بقلم / محمد صادق الهاشمي
الولايات المتّحدة الأمريكية كعادتها تضع ستراتيجيات متعددة وخطط مستقبلية في كلّ منطقة تريد أنْ تعمل فيها، ووفق هذه الخطط التي تحددها الدوائر المختصّة الأمريكيّة يتحرّك السياسيون والعسكر الأمريكيّ، ويحاولون أنْ يتّجهوا بالعراق إقتصادياً وأمنياً وسياسياً نحو التطبيق الممكن من الأهدا ف التي يضعونها، وهذا ما وجدناه منذ أنْ تمّ احتلال العراق عام 2003م
(أوّلاً) : استراتيجات أمريكا مع شيعة العراق.
تركّز الولايات المتّحدة الأمريكية على عدد من النقاط، وهي :
1- الاستمرار في تفكيك الموقف الشيعيّ ومنع اللحمة ، واستغلال الخلافات , وعدم السماح بإعادة البيت الشيعيّ؛ كون قوّة القرار الأمريكيّ تكمن في أنْ لايكون هناك موقف وقرار شيعيّ موحّد، وقد وجدتْ أمريكا من يؤيّدها بهذا الاتجاه.
2- إخراج القدر الأكبر من الأحزاب الشيعية عن الإمتثال لإيران، وتقوية جبهة المعارضة الشيعية لإيران، وخلق جبهةٍ شيعيّةٍ معارضةٍ علناً، وأخرى على الحياد لتضييق مساحة الأحزاب الشيعية المؤيّدة لايران.
3- سوف تعمل أمريكا على تفكيك جبهة البناء.
4- سوف تستغل امريكا الخلافات والفراغات الكبيرة التي تكون ناتج عن دفع التيّار الصدريّ إلى مزيد من القوّة السياسية والحضور الحكوميّ.
5- سوف تدفع أمريكا بالتيّارات العلمانية والبعثية والشيعية اللّيبرالية إلى تقوية دورها في انتخابات عام 2020م حتّى يتمّ إيصال شخصيات إلى الحكم بما يجعل العراق أقرب إلى أمريكا والخليج ومستعدّة لإبقاء القوّات الأمريكية في العراق ضمن إتفاقياتٍ بين العراق وأمريكا لصالح مخطط أمريكا في العراق, وهذا السيناريو يترتب عليه حتمية اساقط حكومة عادل لمنح البديل امكانية الوصول الى التصدي لمنصب رئاسة الوزراء .
6- سوف تحرك امريكا الشارع الشيعي ضد القيادات الشيعية لاسقاط شرعيتهم وشعبيتهم
(ثانيا) : استراتيجات أمريكا مع سنّة العراق .
1- ستعمل أمريكا على مزيد من التمزّق «جناح الحلبوسيّ- وجناح النجيفيّ – وجناح خميس الخنجر»، وسوف تدعم الأقوى منهم ، وهي من الآن تراهن على الحلبوسيّ كونه الأكثر مساحة شعبية .
2- سوف تدعم المعارضة السنّية وتعمل على إعادة البعثيين بثوب جديد إلى كلّ مفاصل الدولة.
3- تتجه أمريكا نحو الاتفاق مع السنّة في المنطقة ليكونوا جزءً من صفقة القرن وقبول القوّات الأمريكية.
4- تتجه أمريكا إلى خلق حاضنة من المكوّن السنّي إلى الدواعش والبعثيين؛ لتكون المدن الغربية جداراً فاصلاً بين إيران وسورية .
5- تتجه أمريكا إلى حثّ الدول العربية لإنعاش البنى التحتية والاقتصاد والإعمار في المدن السنّية، وأول المبادرين هي الكويت .
6- تتجه أمريكا إلى خلق سياسة مزدوجة للسنّة بين أن تدفع بهم إلى احتلال مواقع مهمّة في الدولة والوزرات، وخصوصا البعثيين، وبين أنْ تحرّك البعض ضدّ الحكومة المركزية مع معاقبة البعض الذي يسير باتجاه إيران كثيرا.
7- سوف تستمرّ أمريكا في تقليص دور الحشد الشعبيّ في المدن السنّية من خلال تفعيل مشروع الاقليم السني ولو على نحو التهديد .
8- سوف تفتح الأجواء أكثر لإسرائيل في ضرب الحشدّ ومعسكرات المقاومة مع تفعيل خطّ التجسس على الحشد والمقاومة من خلال من الضباط المندسّين.
(ثالثا) : السياسة الامريكية مع الكرد.
1- أمريكا تدفع بـ (مسعود البرزانيّ) على أنْ يوسّع من صلاحياته في القرار وسيطرة الأُسرة والمال والاقتصاد، وأنْ يسيطر على أراضي أكثر في العراق دون الإذن الرسميّ عن الدولة.
2- أنْ يسيطر مسعود على قرار الكرد، ويهمّش (الإتحاد الديمقراطيّ الكردستانيّ)، وكلّ الأحزاب التي لها علاقات جيّدة مع إيران .
3- تعميق علاقات الخطّ البرزانيّ مع المحور العربيّ الخليجيّ وإسرائيل وأمريكا .
