متابعة / سكاي برس
يرى مراقبون أن كسر الجمود في العلاقة بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر ورئيس الوزراء، حيدر العبادي، يمثل ركنا مهما لإطلاق حوارات أوسع بين القوى التي يفترض أن تشكل الكتلة البرلمانية الأكبر، حيث قد يمهد اللقاء الأخير بينهما إلى اجتماع قريب يجمعهما برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وزعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي.
ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية عن مصادر مطلعة في بغداد قولها في تصريحات صحفية، الاثنين، إن “لقاء الصدر بالعبادي، أوضح جزءا واسعا من ملامح الكتلة البرلمانية الأكبر، بغض النظر عن اسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة القادمة”، وذلك في إشارة إلى الاجتماع الذي جرى بين العبادي والصدر في بغداد بالتوازي مع لقاء في أربيل جمع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، مع زعيم القائمة الوطنية إياد علاوي.
وأفادت المصادر بان هذين المسارين يكادان يلتقيان، مشيرة إلى أن “الأيام القليلة القادمة ستشهد طرح فكرة تحالف رباعي بين الصدر والعبادي وبارزاني وعلاوي، ولا تستبعد هذه المصادر عقد لقاءات بين هذه الزعامات في أربيل أو النجف قريبا، حيث يدعم الزعماء الأربعة قوائم انتخابية تضم ممثلين عن جميع ألوان الطيف العراقي، سواء الأكثرية أو الأقليات، فيما يصف مراقبون هذا التحالف بأنه “خلطة مثالية للتمثيل النسبي لجميع مكونات الشعب العراقي”.
واعتبر مراقبون أن “مسعود بارزاني استعاد جزءا من معنوياته بعد تحقيقه نتائج قوية في الانتخابات، بعد أن اختفى عمليا عن المشهد السياسي بعد الهزيمة العسكرية لقواته في كركوك ما بعد الاستفتاء في العام الماضي، وهذا التجدد في نشاط بارزاني المخضرم سيجعل من جهود الثنائي الصدر – العبادي أسهل لأن ثمة (حسابا) يصفيه الزعيم الكردي مع إيران والتابعين لها من الكرد.“
وأوضحت الصحيفة ان القادة الأربع يتحكمون رقميا، بنحو 150 مقعدا في البرلمان المكون من 329 نائبا، ما يعني حاجتهم إلى نحو 15 مقعدا فقط لضمان أغلبية “النصف + 1” اللازمة لتمرير الكابينة الوزارية الجديدة، وهو أمر في المتناول، نظرا لاستعداد العديد من النواب مغادرة قوائمهم للالتحاق بالائتلاف القادر على تشكيل الحكومة، كما درجت العادة.
لكنه وبحسب الصحيفة فان بعض المراقبين يحذرون من الإفراط في التفاؤل في ما يتعلق بـ”مسار تشكيل الكتلة الأكبر”، لا سيما مع حصول قوائم قريبة من إيران على أرقام برلمانية وازنة، قد تمكنها من قلب الطاولة على خصومها في أي لحظة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أخرى، قولها إن “وسطاء تدخلوا لترتيب لقاء بين العبادي والصدر، ووفقا لهذه المصادر، فقد اختار الوسطاء منزلا لأحد أتباع الصدر في بغداد ليحتضن اللقاء، وهذا ما حدث فعلا، حيث كسر هذا اللقاء موجة من التوقعات تتحدث عن تراجع حظوظ العبادي في ولاية ثانية بعد إعلان نتائج الانتخابات وحلوله ثالثا بعد الصدر وهادي العامري المدعوم من إيران”.