفترة بين عامي 1979 و2001: الأمير محمد بن سلمان استخدم عصى الفساد التي يمكن أن تطال أياً منهم.

وأضاف قائلاً: لأول مرة نرى نحن السعوديون أمراء يخضعون للمحاكمة بسبب فسادهم.

لكن خاشقجي الذي يعيش في الولايات المتحدة قال إن الأمير محمد بن سلمان ينتقي في حملة التطهير.

وأوضح: أعتقد أن الأمير محمد بن سلمان رجل وطني يحب بلده ويريدها أن تكون الأقوى، لكن مشكلته هي أنه يريد أن يحكم بمفرده.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة