Skip to main content

مقتل زهران علوش . عملية نوعية !! ام تصفية استخباراتية ؟؟

مقالات السبت 26 كانون أول 2015 الساعة 14:15 مساءً (عدد المشاهدات 3489)

بقلم  :  علي كاظم البشارة

يثير حادث مقتل الارهابي زهران علوش قائد مايسمى بجيش الاسلام في سوريا الكثير من الشكوك والاحتمالات حول امكانية ان يكون الحادث قد تم بمساعدة جهات من داخل جيشه الذي يتزعمه وبتوجيه من دول اقليمية للتخلص من مواقفه المعارضة للتحالفات والمباحثات التي تقودها تركيا وقطر , حيث كان علوش يقف بوجه تلك الاجتماعات ويعتبرها غير مجدية وان لا حل يتم قبل التخلص من وجود بشار الاسد في السلطة . 

ولطالما اعتبر علوش وجيشه الارهابي اليد الطولى للسعودية في الساحة السورية حيث حظي بدعم المملكة وكان ينفذ ما يتلقاه من تعليمات وعمليات اغتيال وهجمات من المخابرات السعودية ومن يديرها . ووقف عائقا امام العديد من الاجندات القطرية والتركية خصوصا في ما يتعلق بمساعيهما بتوحيد صفوف المعارضة حيث كان يرفض جملة وتفصيلا الخضوع والعمل تحت امرة اي قيادة قد تفرضها عليه المعارضة, ويعتبر ذلك الامر خطة تركية تسعى من خلالها للسيطرة على الجهات المتقاتلة لغرض توجيهها لاهدافها ومصالحها الخاصة . 

على اثر ذلك فقد تمكنت كل من تركيا وقطر وبعد محاولات متكررة من اختراق ميليشيا علوش وتوصلتا إلى شراء ولاء قيادات الصف الثاني الذين انقلبوا على زهران مخرجين بذلك آل سعود من المشهد الساخن في الريف الشرقي لدمشق، وهذا احتمال أقرب للصواب، بكون الصراع بين الميليشيات، هو انعكاس لواقع الصراع بين المحور الثنائي الذي تشكله قطر وتركيا من جهة، ونظام آل سعود من جهة أخرى. 

فبعد ان اعلن علوش عن تنصيب نفسه واليا للغوطة وبتوجيه من ال سعود فقد قام منافسيه ، بإجبار المدنيين في الخروج في مظاهرات تطالب بتنحية الوالي الجديد، وهذا المشهد يخدم التعبئة الشعبية ضد رجوع زهران إلى الغوطة، الأمر الذي يستفاد منه من قبل المنافسين للصعود إلى الضوء بعد أن هيمن علوش على المشهد الميليشياوي في الغوطة، من خلال تصفية البعض واعتقال الآخر، في حين رضخ بقية عناصر الميليشيات للأمر الواقع، وعلى الرغم من إن السكان في الغوطة -بنسبة كبيرة منهم – مجبرين على البقاء في المناطق الساخنة ليكونوا دروعا بشرية تحمي الميليشيات من تقدم القوات السورية برياً، وبكون الصراع على تزعم الميليشيات في الغوطة لا يعنيهم بقدرما يعنيهم البقاء على قيد الحياة، وسط ظروف صعبة على المستوى المعاشي نتيجة لتحكم الميليشيات وخصوصاً جيش الإسلام التي كان يقودها «زهران علوش» ببيع المواد الغذائية وأسعارها الخيالية، إلا أنهم كانوا مجبرين على المشاركة في التظاهرات التي تنادي بعزل علوش وتنصيب "أبو محمد الفاتح". 

وسعت الدولتان الداعمتان للارهاب (تركيا قطر) وعبر وسائلهما الاعلامية للترويج لوقوع انقلاب ضد قائد مايسمى بجيش الاسلام وعزله إلا أن قيادة ذلك الجيش سارعت إلى نفي الأمر وقتها، وإن كانت نتائج هذا الانقلاب على زهران غير واضحة لغاية الآن، إلا أن المنطق يفرض بأنه صنيعة تركوقطرية لزعزعة النفوذ السعودي ما منح كل من جبهة النصرة وداعش الفرصة للاصطياد في الماء العكر، من خلال الدعوة للانخراط في صفوف التنظيم أو التمدد نحو المناطق المتواجدة فيها ميليشيا علوش والسيطرة عليها بالاستفادة من الفوضى الميليشياوية الموجودة في الغوطة الشرقية. 

بقي علوش عقبة بوجه المشاريع والمخططات التي تسعى كل من تركيا وقطر لتنفيذها في الساحة السورية واجرتا محاولات عديدة لعزله او اغتياله الا انها بائت بالفشل خصوصا مع مايتلقاه من دعم استخباراتي سعودي يجنبه جميع تلك المحاولات حيث قام بتصفية عددا من قيادات وعناصر جيشه بتهمة التآمر ضده , وهذا كله يترك تساؤلات حول حادثة مقتل قائد ميليشيا جيش الاسلام وامكانية ان تكون قد جائت نتيجة لخيانة او وشاية من داخل عصابته الارهابية , خصوصا اذا ماعلمنا ان المستفيد الاول من اغتياله هما كل من قطر وتركيا .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة