سكاي برس/ بغداد
أفاد مصدر أمني، اليوم الاثنين (24 شباط 2025)، بأن تحليق سرب من الطائرات الأمريكية الاستراتيجية فوق الأجواء العراقية قبل أيام، جاء بضوء أخضر من بغداد.
وقال المصدر، إن "تحليق طائرات B-52، وهي من الطائرات الاستراتيجية التي تستطيع قطع مسافات طويلة وتستخدم في المهمات الخاصة بالقوة الجوية الأمريكية، تم بموافقة مسبقة من بغداد، إذ لا يمكن أن تحلق هذه الطائرات دون إذن رسمي، وقد تم منح هذا الإذن قبل أيام من تحليقها".
وأضاف، أن "اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن تمنح مرونة عالية لتحليق الطائرات القتالية التابعة للطيران الأمريكي فوق الأجواء العراقية، سواء لمهام استطلاعية أو تدريبات عسكرية، وذلك ضمن إطار التعاون العسكري المشترك وفق بنود الاتفاقية".
وأوضح أن "الطائرات لم تكن تحمل ذخيرة، بل جاءت في مهمة تدريبية وليست استطلاعية، وهذه التدريبات سبق أن تكررت خلال السنوات الماضية ضمن مناورات تجريها الأسراب الاستراتيجية التابعة للولايات المتحدة، ولا تقتصر على أجواء العراق بل تشمل أغلب مدن الخليج وبعض الدول العربية، ومنها مصر".
وأشار المصدر إلى أن "الحديث عن اقتراب هذه الطائرات من الشريط الحدودي بين العراق وإيران غير دقيق، إذ أنها حلّقت بعيدًا عن الحدود، وكان مسارها من بغداد باتجاه المحافظات الجنوبية، ومنها إلى دول الخليج". وأكد أن "العراق يتعاون مع الأسراب الجوية الأمريكية وفق اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القوة الجوية العراقية ونظيرتها الأمريكية، ما يعزز التعاون في مجالات التدريب والمراقبة الجوية".
لم يكن تحليق الطائرات الاستراتيجية الأمريكية فوق العراق حدثا جديدا، بل يأتي ضمن سياق تاريخي يمتد لسنوات، في إطار التعاون العسكري المشترك بين بغداد وواشنطن.
فمنذ توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي عام 2008، التي نظّمت العلاقات الأمنية بين البلدين بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، استمر التنسيق الجوي بين سلاح الجو العراقي ونظيره الأمريكي، سواء في مجال التدريب، أو تنفيذ مهام استطلاعية، أو دعم العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية.
وخلال السنوات الماضية، تكرّر تحليق طائرات B-52 وغيرها من القاذفات الاستراتيجية ضمن تدريبات تمتد من العراق إلى دول الخليج، في إطار استعراض القوة الأمريكي وتأمين المصالح المشتركة في المنطقة. وقد ازدادت وتيرة هذه التحليقات خلال فترات التوتر الإقليمي، لكنها بقيت ضمن الأطر القانونية التي تنظمها الاتفاقيات الثنائية.