4- تعميق علاقات الأسرة البرزانية مع الحركات الكردية القومية السائرة بالخطّ الأمريكيّ بهدف بلورة توجّه كرديّ إنفصالي في المستقبل .
5- منح الخطّ الكرديّ البرزاني دوراً أكبر في تصدير النفط والسيطرة على نفط كركوك.
6- السير بالإقليم إلى إقامة أمارة كردية برزانية على غرار أمارات الخليج مقابل أن تكون تلك الأمارة تابعةً لإسرائيل بالضدّ من إيران.
7- العمل على تفكيك الاتحاد وتهميش دوره سيّما هو في طريقه إلى التفكك.
(رابعا ): أمريكا والاقتصاد العراقيّ.
من أبرز ما يفكّر به الأمريكان هو اللّعب بورقة الاقتصاد العراقيّ على النحو التالي:
1- إستغلال الديون العراقية لإضعاف القرار الاقتصاديّ والسياسيّ.
2- استغلال العجز الماليّ والفقرلتحريك الخطّ العلمانيّ الأمريكيّ، ورفع مستوى المعارضة في أوساط القواعد الشعبية لتفكيك العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق حتّى تتمكّن أمريكا من تفعيل العقوبات على إيران.
3- استغلال ملفّ الفساد والنهب في الموارد النفطية للإيقاع بالدولة العراقية، والعمل على إضعافها .
4- سوف تسعى أمريكا لربط خطوط النفط العراقية بالأُردن والخليج وتركيا.
5- سوف تعمل أمريكا على استغلال الفقر والبطالة على تحريك الشارع ضدّ الحكومات لايقاعها تحت سيطرتها ولإفشال الأحزاب الإسلامية وصولاً إلى هزيمةٍ حاسمةٍ للأحزاب عندها تتمكّن أمريكا من الإتيان بالبديل الشيعيّ الأمريكيّ.
6- سوف تبقى أمريكا مسيطرةً على الملفّ النفطيّ والطاقة.
7- سوف تحرّك أمريكا صناديق النقد الدوليّ والمنظمات العالمية للتدخّل في ملفّ الإقتصاد العراقيّ والضغط على الحكومات العراقية وتقيّد حركتها الإقتصادية وربط عجلة الإقتصاد العراقيّ بالقرار الصهيونيّ .
8- سوف تفعّل أمريكا قانون «منع زعزعة العراق» لملاحقة حركة النقد في البنوك العراقية وتجارة النفط والشركات التابعة للأحزاب فضلا عن ملاحقة الأحزاب والتشكيلات الجهادية والشخصيات.
9- ستعمل أمريكا على موضوع الربط السككي بين العراق والخليج، وربمّا من خلاله إلى إسرائيل .
10- ستعمل أمريكا على منع الربط السككي بين إيران والعراق.
11- استغلال السياسات الاقتصادية المرتبكة للحكومات العراقية لايقاع العراق في شرك العجز الماليّ سيّما أنَّ الإنفاق الماليّ الحاليّ غير المدروس سيضع البلاد أمام أزمةٍ ماليةٍ عميقةٍ ومعقّدةٍ، وستكون له تداعيات خطيرة على الوضعين الإجتماعيّ والإقتصاديّ، وأنَّ تحذير صندوق النقد الدوليّ يوم 30 -7- 2019 مؤشّر على الخطر, وأنَّ إمكانية الإستقرار والنمو الإقتصاديّ مهددان بسبب زيادة الإنفاق بنسبة 25% سنوياً ممّا يهددُ الإستدامة وقدرة الدولة المالية ، وأنّ الدراسات العالمية والمحلية تؤكّد إخفاق الحكومة العراقية .
12- سيطرة الكرد على المالية في الإقليم والاتحادية وسيكون مقدّمة لاغراق العراق في العجز الماليّ والنقديّ .
(خامسا ) : أمريكا والعلاقات العراقية الإقليمية والدولية.
من الواضح جدّاً أنّ العراق ومنذ مرحلة السيّد العباديّ وصولا إلى (عادل عبد المهدي)، وفي المستقبل سوف تركّز أمريكا على ربط العراق بالخليج والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه السياسية ستكون تدريجيةً لفصل العراق عن إيران في كلّ المجالات مع تقوية علاقات العراق مع الخليج بطرقٍ متعددةٍ أهمّها الآن الإعلام والاقتصاد والثقافة.
الخلاصة : هذه هي أهمّ الأسس والاستراتيجيات الأمريكية في العراق والتي تنشر في مواقع الدراسات الأمريكية والتي يمكن رصدها من خلال الخطوات الأمريكية، ومن خلال ما نجده في الواقع العراقيّ برصد ومتابعة ميدانية للواقع العراقيّ السياسيّ، ومنه تمكّن الباحثون استشراف المستقبل لمعرفة ستراتيجات أمريكا في العراق.
ونصر على قولنا ان حكومة عادل عبد المهدي سوف تسقط وهي اخر حكومة محسوبة على الاسلام السياسي َوعلي الاحزاب.