وفيق السامرائي
أحدثت هجمات الطائرات المسيّرة (الحوثية) على منشآت النفط السعودية في المنطقة الشرقية فجر البارحة صدمة كبيرة؛
• لأنها أصابت أهدافها وأدت إلى خفض الانتاج بنحو 50%،
• ولأنها بقوة (10) طائرات ولم تُكشَف ولم تُسْقَط رغم قدرات الكشف المتقدمة والصواريخ،
• ولأنها جاءت بعد هجمة سابقة مماثلة أصابت أهدافها،
• وكلها تدل على ثغرات دفاعية وأمنية من جانب، وقدرات فنية وتنفيذية واستخباراتية للمهاجم!
في المرة الأولى صدرت تقارير غير سعودية عن أن المسيّرات انطلقت من جنوب العراق (وثبت أنها غير صحيحة).
التلميح السعودي بإتهام العراق هذه المرة رغم عدم ظهور أي تلميح دولي تجاه العراق، جاء (بتغريدات إعلاميين غير رسميين لكنهم قريبون جدا من جهة القرار )، ويتضمن نمطا لغويا مغلفا بعدم السكوت مستقبلا واذا ما توفرت معلومات.
شيء مثير جدا عدم قدرة الدفاع الجوي السعودي على كشف خروقات جوية بهذه الكثافة والخطورة، إن لم تكن الطائرات قد انطلقت من مناطق قريبة من الأهداف وهو احتمال ضعيف.
الحشد الشعبي ملتزم تماما، كما نرى، بقرارات العراق العليا ومن المستبعد أن يخرق هذا الالتزام. والفصائل المسلحة أيضا معروفة بالتزام مركزي وضبط شديدين ويستبعد طبقا لنهجها المعروف القيام بأفعال تسبب حرجا للعراق رغم عدم ارتياحها للنظام السعودي.
ومع أن الجرح السعودي عميق فمن المستبعد قيام السعودية بأي فعل عسكري ضد العراق بطائرات مسيّرة أو غيرها؛
• لأنها لا تملك دليلا ضد العراق،
• ولأنها باتت وحيدة عربيا،
• ولأنها لم تعد تثق بدعم خليجي بعد درس اليمن.
• ولأنها تتجنب العودة إلى الجفاء السياسي مع العراق الذي حاولت إصلاحه بصعوبة كبيرة،
• ولأنها تدرك قدرة العراق (في كل المجالات) عند القرار.
من المرجح في حالة تكرار الهجمات على أهدافها العميقة من قبل الحوثيين وفشلها في الكشف والصد وتزايد شكها في العراق، إعادة تنشيط ما كانت تُتّهم به من خيوط مائلة مع أطراف عراقية (سنية) وشمالا، وهم في كل الأحوال ضمن (دائرة الضوء) وضعفاء أو يخشون رد الفعل.
معاداة العراق (لم تعد سهلة) وعبثية وبلا سبب، وأي ربط بما حدث البارحة من غارات مدمرة مع الهجمات على مخازن عتاد الحشد خطأ شنيع والخلل بات في بيوت الخليج المتصدعة، وإذا ما استمر التوتر فالجغرافية السياسية لن تستمر (هياكلها)، ولا مبرر للقلق عراقيا.