بقلم /وفيق السامرائي
يُظهِر الخليجيون قلقا متزايدا تجاه ما ينشر عن اتساع نفوذ الفكر الشيعي في الدول العربية، وينسبون ذلك إلى اغراءات مالية. وهي رؤية مخالفة للمنطق تعيد الكرة الى الملعب الخليجي، فالمال الزائد موجود في دول الخليج خلاف الأطراف الشيعية التي عانت ظروفا صعبة. إلا أن سبب تنامي انتشار الفكر الشيعي يعود إلى ردة فعل قوية تجاه عمليات الاجرام والاستهداف التكفيري. استهداف الشيعة على الهوية، واستهداف القوى السنية التي ترفض البطش والاستبداد وترفض قتال الإنابة الذي انساق اليه صدام حسين بغباء.
وهذا يقودنا إلى الوقوف عند هوية داعش. فالخليجيون يطلقون على تشكيلها صبغة إيرانية، وإذا صح هذا - وهو ما لا أراه - فإنه يعكس حجم الأزمة المجتمعية وهشاشة نظم خليجية وعربية وأجهزة أمنها، وإلا كيف تتمكن أجهزة الاستخبارات الإيرانية من إحداث خرق استراتيجي على هذا المستوى المدمر من الخطر والنظم غافلة (رغم الاختلاف العقائدي)؟
والحقيقة التي لا لبس فيها هي أن داعش ليس إلا الوجه المتجدد لتنظيم القاعدة الذي كان للخليج الدور الأكبر في تشكيله في حرب أفغانستان الأولى.
لذلك، فتنظيم داعش خليجي وتركي وإخوانچي الهوى والهوية استقطب المتشددين من صفة واحدة من كل العالم. وأكثر المتضررين من داعش خليجيا هم الكويتيون، لأن لهم سياسة مختلفة رغم صعوبات الاختيار.
ولا يمكن تغافل حقيقة تداخل نهايات أنشطة الاستخبارات، وتغلغلها، وتلاقي المصالح وتصادمها، إلا أن الحديث كان عن صلب الموضوع.
أما أنتم يا سياسيي شيعة سلطة العراق فمعظمكم يتحمل نسبة كبيرة من مظلومية الفرد الشيعي البسيط، بسبب خلافاتكم وصراعكم على المال والسلطة، وستتحملون مسؤولية تاريخية رهيبة إن لم تعدّلوا أوضاعكم.
ويبقى الخيار الوطني على مستوى إدارة الدول وبناء العلاقات السياسية والانسانية مجالا حيويا حاسما، بعيدا عن المسميات. فليرتدي الجميع ثوب المحبة والمواطنة (الصادقة) في إدارة الدولة، فما أجمله.