متابعة / سكاي برس
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الثلاثاء، أن فوز تحالف سائرون التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قلب الحسابات الأميركية والإيرانية، مبينة أن صعود الصدر يمثل صحوة مزعجة للأميركيين حتى مع ولاية ثانية للعبادي.
و في تقرير تابعته سكاي برس ..
أشار الزعيم الديني الشعبي مقتدى الصدر إلى نيته لإنشاء تحالف مع رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته والمدعوم من الولايات المتحدة حيدر العبادي، الأمر الذي قد يخفف المخاوف الأميركية التي تبعت مفاجأة نتائج الانتخابات العراقية.
تحالف الصدر الذي يجمع الإسلاميين الشيعة بالشيوعيين حصل على أغلبية المقاعد البرلمانية، وأعلنت أمس الثلاثاء نتائج الانتخابات في كلا محافظتي كركوك ودهوك. نصر الزعيم الديني قلب كلا الحسابات الأميركية والإيرانية؛ الحليف الأميركي حيدر العبادي، والحليف الإيراني الذي يقف خلف الصدر في ترتيب الفائزين.
السيد صدر، الزعيم الشيعي والذي امتلك ميلشيات قاتلت الولايات المتحدة الأميركية بعد اجتياحها العراق عام 2003، هو منتقد حاد لكلا الولايات المتحدة وإيران وتأثيرهما في العراق. وعارض وجود القوات الأميركية في بلاده، الأمر الذي تراه واشنطن جزءاً حيوياً من تحالفها الأمني مع بغداد، كما عارض ذهاب العراقيين إلى سوريا للقتال مع حلفاء إيران الداعمين لبشار الأسد.
استعراض الصدر القوي، فجر دوامة غضب بين الأحزاب العراقية الثقيلة لتشكيل تحالف حاكم.
السيد صدر، والذي يعتقد أنه لا يسعى وراء رئاسة الوزراء، قال على تويتر إنه منفتح على التحالف مع قائمة النصر التي يرأسها العبادي، بالإضافة إلى آخرين، حركة قد تمنح رئيس الوزراء العبادي ولاية ثانية.
وكان من المتوقع بشدة أن يفوز تحالف العبادي بالمركز الأول، لكن النتائج وضعته في المركز الثالث، وراهن العبادي في حملته الانتخابية على فوزه على تنظيم داعش، بعد ثلاث سنوات من الحرب الطاحنة مع التنظيم المتطرف، في الوقت الذي كان يبني فيه علاقة ثقة كبيرة مع واشنطن تستند على محور مجابهة الإرهاب.
وحشد الصدر قاعدته الجماهيرية بعهود التخلص من الفساد وتعيين المسؤولين التكنوقراط في الكابينة الوزارية، وإنهاء النظام الأثني والطائفي السياسي الذي يجعل الأحزاب تتقاسم الوزارات والمناصب الحكومية فيما بينهم.
وقال المتحدث باسم الصدر، صلاح العبيدي، إن “برنامج تحالف سائرون يقترب من تحالف النصر بقيادة العبادي”، ورحب العبادي بتصريح العبيدي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الثلاثاء.
وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فأن صعود الصدر صحوة مزعجة، حتى في حال نجاة رئاسة وزراء العبادي، فأن وصايته سيتم إضعافها بقوة.
وقالت الباحثة كينيث بولاك “بالقدر الذي كانت إدارة ترامب تولي اهتمامها تجاه العراق، كانت تراهن بقوة على العبادي”، مضيفة أن “هناك الكثير من التوتر والارتياب في العاصمة واشنطن”.
في تلك الأثناء، كانت إيران تناور للحفاظ على تأثيرها بين صناع القرار العراقي، لمواجهة احتمالية استحواذ الصدر على السلطة.
وعمل المبعوثون الإيرانيون على جمع كل الأطراف الشيعية معاً واستثناء الصدر، منذ اليوم الذي تبع يوم الانتخابات، في محاولة لاختيار رئيس الوزراء القادم، لكن هذا الجهد فشل يوم الاثنين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.
وقال مشرعون ومحللون “منذ بدأ العراق بإجراء الانتخابات عام 2003، بذلت إيران الشيعية الثيوقراطية تأثيرها على جمع الأحزاب الشيعية سوية. إيران أرادت العراق أن يكون حليفاً ضعيفاً للحفاظ على سطوتها السياسية والاقتصادية في المنطقة بشكل واسع”.
وتعد نواة التحالف المركزي مع إيران؛ كلا كتلتي الفتح التي تمتلك روابط وثيقة بالميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي حلت ثانياً في نتائج الانتخابات بعد تحالف الصدر، وائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. لكن عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي نفى أن إيران كان لها دوراً بشيء من ذلك.
وبين الصدر أنه غير مهتم بتشكيل تحالف مع فصائل مقربة من إيران، إذ يقول المتحدث باسمه صلاح العبيدي، إننا “لن نكون جزءاً من تحالف طائفي”.
وقالت مفوضية الانتخابات العراقية أمس الثلاثاء، أن نتائج التصويت النهائية ستعلن في الأيام القليلة القادمة وخلال أسبوع بأعلى تقدير، كما ستحدد جلسة البرلمان التي تشكل فيها الكتلة البرلمانية الأكبر والتي ترشح رئيساً للوزراء.
وبغض النظر عن الشكل الذي ستكون عليه الحكومة المقبلة خلال الأسابيع القادمة، فإنها ستواجه معوقات شاقة، منها إعادة بناء المناطق المدمرة خلال الحرب، ومنع إعادة ظهور تنظيم داعش. العراق بحاجة إلى أكثر من 80 مليار دولار لإصلاح الضرر الذي ألحقه التنظيم المتطرف بالبلاد كما قال البنك الدولي، ويكافح من أجل إغراء الاستثمارات الأجنبية.